منتقدوا حرب العراق يشكلون أغلبية وزارة حكومة براون
تعهّد رئيس الوزراء البريطاني الجديد غوردون براون باستعادة الثقة بالحكومة، فجاءت تشكيلتها، التي أعلن عنها أمس، متطابقة مع برنامجه «التغييري»، فشهدت تعيين أصــغر وزيــر للخارجية منذ 30 عاماً، وأول امــرأة على رأس وزارة الداخلية، واستحداثاً لحقيبة جديدة تعنى بـ«الطاقة»... إلا أن أبرز ما تميزت به حكومة براون... هي انها ضمّت شخصيات عرفت بانتقادها الحاد لغزو العراق.
وثمة من رأى أن تعيين وزير البيئة السابق ديفيد ميليباند، «41 عاما»، على رأس وزارة الخارجية خلفا لمارغــريت بيكيت، والذي يعتبر اصغر وزير يتولى ذلك المنصــب منــذ ديفيد اوين في ,1977 وكــأنه مكــافأة له لعدم ترشحه، ضــد براون، على رئاسة حزب العمال، فيما ذهب محللون إلى حد القــول بأن «بوسع ميليباند تغيير صورة بريطانيا لأن يديه لم تتلــطخ في حــرب العراق»، حيث كان من منتقديها وكان ممن طالبوا بلير بدعوة إسرائيل إلى وقف عدوانها على لبنان الصيف الماضي.
وعيّن براون جون دينهام وزيراً للتجديد والجامعات، الذي كان استقال من الحكومة في ,2003 احتجاجاً على غزو العراق، فيما أوكل وزارة شؤون آسيا وأفريقيا والأمم المتحدة لنائب الأمين العام للأمم المتحدة السابق مارك مالوش براون، المعروف بعدائه للمحافظين الجدد في الولايات المتحدة، وهو ما فسّره المحلل اليكس بينغهام في مركز «فورين بوليسي» على أنه محاولة من براون لإقصاء لندن عن واشنطن.
وعرف مالوش براون بانتقاداته العلنية لسفير واشنطن السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون، وانتقاده لموقف بلير والرئيس الأميركي جورج بوش من السودان، متهماً واشنطن بـ«اعتماد دبلوماسية السرقة» تجاهها.
وتضم حكومة براون أربعة أعضاء يصنفون كـ«بليريين»، نسبة لولائهم لبلير، هم ديفيد ميليباند، ووزير الأعمال وإصلاح المؤسسات جون هاتون، ووزيرة الجاليات والحكومة المحلية هازل بليرز، ووزير الثقافة والرياضة جايمس بورنيل.
وفي سابقة له، عيّن براون أول امرأة على رأس وزارة الداخلية، هي جاكي سميث، العضو في منظمة العفو الدولية والمعروفة بولائها المطلق للحزب، خلفا لجون ريد، فيما أوكل وزارته السابقة (المالية) لحليفه المخلص اليستر دارلنغ، الذي كان وزيراً للتجارة والصناعة.
أما وزارة الأعمال وإصلاح المؤسسات، المستحدثة فأسندت لوزير التقاعد السابق جون هاتون، الذي سيتولى مهام «سياسة الطاقة» بعدما ألغى براون وزارة التجارة والصناعة.
وتشهد حكومة براون، علاقات عائلية بين بعض أعضائها، فإيد ميليباند، الذي سيتولى وزارة شــؤون البرلمان، هو شقيق وزير الخارجــية الجــديد، في حين أن ايد بولز، الذي عــين وزيراً للتعليم الأساسي والأســر والــذي يعتبر اليد اليـمنى لــبراون، هو زوج وزيرة الإسكـان الجديدة ايفات كوبر.
وأصبح نجم صاعد آخر هو دوغلاس الكسندر وزيرا للتنمية الدولية، خلفاً للوزير هيلاري بين، الذي عين وزيراً للبيئة، في حين عاد جاك سترو الذي شغل في السابق وزارة الداخلية والخارجية إلى الحكومة الجديدة، متبوئاً وزارة العدل، فيما احتفظ وزير الدفاع ديس براون بمنصبه.
هذا وقد وجهت 10 شخصيات بريطانية بارزة من مختلف المشارب، أمس، عشر «نصائح» إلى رئيس الوزراء البريطاني الجديد، في رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة «الاندبندنت» البريطانية في صفحتها الأولى تحت عنوان «بلاغ إلى غوردن براون» .
والنصائح، وفق تسلسلها تلخص كالآتي:
1ـ «انفتح على أوروبا» ـ رئيس المفوضية الاوروبية السابق جاك ديلور.
2ـ «اجعل مسألة الفقر أولوية» ـ المغني الرئيسي في فرقة «يو تو» والناشط الإنساني بونو.
3ـ «امنح الاستقلالية للمدارس» ـ رئيس كلية ولينغتون وكاتب سيرة طوني بلير، أنطوني سيلدون.
4ـ «حسّن الخدمات الصحية» ـ الخبير في الخصوبة السكانية اللورد وينستون.
5ـ «اسحب قواتنا من العراق» ـ الجنرال الأعلى جوليان طومبسون.
6ـ «ادعم الفنون» ـ النحات أنطوني غورملي.
7ـ «أصلح النظام الانتخابي» ـ أستاذ مادة الحكم في جامعة أكسفورد ونائب رئيس «جمعية الاصلاح الانتخابي» فرنون بوغدانور.
8ـ «شيّد بنى دفاعية ضد الفيضانات» ـ العالم البيئي والكاتب جيمس لافلوك.
9ـ «قلّص الأنظمة البيروقراطية» ـ المدير العام السابق لاتحاد الصناعة البريطانية السير ديغبي دجونز.
10ـ «تخلَّ عن خطط تمديد الاعتقال» ـ مدير جماعة الضغط الحقوقية «ليبرتي» شامي شكربرتي.
المصدر: وكالات
اقرأ أيضاً:
إضافة تعليق جديد