مباحثات بين الحكومة العراقية والمسلحين
قال سعد المطلبي مسؤول العلاقات الدولية في وزارة الدولة العراقية لشؤون الحوار الوطني ان تجري الآن مباحثات بين الحكومة العراقية وبعض المجموعات المسلحة.
واوضح المطلبي ان الجماعات التي يجري الحوار معها لا ترتبط بتنظيم القاعدة.
وجاءت تصريحات المطلبي بعد ان طالب نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي باجراء حوارات مع الجماعات المسلحة سعيا لاحلال السلام في العراق.
وقال الهاشمي، وهو من الشخصيات السنية البارزة في العراق، خلال مقابلة مع بي بي سي "أعتقد أنه لا يوجد مخرج من الوضع الراهن سوى بالتحدث إلى جميع الأطراف" باستثناء تنظيم القاعدة.
وأضاف "إن هؤلاء المسلحين كانوا جزءا من المجتمع العراقي".
وقد كان للهاشمي تجربة شخصية مع أعمال العنف الذي يعصف بالعراق، فقد قتل مسلحون شيعة شقيقته واثنين من أشقائه الرجال في العام الماضي.
وأضاف إنه باستثناء تنظيم القاعدة "الذي لا يرغب في الحقيقة في التحدث مع أي كان، فإنه يتعين دعوة جميع الأطراف، ينبغي الطلب منهم الجلوس إلى الطاولة لمناقشة مخاوفهم وتحفظاتهم".
وعلى صعيد الوضع الامني، قالت مصادر عراقية وامريكية ان ثمانية من المسلحين التابعين لتنظيم القاعدة قتلوا في اشتباكات عنيفة مع قوات امريكية وعراقية قرب مدينة الفلوجة.
كما اصيب ايضا خمسة من رجال الشرطة العراقية في المعارك التي استمرت عدة ساعات.
وفي الوقت ذاته قال مسؤولون امريكيون ان خمسة مسلحين قتلوا في غارة للقوات الامريكية على مصنع للقنابل شمالي بغداد.
ويعتقد أن جماعات مختلفة ومتعددة تقف وراء أعمال العنف التي تؤدي إلى مقتل المئات كل شهر في العراق.
وتتدرج هذه الجماعات من القاعدة ذات المنهج السني الجهادي والمتعاطفين معها الذين يستهدفون القوات الأجنبية ويفجرون مناطق التركز الشيعية، وحتى الميلشيات الشيعية التي تقتل السنة وتجبرهم على الرحيل من مناطق عيشهم.
وقد حذر سياسيون سنة في السابق من أن قوات الأمن العراقية مخترقة بدرجة كبيرة من الميلشيات الشيعية وتقدم الغطاء لها.
وكان اللواء عبد الحسين الصافي القائد الأمني لمحافظة ذي قار قد قال في مقابلة مع بي بي سي يوم الثلاثاء إنه "لا يمكنه الوثوق بثلث الضباط في قوته لأنهم موالون للمسلحين".
وشدد الهاشمي في مقابلته مع بي بي سي على ضرورة تصفية القوات المسلحة من نفوذ الميلشيات، كما أعرب عن قلقه من انعكاس الجو الطائفي للصراع الدائر حاليا على شكل الحكومة العراقية.
" ربما يكون الحل في إقناع العراقيين بأننا لكي نكسر حالة الاستقطاب الراهنة فإنه يتعين علينا أولا أن نصلح النظام الانتخابي، وثانيا أن ندعو إلى انتخابات مبكرة".
وعن وجود القوات الأمريكية قال الهاشمي " إن كثيرين منزعجون من وجود هذه القوات لأنها تسيء إلى كرامة العراقيين".
لكنه قال إنه يجب أن تبقى القوات الاجنبية في العراق حتى إشعار آخر "نتوقع جدولا زمنيا، انسحابا مشروطا، لأن هذا من شأنه أن يخدم المصالح الوطنية للعراقيين والمصالح الوطنية للولايات المتحدة وبريطانيا".
في غضون ذلك، شهد العراق سلسلة من الاحداث الامنية في العديد من المدن.
ففي بغداد ادى انفجار قنبلة مزروعة على جانب الطريق الى جرح شرطيين، كما تم العثور على جثث 32 شخصا بدا انهم قتلوا رميا بالرصاص وذلك في احياء مختلفة من المدينة.
وفي شمال بغداد، ادى تفجير القوى الامنية العراقية لشاحنة مفخخة الى جرح نحو 12 شخصا بينهم رجال شرطة.
اما في جنوب بغداد، فقد ادى سقوط قذيفة هاون على المدائن الى مقتل ثلاثة اشخاص وجرح 10 على الاقل، بينما عثر على عنصرين من مغاوير الشرطة العراقية قتلوا تبين انهما قتلا رميا بالرصاص.
كما قال الجيش الأمريكي إن عناصر من مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) وأخرى من القوات العراقية، قد خاضت معارك استغرقت حوالي 5 ساعات ضد مسلحين بالقرب من الفلوجة يوم الأربعاء.
واضاف ان طائرات حربية تدخلت في المعارك لاستهداف المسلحين الذين هاجموا نقطة للشرطة العراقية بالقرب من بلدة عامرية الفلوجة، وأنهم واصلوا إطلاق الرصاص لعدة ساعات مما استدعى تدخل المارينز.
وأشار البيان الى أن طائرات أمريكية استهدفت عشرين مسلحا وهاجمتهم بذخيرة موجهة.
وفي بيان آخر، افاد الجيش الامريكي انه "دمر مخزنا للذخيرة واحتجز 23 مسلحا خلال الهجمات التي نفذها في بغداد والشمال تحديدا في بلد والتاجي والموصل".
وتقول الشرطة العراقية إنها تقوم بحملة تمشيط تستهدف المسلحين في محافظة الأنبار والمتعاطفين معهم وإنها اعتقلت 45 مسلحا، وصادرت ذخيرة ومواد دعائية في مدينة الرمادي عاصمة المحافظة أثناء حملة مداهمات للمنازل هناك.
وكانت الحملة قد بدأت صباح الثلاثاء بعدما تعرضت الشرطة في العامرية (40 كلم الى الغرب من بغداد) الى قصف بقذائف الهاون، فردت مدفعية المارينز مجبرة المسلحين على مغادرة مواقعهم، حسب متحدث باسم الجيش الامريكي.
وقال العقيد طارق يوسف محمد من الشرطة العراقية ان اعضاء من تحالف قبلي أنشئ لمواجهة تنظيم القاعدة في محافظة الانبار شارك في القتال هو الآخر، في كل من الفلوجة والرمادي.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد