ازدهار أسواق الحرامية في العراق
تجتذب «اسواق الحرامية»، حيث تُباع السلع المستعملة، بعضها يكون مسروقاً، عشرات الزائرين يومياً بين مقتنصي السلع الفريدة والزبائن الدائمين الذين اعتادوا التعامل مع هذه الاسواق. ويوجد في بغداد وحدها اكثر من ستة اسواق تُطلق عليها التسمية اشهرها في منطقة النهضة وسط بغداد وتشتهر بتسلل جميع السلع المسروقة من المنازل اليه فيما تعد باقي الاسواق في بغداد امتداداً لهذا السوق.
وتنتشر غالبية «اسواق الحرامية» في مدينة الصدر شرق بغداد ومنها اسواق السدة والعودة ورعيده ومريدي، وتشتهر بتوفير جميع انواع السلع المسروقة من الاجهزة الكهربائية والادوات الاحتياط للسيارات وانواع الملابس، فيما تشتهر سوق مريدي بانتشار مكاتب تزوير الاوراق الرسمية والشهادات الجامعية اضافة الى كونها سوقاً لبيع السلع المسروقة.
وتختلف طبيعة التبادل التجاري في «اسواق الحرامية» من منطقة الى اخرى كما تختلف آلية التعامل فيها. ففي عهد النظام السابق كانت غالبية هذه الاسواق تعمل سراً وتخضع لبعض القيود القانونية لكنها في الوقت الجاري باتت منفذاً لتصريف الكثير من السلع المسروقة وحتى الاسلحة الخفيفة مثل القنابل اليدوية والمسدسات المسروقة من الاجهزة الامنية وغيرها.
ونشأت اسواق اخرى تبعاً للظروف القائمة في المجتمع العراقي ومنها «سوق اصدقاء الداخلية» وهو سوق المواد المستعملة في الباب الشرقي ويتخصص في بيع ملابس «الاغانيين» وهي التسمية التي يطلقها الحرامية على الاشخاص المخطوفين الذين تُباع ملابسهم في هذه الاسواق.
ويقول حامد الكرعاوي، احد المتعاملين ان غالبية الزبائن، الذين يرتادون الاسواق، يبحثون عن سلع محددة لا يستطيعون العثور عليها في الاسواق العادية مثل الادوات الاحتياط الخاصة بانواع محددة من السيارات وبعض السلع الكهربائية ، فضلاً عن المجلات الاباحية والاقراص المدمجة التي تلقى رواجاً كبيراً وعبوات الصابون والحلاقة وانواع محددة من الاغذية يستخدمها الجيش الاميركي في العراق.
ويؤكد عبد الله ماضي، ان «اسواق الحرامية» تحوي كل شيء، من الممنوع والمسموح، وان الذين يرتادونها يجدون كل شيء يريدونه.
احمد عبد الرضا، يقول ان سيارته تعرضت لسرقة بعض اجزائها وانه لم يعثر على اجزاء مناسبة لها في الاسواق التجارية فاتجه الى «سوق الحرامية» واستطاع توفير مطلبه في زيارتين متلاحقتين مع احد الاصدقاء.
ويضيف ان الاسعار اقل بكثير من الاسعار المتعارف عليها في الاسواق العادية باستثناء بعض السلع التي تجد رواجاً كبيراً بين زوار السوق مثل الاسلحة وغيرها.
ويعترف العميد عبد الكريم خلف، مدير القيادة المركزية في وزارة الدخلية بصعوبة السيطرة على هذه الاسواق، ويقول ان انتشار ظاهرة اسواق الحرامية جاء بسبب الانفلات الامني الذي تعيشه البلاد وان بعض الاسواق باتت مرتعاً للسارقين والعابثين، مشيراً الى ان القضاء على هذه الظاهرة امر غير وارد في الوقت الحالي.
خلود العامري
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد