طهران: ردنا سيكون عسكرياً وسيشمل حيفا ومراكز عسكرية إسرائيلية
شددت إيران أمس على أن ردها على اغتيال أميركا للشهيد الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري ورفاقه، سيكون «عسكرياً ضد مواقع عسكرية»، وأن هذا الرد سيشمل حيفا ومراكز عسكرية إسرائيلية، واصفة التهديدات الجديدة للرئيس دونالد ترامب ضدها بأنها «سخيفة»، وتهدف إلى «حجب هذا العمل اللاإنساني».
وأكد حسن دهقان، المستشار العسكري لسماحة آية اللـه العظمى الإمام علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية الإيرانية في تصريحات لشبكة «CNN» الأميركية نقلها موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن رد بلاده على استشهاد قائد «فيلق القدس» سيكون عسكرياً، وضد مواقع عسكرية.
وأضاف دهقان: «دعني أقل لك أمراً واحداً، قيادتنا أعلنت رسمياً أننا لم نسع أبداً للحرب ولن نسعى لها… الأميركيون هم من بدؤوا الحرب وعليهم قبول ردود الفعل المناسبة على أعمالهم».
وتابع: «الأمر الوحيد الذي يمكنه إنهاء هذه المرحلة من الحرب هو أن يتلقى الأميركيون ضربة مساوية للضربة التي قاموا بها وبعدها عليهم ألا يسعوا إلى إعادة الكرّة».
وتعليقاً على تغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وما قاله عن تحديد 52 هدفاً في إيران إن أقدمت طهران على أي عمل ضد الأميركيين، أو المصالح الأميركية، قال دهقان إنها «سخيفة وغريبة»، لافتاً إلى أن ترامب «لا يعرف القانون الدولي ولا يعترف بقوانين الأمم المتحدة».
وأول من أمس أطلق ترامب تهديدات جديدة ضد إيران في تغريدة على «تويتر»، تؤكد من جديد عربدة أميركا واستهتارها بسيادة الدول واستخدامها للقوة في فرض شرعيتها والقضاء على كل من يخالف توجهها، إذا هدد بأن الولايات المتحدة ستضرب إيران بشكل أقوى من أي ضربة واجهتها من قبل، إذا ردّت طهران على اغتيال سليماني، مشيراً إلى أن بلاده حدّدت 52 موقعاً في إيران ستضربها «بسرعة كبيرة وبقوّة كبيرة» إذا هاجمت إيران أهدافاً أو أفراداً أميركيّين.
بدوره أكد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي، في كلمة بمدينة مشهد أن رد طهران على استشهاد سليماني، سيشمل حيفا ومراكز عسكرية إسرائيلية، مشدداً على أن قصاص الشعبين الإيراني والعراقي من الولايات المتحدة سيكون قاسياً جداً.
وأضاف: «لا توجد لدينا أي حدود من الآن فصاعداً في مواجهة القوات الأميركية… أقول لترامب إننا جادون في الانتقام منكم ومن جنرالاتكم».وتابع: «لو قامت واشنطن بارتكاب أي خطأ، فسنمحو الكيان الإسرائيلي من الوجود»، مشدداً على أنه سيتم استهداف جميع المصالح الأميركية بالمنطقة انتقاماً من اغتيال سليماني».
وأوضح رضائي القائد السابق بالحرس الثوري الإيراني، أن «فيلق القدس» سيواصل طريقه في دعم المقاومة بالمنطقة، مشدداً على أن قائد «فيلق القدس» الجديد اللواء قاآني هو قاسم سليماني ثان وسيواصل طريقه بقوة.
ورداً وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أيضاً على تهديدات ترامب الجديدة قائلاً في تغريدة على موقع «تويتر»، وفق وكالة «سانا»: «من يتنكرون في هيئة دبلوماسيين ومن حددوا بلا خجل الأهداف الثقافية والمدنية الإيرانية ألم يتعبوا أنفسهم وينظروا في القوانين الجنائية الدولية»، لافتاً إلى أن «قواعد وأساسيات القانون الدولي تشير إلى أن هذه خطوط حمراء دولية وممنوعة قطعاً.. واستهداف المواقع الثقافية يعد جريمة حرب».
وأضاف ظريف: «شاءت أميركا أم أبت فقد بدأت نهاية الوجود الخبيث لها في غرب آسيا».
بدوره رأى قائد الجيش الإيراني الجنرال عبد الرحيم موسوي، أن الأميركيين «يقولون أموراً من هذا النوع لتحويل اهتمام الرأي العام العالمي عن عملهم الشنيع وغير المبرر»، وأضاف «أشكّ في أن تكون لديهم الشجاعة» لتنفيذ تهديداتهم.على خط مواز، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني أن استشهاد قائد فيلق القدس ورفاقه قلب الموازين في المنطقة، ونقلت وكالة «إرنا» عنه قوله مخاطبا الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال جلسة المجلس أمس «لقد ارتكبت جريمة كبيرة سيسجل اسمك في تاريخ العالم إلى جانب مرتكبي جريمة انقلاب 19 آب 1953 والجريمة الأميركية بإسقاط طائرة الركاب الإيرانية في تموز عام 1988».
ونوه لاريجاني بما قدمه الشهيد سليماني ودوره الرائد في قيادة قوة القدس والدفاع عن أمن المنطقة بمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي وأضاف إن «المسؤولين الأميركيين قالوا إن القائد سليماني كان يريد اتخاذ إجراء ضد القوات الأميركية في المنطقة وهذه المزاعم باطلة وعلى الشعب الأميركي ومجلس النواب أن يعلما أن مزاعم الرئيس الأميركي ما هي إلا كذبة للتغطية على جريمة الحرب والعملية الإرهابية التي ارتكبتها أميركا».
بدوره وصف وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي في تغريدة على «تويتر» الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه «إرهابي يرتدي بزة».
وقال جهرمي: «ترامب إرهابي يرتدي بزة.. شأنه شأن تنظيم داعش الإرهابي وهتلر وجنكيز خان… سيتعلم من التاريخ قريبا
أن أحدا لا يستطيع هزيمة الشعب الإيراني».
من جانبه، قال وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي: إن العالم بأسره يتحمل مسؤولية الوقوف بوجه الإرهاب الأميركي موضحاً أنه إذا لم يتحمل العالم مسؤولية التصدي لجريمة اغتيال سليماني «فستتكرر هذه الجريمة وتصبح منظمة».
ونقلت وكالة «ارنا» عن حاتمي قوله: «نشهد اليوم خطوة غبية جداً أقدمت عليها أميركا بإصدار أمر باغتيال قائد إيراني كبير… هذه العملية جريمة إرهابية منافية لكل القوانين الدولية ولم نر مثيلا لها في التاريخ» مشدداً على أن «هذه الجريمة تمثل منتهى يأس العدو الذي يأمر جيشه الإرهابي بتنفيذ عملية اغتيال ليسجل عملا إجراميا حربيا باسمه».
وأكد حاتمي أنه «إذا لم يتم التصدي لهذه العملية الإجرامية بالشكل المناسب فإن هذا العدو المتكبر سيكرر إجرامه» مشيراً إلى أن أميركا تفرض حالياً الحظر حتى على أصدقائها الأوروبيين وهي تستخدم الدولار أداة حرب وقمع للعديد من البلدان.
الوطن
إضافة تعليق جديد