فقيه مغربي :اللغة العربية قضية سياسية واستراتيجية بامتياز
اعتبر الخبير المغربي بمجمع الفقه الإسلامي الدكتور أحمد الريسوني أن قضية اللغة العربية ليست فقط ثقافية وأدبية، بل هي مسألة سياسية وإستراتيجية بامتياز.وحذر في بيان من أن اللغة العربية مهددة بفقدان خصائصها ووظائفها الكبيرة التي تضطلع بها نظيراتها في العالم، موجها في هذا الإطار نداء إلى جميع الأطراف المعنية بإنقاذ هذه اللغة.
وأوضح الريسوني في اتصال مع الجزيرة نت أن هذا النداء نتيجة هم واهتمام قديمين تناميا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد التطورات السلبية الأخيرة ضد مكانة اللغة العربية، موضحا أنه أشار إلى ذلك في النداء.وانتقد وجود عدد لا يحصى من الحركات والمنظمات والمبادرات والتبرعات للدفاع عن الإسلام ونبي الإسلام، وعن القرآن والسنة، وعن القضايا الإسلامية والقومية، في حين لا يهتم أحد بموضوع اللغة العربية.
وشدد في هذا الإطار على أن "اللغة العربية هي مفتاح ديننا ووعاء تراثنا، وهي ضامن هويتنا واستقلاليتنا، وهي وسيلة وحدتنا ونهضتنا".وقال "إن عامة العرب مسرورون بقناة الجزيرة التي أصبحت فعلا قناة العرب الأولى"، ولكن هذه القناة بكل توابعها ليس فيها برنامج واحد عن اللغة العربية، لغة القناة ومشاهديها، مع أن فيها برامج علمية وأدبية وثقافية متعددة فضلا عن السياسة وبرامجها.
وأشار الريسوني إلى أن التعجيم الهادئ الناعم -والمخيف لمن يعرفون حقيقته وأبعاده- يغزو معقل العرب ومنبعهم في شبه الجزيرة العربية، مع أن بإمكان الحكومات الخليجية والمجتمعات الخليجية تعريب ملايين المقيمين والقادمين عندهم من غير العرب، بدل أن يتركوهم يعجمون لغتهم ويهجنون هويتهم ويميعون مجتمعاتهم.وأكد وجوب أن يكون ذلك محل إجماع وتلاحم بين جميع الأطراف الحكومية والقومية والإسلامية وغيرها.
وأعرب الريسوني عن تألمه عندما رأى ما سماها المؤامرة الصامتة في المغرب ضد العناية باللغة العربية، مع أن جهود مزاحمتها وإقصائها جارية على قدم وساق، خاصة إقبار مشروع إحداث أكاديمية للغة العربية.
كما أعرب عن سروره بظهور الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية بالمغرب، غير أنه أكد أننا نحتاج إلى معارك منظمة وطويلة النفس لتصحيح المسار.
ولأجل الدفاع عن اللغة العربية قدم الريسوني مجموعة من المقترحات والمشاريع لكل المعتزين بالعربية المقدرين لمكانتها، مثل اتخاذ يوم عالمي سنوي للغة العربية، وتنظيم الحفلات والمسابقات الثقافية والأدبية في هذا المجال.
ومن جهته رحب رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية الدكتور موسى الشامي بنداء الدكتور أحمد الريسوني، مؤكدا للجزيرة نت الحاجة إلى مزيد من الهيئات والمنظمات المهتمة باللغة العربية.
وكشف الشامي عن مذكرة تعدها جمعيته لرفعها إلى الحكومة المغربية تطالبها فيها بالالتزام باللغة العربية في الهيئات والإدارات التابعة للدولة المغربية وفي الاجتماعات الحكومية، وحمايتها وفق ما ينص عليه الدستور المغربي.
وأعرب عن تفاؤله بقدرة اللغة العربية على المقاومة والبقاء، خاصة في زمن المحنة والتكالب عليها وخذلان أبنائها والمسؤولين عنها. وقال "كلما ازدادت حدة الهجوم غلى اللغة العربية تضاعف حرص المدافعين عليها واستماتتهم في الرفع من شأنها".
الحسن السرات
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد