مدرسة يمنية تلزم مدرساتها باللغة الفصحى
تعد مدرسة النجاح الثانوية/الإعدادية أول تجربة عرفتها فرنسا في ميدان التعليم الخاص الإسلامي.
وتلتزم المدرسة التي أنشئت عام 2001 بتدريس المنهج الحكومي إضافة إلى التربية الإسلامية واللغة العربية.
وتمثل المدرسة مرحلة فارقة في مسار التعليم الإسلامي في فرنسا بعد أن مضى على إنشائها ستة أعوام، إذ ينص القانون على حق المدارس الخاصة في الحصول على دعم من الدولة بعد خمسة أعوام من الافتتاح.
لكن المدرسة -التي تمثل سابقة- لم تحصل على ذلك الدعم لأنه لابد لها من تصويت في الجمعية الوطنية ليصدر القانون المنظم في هذا الشأن، وهو ما لم يحدث بعد في ظل حساسيات خاصة من العمل الإسلامي.
ولا تزال المدرسة قائمة حتى اليوم رغم الحرمان من الدعم فيما يتقدم المحسنون بالتبرعات مما يساهم في تخفيف حدة العجز المالي.
واستعرض عدد من العاملين في المدرسة للجزيرة نت تجاربهم بالمدرسة في ظل هذه الظروف الصعبة.
واعتبرت إيفون فازيو مديرة المدرسة -وهي مدرسة لغة إنجليزية في المدارس الحكومية سابقا- أن عملها الجديد أثرى تجربتها التربوية قائلة "إنها وظيفة لم أضطلع بمثلها من قبل ولهذا فأنا أعيش تغييرا مزدوجا أوله مهمة المدير ومحاولة تحقيق الطموحات المنتظرة مني".
وقالت إن التغيير الآخر يتمثل في اختلاف التجربة الخاصة الإسلامية عن مثيلتها العامة الحكومية "فالتوقعات في مدرسة النجاح لها طابع إلى حد ما مختلف يدعمنا في محاولة تحقيقها تلك الأخوة التي نعيشها مما يعطي مهمتي مذاقا خاصا"، وترى أن هذه الأجواء "يصعب وجودها لدى غيرنا".
وتنظر فازيو إلى عملها "بقناعة ويقين إضافة إلى البعد المهني" قائلة إنها تشعر بالسعادة وهي تمارس عملها هنا بالمقارنة مع عملها في المدارس الحكومية "بما فيها من ضغوط معينة".
وخلصت إلى أن النجاح يتمثل في التجربة والخبرة لأنها الأولى من نوعها في فرنسا "وهي تحدٍّ بالنسبة لي ولسائر الزملاء غير مسموح فيه بالفشل رغم ما يعتري العمل من مخاطرة في ظل قلة الإمكانيات".
ومن جهته أوضح المسؤول التربوي بالمدرسة فرحات مسعدي أن المدرسة تواجه مشكلة تتمثل في زيادة الطلب على العرض، قائلا إنه لم يعد بإمكانها قبول أكثر من ألف تلميذ وطالب في فصول العربية والتربية الإسلامية نظرا لمحدودية طاقتها الاستيعابية.
وأعرب مسعدي عن ارتياحه لمستوى التلاميذ والطلاب في اللغة العربية والدين في ظل الظروف المعاكسة التي تحيط بالعملية التربوية.
من جانبه يقول المدرس خالد فاريدل إنه يجمع بين العمل في المدارس الحكومية ومدرسة النجاح التي يأتي إليها يومين كل أسبوع لتدريس اللغة الفرنسية.
ويرى فاريدل أن الإسهام في إنجاح تجربة النجاح عمل مهني لكنه قبل ذلك "مرجو منه وجه الله".
ويشعر فاريدل بارتياح لتنقله الأسبوعي بين التجربتين "لأن العلمانية -أساس العملية التربوية في المدارس التابعة للدولة- لا تتناقض مع التزام المسلم سواء كان مدرسا أو مديرا أو طالبا".
ويتهم من أسماهم "غلاة العلمانيين الذين حولوها إلى فعل موجه ضد الدين بدلا من الالتزام فقط بفصل الدين عن الدولة".
ويشدد فاريدل -الذي بدأ رحلته مع الإسلام منذ نهاية الثمانينيات- على حيوية الاتصال بين الأب والمدرسة للإسهام في نجاح تجربة مدرسة النجاح "التي تكتسب بعدا لا يتوافر في غيرها خاصة على صعيد الرسالة والدور".
سيد حمدي
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد