14-03-2018
المعهد العالي في دمشق: مصنع النجوم!
منذ تأسيسه عام 1977، لم ينحصر دور «المعهد العالي للفنون المسرحية» في دمشق، بإعداد الطلاب لنيل الشهادة الجامعية في التمثيل فقط. فالمؤسسة التعليمية أخذت أبعد من دورها التنظيري في الفن، وأعمق من مهمتها في إعداد دفعات جديدة من الممثلين.
منذ انطلاقتها، تحوّلت إلى مصنع للنجوم، وتهيئة الطلّاب ليتحّولوا إلى أرقام صعبة في الدراما العربية، بدءاً من الدفعة الأولى على رأسها أيمن زيدان، وجمال سليمان، وغسّان مسعود، ووفاء موصللي، وأمانة والي... مروراً بعدد كبير من الدفعات من بينها: أمل عرفة، وعبد المنعم عمايري، وباسل خيّاط، وتيم حسن، وقصي خولي، وقيس الشيخ نجيب، ونضال نجم، وفادي صبيح، وسلافة معمار، وشكران مرتجى، ووائل شرف، ودانة مارديني. وهذا العام، يتولى المخرج عروة العربي مهمة تخريج دفعة جديدة من خلال عرض «صخب» (مأخوذ عن «رواية صخب في كيوتسا» للإيطالي كارلو غولدوني). الأخير الذي قدم على خشبة مسرح فواز الساجر (المسرح الدائري)، أشبه بوجبة إيطالية معرّبة تقترب في رمزيتها من حياتنا الواقعية. نحن في قرية صغيرة تعتاش على الصيد، تجمع بين أفرادها قصص حب، إلا أن الخلاف يتسيّد المشهد. إسقاط يمكن سحبه على كل مفاصل الحياة العربية. صنع العمل خصيصاً وفق حلول إخراجية مبتكرة لصالح طبيعة المسرح الدائري، ولإبراز إمكانيات الطلاب بشكل متساو. هكذا، يعود المعهد من خلال مسرحية «صخب» إلى الواجهة الثقافية، والفنية السورية، ويغسل عنه رماد المغالطات، والتسيب التي حصلت خلال الفترة الماضية، وما حكي عن تراخ في إحدى الدفعات واستعلائها على منطق القانون التعليمي بشكل مطلق. إذ يقدّم العربي مجموعة من الممثلين الشباب المنضبطين، والمؤهلين فعلياً لخوض تجارب احترافية. وإن كان يغيب عن غالبيتهم كاريزما النجم، إلا أن لغة الجسد، والسوية الأدائية، والخامات الصوتية، واللياقة البدنية... تخوّل طلاب السنة الرابعة ونجوم هذا العرض (بشار أبو عاصي، جولييت خوري، حسام سلامة، خالد شباط، رسل الحسين، ساندي نحّاس، علياء سعيد، غيث بركة، نادر عبد الحي، نور علي، وليم العبدون) لأن يرفدوا الدراما السورية بحضور شبابي واعد، خصوصاً أنّ المخرجين المكّرسين أمثال الليث حجو، وعارف الطويل لم يغيبوا عن مقاعد الجمهور في أيّام العرض.
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد