تأجير جدران كاتدرائية سالزبوزغ لإعلانات ملابس بحر فاضحة
على اليمين تم نشر لوحة اعلان ضخمة لشقراء تعرض ملابس بحر فضية اللون من قطعة واحدة، وعلى اليسار لوحة اخرى من الحجم الكبير لعارضة لا تقل جاذبية، وهي ترتدي بلوزة من النوع الهفهاف وفقا لآخر خطوط موضة صيف هذا الموسم.
اللوحتان جاءتا ضمن حملة إعلانية واسعة، بدأتها محلات «اتش. ام» المعروفة بأزيائها أوروبيا. وما كان الاعلان سيثير الانتباه، لولا الموقع الذي اختير لتثبيت اللوحتين على جداره عند المدخل الرئيسي لكاتدرائية سالزبورغ الشاهقة في اكبر ميدان بقلب مدينة سالزبورغ، عاصمة إقليم غرب النمسا.
ومنذ اللحظة التي تم فيها تركيب اللوحتين يوم الخميس الماضي، ثارت ضجة واسعة، ما بين مستنكر وغاضب ومستهجن لكيفية قبول إدارة الكنيسة لذلك التصرف والسماح به، وبين متفهم وساكت، واصل طريقه دون تعليق الى داخل الكنيسة. وأصبحت الإعلانات مادة حية للحديث بين سكان المدينة وسياحها، الذين تستقبلهم المدينة بأعداد ضخمة لما تمتاز به من جمال طبيعي، جعلها موقع تصوير الفيلم الاميركي «صوت الموسيقى»، كما انها مولد الموسيقار النمساوي الأشهر موتزارت.
من جانبها، اضطرت ادارة الكنيسة للإدلاء برأيها، موضحة موقفها، بعد ان تشعب الحوار حول صحة وخطأ السماح بعرض اللوحات واستغلال واجهة الكنيسة. وفي بيان للأب بالثاثر سيبرر، الناطق الرسمي باسم الكاتدرائية، فان الاعلانات تمت الموافقة عليها بعد ان عاينتها لجنة مختارة من ادارة الكنيسة، والقائمين على المتجر ومسؤولين من ولاية سالزبورغ، وان الجميع تأكدوا أن المعروضات ملابس «رصينة غير مبتذلة»، موضحا أن ثمن عرض اللوحتين لمدة ثلاثة أسابيع، في هذين الموقعين بالذات، سيساعد الكنيسة فيما تحتاجه من مال لازم لعمليات الترميم والإصلاحات التي تقوم بها لصيانة برجها والتي تبلغ تكلفتها 2.7 مليون يورو، متجاهلا أن يذكر كم بالضبط دفع المتجر للكنيسة.
وأوضح أن الكنيسة حتى ولو لم تكن تحتاج الى دعم مادي، ما كانت سترى غضاضة في الاعلانين، بالرغم من انه لا ينكر اثارتهما لأعصاب البعض. من جانبها، اشارت بعض وسائل الاعلام الى ان الضجة التي صاحبت تركيب الاعلانين، زادت من عدد الناس الحضور للكاتدرائية، وان كثيرين لم يكتفوا بذلك، بل دخلوا وتعبدوا، وتلك لوحدها نعمة يجب ان تشكر عليها ادارة الكاتدرائية التي نجحت في جذب مزيد من الزوار، لاسيما من قطاع الشباب الذين أخذت نسبة المصلين منهم في الكنيسة في الاضمحلال، بصورة لا يمكن نكرانها.
المصدر: الشرق الأوسط
إضافة تعليق جديد