هل شاخ مهرجان جرش حقاً ؟؟
هل شاخ مهرجان جرش في سن الخامسة والعشرين؟ تساؤل يطرح نفسه بقوة على خلفية ضآلة أعداد مرتاديه، فإذا كان عدد التذاكر المباعة هو معيار نجاح أي مهرجان فأين يقع جرش من كل هذا.
أبواب تفتح مجاناً لاستقطاب الجماهير لحفظ ماء وجه الفنان، اعتذارات بالجملة لنجوم لهم تاريخهم، خذلهم الحضور. خلل خطير لاح في أفق المهرجان الأعرق على خريطة الترفيه المحلي.
امتلكت مسرحية «بادي غارد» تعويذة النجاة من لعنة «ضعف الإقبال الجماهيري» سيما وأن بطلها رئيس جمهورية الضحك عادل إمام، فاكتظت الصالة بمحبيه على مدى ثلاث ليال معيدة بعض البريق للمهرجان إثر إخفاق ثلاث حفلات لكبار النجوم.
تبدو إدارة مهرجان جرش مأزومة هذا الصيف سيما وأنها أرادت طقساً مغايراً لفعالياته لتحتفي بيوبيله الفضي، فقامت بتمديد أيامه والتعاقد مع نجوم كبار قدرت أنهم سيجتذبون أعداداً كبيرة من المتفرجين. واستناداً إلى عدد الحضور يمكن القول بأن حفلات الأسبوع الأول فشلت فشلاً ذريعاً ما أوجد بيئة خصبة للاشاعات لعل أبرزها عدم دفع المستحقات المالية للفنانين وهو ما نفاه مصدر في المهرجان نفياً قاطعاً، مؤكدا أنهم حصلوا على أموالهم كاملة.
وبيّن المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن العادة جرت ألا تسلم إدارة المهرجان دفعة أولى لأي فنّان قبل صعوده إلى المسرح، راداً سبب ذلك إلى حساسية المنطقة التي نعيش فيها.
وأخفق صاحب أغنية «أصاحب مين» باستقطاب الجمهور الى مسرح اعتاد أن يحصد عليه نجاحاً كبيراً، وعزا المصدر ذاته أسباب عدم حضور الجمهور لحفلة هاني شاكر الى التوقيت السيئ اذ تزامنت مع إعلان نتائج الثانوية العامة التي تحظى باهتمام محلي واسع، فضلاً عن قربها من موعد انتخابات البلدية التي أجريت في الحادي والثلاثين من الشهر الماضي.
ويثني المصدر على الأخلاق العالية التي تحلى بها هاني شاكر فعلى رغم حزنه لغياب الجمهور طلب من إدارة المهرجان فتح الأبواب أمام الناس ليغني بإحساس رقيق مجموعة من أهم أعماله.
ويرى المصدر أن الجمهور إذا اعتاد على لي ذراع إدارة المهرجان بامتناعه عن شراء التذاكر، ومن ثم فتح الأبواب أمامه مجاناً فإن ذلك سيؤدي الى خسارة المهرجان، وربما كان هذا المسمار الأول في نعشه، فبينما يحفظ الفنان ماء وجهه يفلس القائمون على المهرجان.
صحيح أن ليلة هاني شاكر مرت بسلام بيد أن الحال مع التونسية لطيفة اختلف كثيراً، إذ تأخرت لطيفة عن الظهور على جمهورها الذي لم يتجاوز المئة شخص أكثر من ثلاث ساعات عن الموعد المقرر ما حمل العديد منهم على مغادرة المدرجات سيما وأن معهم أطفالاً غلبهم النعاس. لترفض الفنانة الغناء قبل الحصول على مستحقاتها كاملة.
يقول المصدر وجدت إدارة المهرجان نفسها مجبرة على التعاطي مع «حدّة» لطيفة فحررت إحدى العاملات في لجنة المهرجان شيكاً لها بقيمة 65 ألف دينار قبل اعتلائها المسرح الجنوبي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وفي اليوم التالي دفعت اللجنة مستحقات لطيفة مقابل إعادة الشيك، داحضاً الاشاعات التي ترددت عن أن لطيفة لم تتسلم أجرها، وأكد أن لدى إدارة المهرجان كافة الأوراق التي تثبت ذلك.
وألقى فشل حفلتي هاني ولطيفة بظلاله الثقيلة على فارس الأغنية العربية عاصي الحلاني الذي بدا واجماً خلف الكواليس قبل ظهوره على المسرح، خصوصاً بعدما سُرّب إليه أنّ 600 بطاقة بيعت فقط، في مدرج يتّسع لنحو أربعة آلاف متفرج.
بيد أن عاصي تجاوز أرقام الحضور وأطلق العنان لحنجرته لتشدو من أجمل ما غنى، مستدعياً تفاعل الجمهور الذي أغدق عليه الكثير من الحب والتعاطف، خصوصاً بعدما شاركه غناء «باب عم يبكي».
وعبر عاصي عن سعادته في المشاركة ولم يلق اللوم في قلة عدد الجمهور على أي طرف سوى سوء الأوضاع العربية السياسية والاقتصادية.
ولم يكن الأمر أفضل حالاً في الأمسية الغنائية التي جرت في عمان للفنانين الأردنيين سعد أبو تاية ونانسي بترو اللذين بدا عليهما الغضب والتذمر لخلو المدرج في المركز الثقافي الملكي (في عمان) من الحاضرين الذين لم يتجاوز عددهم 18 شخصاً.
تكرار مشهد المدرجات الخاوية في حفلات فنانين كانوا حصدوا نجاحات في سنوات المهرجان السابقة دفع الإدارة الى تشكيل لجنة لاستقصاء الحقائق من أجل إنقاذ المهرجان والحيلولة دون تكرار الأخطاء. وأعلن مصدر مقرب من الإدارة أن «الأيام المقبلة ستشهد تحسناً ملحوظاً لجهة توفير حضور جماهيري معقول».
ويعزو مراقبون سبب إخفاق مهرجان جرش في استقطاب الجمهور باعتباره أحد معايير نجاح المهرجانات، إلى جملة أسباب من بينها ضعف الحملة الإعلانية، وغياب الدعم المالي من المؤسسات الخاصة والحكومية، والأشغال التي أدت إلى تحويلات عدة على الطريق بين عمان وجرش أطالت المسافة بينهما. وحصرية نقل الحفلات للتلفزيون الأردني. فضلاً عن استضافة المهرجان لنجوم بأعينهم وتجاهل آخرين أثبتوا نجاحات فنية كبيرة مثل تامر حسني، ومحمد حماقي.
ويرى فريق أن لكثرة نجوم المهرجان أثراً على تراجع حجم الإقبال الجماهيري إذ يعمد الراغبون في حضور الحفلات إلى المفاضلة بين النجوم لاختيار الحفل الذي سيرتادونه.
ويظهر أن المهرجان استرد جزءاً من عافيته حيث شهدت حفلة الفنان العراقي ماجد المهندس إقبالاً جيداً تجاوز الألف متفرج، حلقوا معه في فضاءات الرومانسية. وهو ما حدث أيضاً في حفلة صاحبة «هيدا حكي» نجوى كرم الذي شهد حضوراً جماهيرياً كبيراً.
والواقع أنه من المجحف الحكم نهائياً على فشل المهرجان حيث أكد مصدر مقرب من إدارته أن تذاكر حفلتي قيصر الغناء كاظم الساهر، ونانسي عجرم بيعت عن آخرها.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد