“الزليبة” أكلة الفقير.. أصبحت حلم
تعد “الزليبة” من أشهر مأكولات الساحل السوري ويعتمد تحضيرها على الطحين بشكل أساسي.
ولم يبقَ بيت في الساحل السوري وقراه إلا وتجمّع أهله ذات مساءٍ حول “طبق” الزليبة الذي يرافقه إبريق من الشاي والكثير من الحكايات والقصص.
تقول أم صلاح : كانت النسوة تجتمعن في الصباح الباكر ليبدأن عملية العجن، يجلبن الطحين ويزودنه بالماء والملح “حسب الرغبة”، وكانت تكلفة كيلو الطحين حوالي الـ 200 ليرة سورية، وليتر الزيت حوالي الـ 350 ليرة، أما بعضهن فكانت تشتري راحتها بسعر كيلو عجين ب 250 ليرة.
وتضيف: تبدأ عملية تحضير الزليبة من العجين “المرقوق” ، وإضافة حبة البركة والشمرة والسمسم أحياناََ، ومن ثم وضعه ضمن قدر فيه زيت نباتي مغلي، لتأخذ القطعة حوالي الـ 10 دقائق من الوقت.
وتعتبر هذه الأكلة من أهم وأرخص الأكلات في البيوت لما توفره من مال ووقت على ست البيت، لتتفرغ بعدها لأعمالها الحياتية الأخرى.
وتقول: اليوم أصبحت “الزليبة” حلم لأسرتي المكونة من 5 عوائل تضم 13 حفيداً، فكيلو العجين إن وجِدَ لا يقل سعره عن 1500 ليرة، أما سعر ليتر الزيت فتجاوز الـ 9000 ليرة، وليسَ بمقدور ست البيت تحضير هذه الأكلة، ناهيك عن أزمة الغاز وانقطاع المادة.
وعن التفنن بالعجين تقول أم صلاح: كنت أقوم بتجهيز حوالي ال 100 قطعة زليبة ومايتبقى من عجين كنت أضع به السلق المطبوخ والبصل لأقدم لعائلتي “الترموسات” وهي عبارة عن فطيرة سلق كبيرة “متل الصينية” فيها فائدة كبيرة.
وتختم أم صلاح: لم يبقَ للفقير سوى الأحلام.. إذا الزليبة صار بدها قرض للزيت والطحين والغاز.
الخبر
إضافة تعليق جديد