“التجارة الداخلية”.. هل تشبع الناس كلاماً أم طحيناً؟!
لن نصدق ما تعدنا به وزارة التجارة الداخلية من خلال تصريحات مسؤوليها اليومية التي يخبروننا فيها عن توفر المواد الغذائية المقننة والمدعومة في صالاتها الموزعة في كل مكان، وعن حضورها القوي في السوق، وتدخلها الإيجابي، الذي سوف يجنب المواطن الذي دخله لا يتعدى ثمن ثلاثة كغ لحمة، أو بنطلونين متوسطي الجودة، يجنبه خطر المجاعة الذي تعدنا به تقارير المنظمات الدولية المعنية بدراسة حالنا وأحوالنا.
تصريحات يومية تجعل المواطن يتسمر يومياً على أبواب صالات التجارة الداخلية، ليعود بعد الظهر بخفي حنين، غبرة وقلة واجب، كما يردد بعضهم.
لكن مدير فرع السورية للتجارة بحمص عماد ندور يكذب ما تراه أعيننا وتسمعه آذاننا، ويؤكد أن المواد المقننة والمدعومة توزع يومياً على الصالات، لكنها تفقد خلال ثلاث ثواني، والثواني هنا يقولها مجازاً، لكنها على أرض الواقع حقيقة، وعندما تسأله أين تذهب في ثلاث ثواني؟ يقول: تباع طبعا!! ولمن..؟ يجيب: للناس!! .. وهو محق في ذلك فهي تباع للناس، لكن لأي ناس!؟ هنا السؤال، لكنه لن يملك الجواب طالما يجلس في مكتبه يستمتع بهواء المكيف البارد الذي لن يتيح له متعة الاستمتاع بهجير الشمس الذي يلهب وجوه الناس المتشبثة ببعضها البعض على أبواب الصالات غير عابئين بكوفيد-19 ، هؤلاء الذين ينقادون وراء تصريحات جوفاء لا تفسير لها سوى الاستخفاف بحاجاتهم بعد أن سقطت عن موائدهم مواد غذائية كثيرة.
إحدى السيدات صاحت غاضبة ومقهورة بوجه السيد ندور: لماذا المواد المدعومة تذهب لبعض الناس بكميات تفوق الحد المسموح به؟ طلب إليها توثيق هكذا حالة بالصور، وإلا هو غير معني بأي كلام تقوله رغم وجعها أمام أفواه صغيرة تنتظر ما تعدّه في مائدتها القادمة.
فكرة توزيع المواد المقننة عبر معتمدي الخبز المتحمس إليها السيد المدير الفرعي، مازالت في طور الورق والموافقات والتواقيع، رغم يأس المعتمدين من جدية ما يسمعونه من وعود، حتى أن بعضهم أعاد الأموال التي جمعها من الناس لشراء السكر والرز المفقود من المؤسسة، لأنه ملّ الوعود الواهية التي اضطرته للكذب على هؤلاء الموعودين مراراً وتكراراً.
المشكلة بالنسبة للكثير من الناس ليست في خلو صالات السورية للتجارة من المواد الاستهلاكية، بقدر معاناتهم من تصاريح ووعود يومية لا يرون فيها سوى جعجعة تصم الآذان بلا طحين يسر العيون.. ويسكن وجع البطون!
حتى السيد ندور نفسه، عندما سألته عن تصريح نسب لوزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك يعد فيه الناس بإضافة زيت القطن والشاي إلى البطاقة الذكية خلال عشرة أيام، استغرب الأمر وقال: قرأته في الإعلام فقط كما قرأته أنت!!
إلى هنا، بات من الضروري والملح محاسبة أي مسؤول يقول كلاماً لا يفعله، لأنهم لو يفعلون عشرة بالمئة مما يقولون لكنّا بأحسن حال، لكنّهم لا يفعلون ولا يصمتون!!
البعث
إضافة تعليق جديد