إطلاق 70 مشروعا سياحيا في سوريا
مع انحسار الحرب في سوريا وعودة الأمن والأمان، بدأ الحديث عن جذب الاستثمارات الخارجية إلى البلاد، وسط توقعات حكومية بأن يؤدي قانون الاستثمار الجديد إلى تسريع دوران عجلة الاقتصاد وسط تحديات عديدة جراء الحصار.
و تم الأحد عرض أكثر من 70 مشروعا استثماريا سياحيا في مختلف أنحاء سوريا وذلك ضمن ملتقى الاستثمار السياحي الذي أقيم في فندق (داماروز) بدمشق تحت رعاية رئيس الحكومة السورية، وبالتعاون مع وزارة السياحة وهيئة الاستثمار.
الشركات الروسية قادمة على الطريق
وأشار وزير السياحة محمد رامي مرتيني إلى أن هذا الملتقى يعيد إلى الأذهان الفترة الذهبية للقطاع السياحي في فترة ما قبل الحرب الجائرة على سوريا، وقال: “إننا اليوم نطرح أسس ورؤية جديدة للترويج الاستثماري للمباني أو المواقع أو الأراضي ونعرضها للاستثمار السياحي أمام شركائنا المستثمرين الوطنيين والمغتربين والعرب والشركات الصديقة”.
ولفت إلى أن الشركات الروسية لها الفضل الكبير في إنجاز هذه المشاريع رغم الحرب والحصار، مضيفا: “هناك شركتان تستثمران في المجال السياحي في طرطوس واللاذقية بمئات الغرف الفندقية وهناك شركات قادمة على الطريق”.
وقال مارتيني، إن الاستثمار في المشروعات السياحية يشكل بنية أساسية للاقتصاد إلى جانب الصناعة والزراعة، لافتاً إلى الاهتمام بكل أنواع النشاطات الاستثمارية نتيجة الغنى التاريخي والحضاري لسوريا ما يجعلها مقصداً للسياحة.
رؤية جديد للاستثمار
رئيس الحكومة السورية المهندس حسين عرنوس أكد في تصريح للصحفيين أن ملتقى الاستثمار 2022 يعقد وفق رؤية استثمارية بناءة وتعاون مثمر بين وزارة السياحة وهيئة الاستثمار السورية، ويهدف لتحقيق الجدوى الاقتصادية المثلى لاستثمار الأصول والمباني العائدة للجهات العامة والنقابات المهنية والمنظمات الشعبية، ولإعادة العمل في المشاريع السياحية التي تعطلت قسراً بسبب الإرهاب، وعرض فرص ترويجية جديدة.
وأوضح عرنوس أن الحكومة تسعى لتطوير وتنمية الاستثمارات السياحية وبما يحقق شروط الاستدامة لقطاع السياحة وتعزيز دوره التنموي وتأمين فرص العمل وتوفير بيئة استثمارية جاذبة للمستثمرين وخاصة بعد صدور قانون الاستثمار رقم /18/ لعام 2021 والذي منح ميزات وإعفاءات كبيرة للمستثمرين في كافة قطاعات الاستثمار الاقتصادية.
ولفت رئيس مجلس الوزراء، إلى أن القرارات الصادرة عن المجلس الأعلى للاستثمار تسهم بتعافي القطاعات الاقتصادية والخدمية بما فيها القطاع السياحي، مبيناً أن وزارة السياحة منذ العام 2017 أقامت ملتقيات الاستثمار السياحي والتي كان من مخرجاتها التعاقد مع مستثمرين محليين على تنفيذ عدد من المشاريع السياحية وبسويات تصنيفية مختلفة.
شركة طيران جديدة
ومن المشاركين من الدول العربية أكد المستثمر العماني محمد بن صالح الخالدي في تصريح لـ “سبوتنيك” أن نجاح تجربته في الاستثمار في سوريا منذ عام 2018دفعه للمشاركة بملتقى الاستثمار، والاطلاع على الفرص الاستثمارية السياحية المطروحة.
وقال الخالدي إنه في مجال الطيران سيتم افتتاح شركة عمانية في دمشق وستكون لها وجهات عديدة حيث تم أخذ الموافقة على المشروع، مؤكدا أن سوريا تملك ما يخدم هذا القطاع فالمكان والتاريخ والتراث والحضارة والقانون الذي يحمي رأس المال ووصلت إلى مرحلة تسطيع أن تقدم البيئة المناسبة للاستثمار.
شراكات سورية إماراتية
وأشار المستثمر الإماراتي الدكتور عبد الله الشيباني في تصريح لـ “سبوتنيك” إلى أن هدفنا الأساسي تقوية السياحة العربية بين الدول إضافة للاطلاع على المشاريع الاستثمارية والمجالات التي تهم الشركات الإماراتية، ومنها المجال السياحي والعقاري والصناعي والزراعي، وخاصة صناعات القطن والأنسجة وزيت الزيتون وتوليد الطاقة الكهربائية، لافتاً إلى أهمية الاستفادة من كافة آفاق الأعمال وتشكيل شراكات متينة في كافة الأصعدة.
مشاريع في 9 محافظات
وتخلل الملتقى افتتاح معرض المشاريع الذي يتضمن مواقعا للاستثمار السياحي بالتنسيق مع الجهات العامة والوحدات الإدارية والمنظمات الشعبية المالكة للأراضي التي ترغب بطرحها للاستثمار السياحي، وتشمل مواقع العرض الاستثماري وعددها 25 مشروعاً وهي موزعة في محافظات (دمشق – ريف دمشق – حمص – حماة- اللاذقية – طرطوس – حلب – السويداء ودير الزور) إضافة إلى مواقع العرض الترويجي التي يبلغ عددها 17 موقعاً وهي مشاريع تعود بملكيتها لجهات من القطاع العام والمنظمات الشعبية، ومواقع السياحة الشعبية (شواطئ مفتوحة ومنتزهات) ويبلغ عددها 6 مواقع، أما مشاريع القطاع الخاص فيبلغ عددها 23.
47 إجازة استثمار
بدوره، أكد مدير عام هيئة الاستثمار السورية مدين دياب في تصريح لـ “سبوتنيك”، أهمية الاستثمار السياحي على صعيد العملية الانتاجية، حيث أن الاستثمارات السياحية أسرع الاستثمارات نمواً وأسرعها عائداً، وبالتالي هذا الملتقى هو فرصة للمستثمرين الراغبين بالاستثمار لاسيما أن الفرص الاستثمارية المعروضة مكتملة التفاصيل والبيانات، كما أنها جاهزة وتلقى كل الدعم من هيئة الاستثمار السورية ووزارة السياحة، حيث بمجرد رسو العرض على المستثمر الأنسب يتم الحصول على إجازة الاستثمار خلال فترة لا تتجاوز 30 يوماً متضمنة كافة الموافقات والرخص وتعتبر هي الإذن ببدء تنفيذ المشروع الاستثماري.
وأشار دياب، إلى أن العملية الاستثمارية لم تتوقف رغم كل الصعوبات والعقبات، مبيناً أن هيئة الاستثمار السورية أصدرت لغاية الآن 47 إجازة مشروع استثماري بمختلف القطاعات بتكلفة تقديرية تجاوزت تريليون و500 مليار ليرة سورية وتحقق أكثر من 4000 فرصة عمل.
وتابع دياب، أن هناك شركات روسية أيضاً تدرس إمكانية إقامة مشروعات استثمارية في سوريا كذلك هناك مشروعات مطروحة مع رجال أعمال من الإمارات لإقامة مشروعات للطاقة المتجددة بالتعاون بين رجال أعمال سوريين وإماراتيين وقد تم تقديم المشروعات ويجري حالياً التنسيق مع وزارة الكهرباء لبحث إمكانية إقامته.
وضع حجر الأساس لمشروعين سياحيين في دمشق
وفي السياق، وضع رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس حجر الأساس لمجمع نيرفانا وهو منشأة سياحية تجارية في منطقة الحجاز وسط دمشق، حيث تم توقيع عقد الاستثمار بين المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي وشركة الحجاز.
وتبلغ مساحة المنشأة 5133 متراً مربعاً بواقع 12 طابقاً من سوية خمس نجوم ومدة الاستثمار 45 سنة بعائد مليار و600 مليون ليرة أو 16% من الإيرادات مع زيادة 5% كل ثلاث سنوات، ويؤمن بحدود 2000 فرصة عمل خلال مرحلة الإنجاز وبعد الدخول بالخدمة.
ووفق العقد تقدم المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي الأرض والباقي يقع على عاتق الشركة المستثمرة من دراسات وبناء وتنفيذ وتجهيز.
كما وضع حجر الأساس لمشروع فندق فيكتوريا ويتألف من 24طابقاً ويضم 274غرفة و1700كرسي إطعام، ويؤمن 300فرصة عمل، وتعود ملكية الأرض لمحافظة دمشق.
يؤمن المشروعين أكثر من 250 أو 300 مليار ليرة سورية استثمارات و700 فرصة عمل في مرحلة الافتتاح وآلاف فرص العمل في مرحلة التشيد والبناء.
إضافة تعليق جديد