هل ستساعد تطبيقات التتبع الذكية في الحد من انتشار فيروس كورونا؟
أعلنت شركتا غوغل وآبل رسمياً عن التعاون لتطوير تقنية جديدة لتتبع جهات الاتصال وتنبيه الأشخاص إذا كانوا على مقربة من أشخاص آخرين سبق إصابتهم بفيروس كورونا (COVID-19)، وذلك من أجل الحد من انتشار الفيروس.
ويعتبر هذا التعاون من أحدث الجهود التي تقوم بها العديد من الشركات والحكومات لاستخدام تقنيات Bluetooth وGPS لتتبع انتشار فيروس كورونا.
ويمكن للتطبيقات التي تستخدم البلوتوث ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أن تساعد السلطات على تتبع انتشار فيروس كورونا، ولكن ما مدى نجاحها؟
كيف ستعمل تقنية تتبع جهات الاتصال التي تطورها آبل وغوغل؟
للمشاركة في تتبع جهات الاتصال، يجب على مستخدمي آيفون وآندرويد تشغيل اتصال البلوتوث في هواتفهم، وبذلك عندما يلتقي شخصان، ستتبادل هواتفهما (مفتاح) رقمي فريد يحدد الهاتف، ويحتفظ كل شخص بهذه المفاتيح الفردية على هاتفه.
وبمجرد مشاركة الأشخاص بياناتهم سيقوم الهاتف بالتحقق من القائمة مرة واحدة يوميًا والبحث عن التطابقات الرئيسية، ثم يُخطر المستخدم برسالة مثل: “لقد تعرّضت في الفترة الماضية لشخص أثبت الفحص الطبي أنه مصاب بفيروس كورونا” مع تقديم رابط يتضمن المزيد من المعلومات التي توفرها أي هيئة صحية تستخدم الأداة.
ماذا عن التحديات التي تواجه تطبيقات تتبع فيروس كورونا؟
أثار احتمال انتشار هذه التطبيقات على نطاق واسع مخاوف تتعلق بالخصوصية، وبالفعل يسمح التطبيق الذي تستخدمه حكومة سنغافورة بجمع البيانات وفك تشفيرها بواسطة هيئة مركزية، وهو ما يمنح الحكومة الكثير من البيانات حول تحركات الأشخاص.
ولكن مصدر القلق الحقيقي هو ما إذا كانت هذه التقنية ستعمل بالفعل، حيث يجب أن يكون هناك عدد كافٍ من الأشخاص الذين يوافقون على استخدام التطبيق والسماح تتبعهم في جميع الأوقات، وهذا ما جعل آبل وغوغل ترغبان في دمج هذه التقنية في أنظمة تشغيل الهواتف لإجبار المستخدمين على استخدام تقنية التعقب.
إضافة إلى أن إشارات اتصال البلوتوث يمكن أن تنتقل حتى 30 قدماً، وهذا أكثر بكثير من تعليمات التباعد الصحي التي تفرضها السلطات الصحية لمواطنيها، حيث يمكن لهاتفك أن يتصل من خلال البلوتوث مع هواتف عدة أشخاص على مسافة بعيدة عنك، أو حتى إذا كنت في المنزل فمن الممكن أن تحصل على عشرات الاتصالات عبر البلوتوث من الجيران في منزل مجاور.
كما أن هناك أيضًا آثاراً اجتماعية مثيرة للقلق لمثل هذه التطبيقات، خاصة وأن اختبارات فيروس كورونا حتى الآن ليست عالمية أو مضمونة، وبذلك يمكن أن تؤدي زيادة النتائج الإيجابية إلى الفوضى والارتباك، وقد تؤدي قلة النتائج السلبية إلى شعور مضلل بالأمان.
وفي هذا الصدد يقول أنطونيو تومارتشيو، الرئيس التنفيذي لشركة مقاييس الإعلانات Cuebiq، التي بدأت في نشر البيانات التي توضح مستوى الحركة في مناطق مختلفة مع دخول عمليات الإغلاق حيز التنفيذ: “إن أي جمع مركزي للبيانات يمثل مخاطر تتعلق بالخصوصية، وتبعا لذلك إذا استطاعت أي سلطة مركزية الوصول إلى هذه المعلومات الشخصية وبيانات الموقع، فإن ذلك قد يُشكل خطراً بالغاً على خصوصية المستخدمين”.
أخيراً، على الرغم من الجهود التي نراها وخاصة التقنية منها، نجد أن التقنية قد تلعب دوراً بارزاً في الحد من انتشار فيروس كورونا في الأيام القادمة، مع اتجاه الكثير من الحكومات لاستخدام أي وسيلة لمساعدتها في اكتشاف المصابين بفيروس كورونا والحد من انتشاره، ولكن بدون اكتشاف لقاح ناجح لهذا الوباء تبقى جميع الجهود عبارة اجتهادات مرحب بها حتى إشعار آخر.
إضافة تعليق جديد