مدام جوليا تهز واشنطن في أكبر فضيحة أخلاقية
وكأن ما تعانيه ادارة الرئيس جورج بوش من تعثر في العراق يزيد من الضغوط الداخلية عليها، ومن فضائح قضائية تتعلق بأسلوبها في مكافحة الارهاب وانتهاكاتها لحقوق الانسان وصولاً الى البنك الدولي حيث انفجرت فضيحة رئيسه وأحد الصقور الاساسيين بول وولفوفيتز، كأن كل ذلك لا يكفيها حتى تخرج بائعة هوى لتهدد بكشف اسماء اكثر من عشرة آلاف سياسي، بينهم من يتولون مناصب رسمية حاليا، لجأوا اليها طالبين خدماتها.
جاء هذا التهديد، مع بدء الملاحقة القضائية لديبوراه جينا بيلفري المعروفة باسم «مدام جوليا» المتهمة بإدارة شبكة للدعارة، لتهتز العاصمة الاميركية بهذه الفضيحة الاخلاقية. ورداً على اتهامها بـ «الفسق والدعارة»، تحت اسم شركة في واشنطن، اعلنت «مدام جوليا» امس أنها على استعداد أن تكشف أسماء زبائنها في حال رفض المدعون الفيديراليون اسقاط التهم عنها. وما كانت هذه التهديدات لتؤخذ بجدية لو أن زبائن المتهمة ليسوا من طبقة صانعي القرار السياسي في العاصمة الأميركية، ويراوح عددهم بين 10 و15 ألف زبون بحسب شبكة «أي. بي. سي»، وبينهم أسماء «راقية جدا» في الوسط السياسي.
وأول هذه الأسماء كان رندل توبياس نائب مساعد وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في قسم المعونات الذي استقال نهاية الأسبوع الماضي، بعدما أقر بالاستفادة من خدمات «مدام جوليا» وبناتها في وقت من الأوقات، وانه اتصل بالشركة التي تديرها لارسال ثلاث فتيات «لأغراض تدليكية» و «غير جنسية» الى شقته، ودفع لهن 300 دولار في الساعة. وعمل توبياس وهو متزوج، على ملف مكافحة مرض الايدز ووقف الدعارة في البلدان النامية خلال العامين الماضيين.
وسارع محامو الزبائن أمس للاتصال بمحامي الدفاع عن «مدام جوليا» وتحذيره من كشف أسماء موكليهم وانتهاك خصوصيتهم. وسربت شبكة «أي. بي. سي» اسمين آخرين الى الرأي العام، بينهم ديك موريس مستشار الرئيس السابق بيل كلينتون، الذي يعتبر من أشد خصوم السناتور هيلاري كلينتون اليوم ويتهمها بعدم تبني «المبادئ التقليدية» للمجتمع الأميركي. كما تشمل اللائحة اسم القائد السابق في البحرية هارلن أولمان صاحب تسمية الحملة العسكرية على العراق بـ «الصدمة والرعب». وستستضيف «أي. بي. سي» «مدام جوليا» في مقابلة حصرية الجمعة المقبل، يتوقع ان تسرب خلالها المزيد من أسماء.
ونقلت المحطة ان أسماء «راقية جدا» مدرجة على لائحة سيدة الهوى، وان اصحابها يعملون في الوسط السياسي الأميركي اليوم، كما تردد وجود أسماء مهمة بين البنات الـ132 اللواتي يعملن في مؤسستها ليلاً، بعد تأدية وظائف سياسية خلال النهار. وتحظر القوانين الفيديرالية الدعارة في واشنطن كما هو الحال في معظم الولايات باستثناء ولاية نيفادا (خصوصا مدينة لاس فيغاس).
جويس كرم
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد