أكثر من 1.5 مليون شيعي يحيون ذكرى "عاشوراء" في كربلاء
يشارك حوالى مليون ونصف المليون من الشيعة الثلاثاء 30-1-2007 في احياء ذكرى مقتل الامام الحسين بن علي ثالث ائمة الشيعة الاثني عشرية في كربلاء وسط تشديد للاجراءات الامنية داخل المدينة وحولها.
وقال المحافظ عقيل الخزعلي "بلغت اعداد الزائرين صباح اليوم مليون ونصف مليون زائر" مضيفا ان "الزوار يؤدون شعائرهم بشكل جيد ومريح ولم يعكر صفوهم اي حدث".
واضاف "هناك غرفة عمليات برئاسة وزير الامن الوطني شيروان الوائلي تضم المحافظ ومسؤول في وزارة الصحة باسناد وزارات النفط والنقل تعمل على توفير كافة الخدمات للوافدين". واشار الى ان "وزارة النقل تعمل على توفير حافلات لاعادة الزائرين الى محافظاتهم بعد انتهاء مراسم الزيارة بعد ظهر اليوم".
ويتواصل توافد المشاركين من المحافظات المجاورة سيرا او على متن حافلات وسيارات توقفت على مسافة عشرة الى عشرين كم بعيدا عن المدينة.
ويصل العديد من زوار العتبات مشيا على الاقدام لا سيما من المحافظات الوسطى والجنوبية. ولكربلاء ثلاثة مداخل تشهد ازدحاما هي مدخل بغداد شمالا وبابل شرقا والنجف جنوبا.
ومن ابرز الطقوس التي تؤديها المواكب التطبير (الضرب بالسيف على الراس) ويرتدي الاشخاص الذين يمارسونها لباسا ابيض ويسيرون بشكل منتظم ضمن حلقات مكونة من حوالى عشرة اشخاص تقريبا يسير قربهم اشخاص يحملون طبولا وذلك لتوحيد عملية الضرب.
وهناك ايضا مواكب الزنجيل وهؤلاء يرتدون اللباس الاسود ويسيرون بصورة منتظمة ويدورون حول ضريح الامام الحسين على وقع الطبول.
وقد احيا الالاف من الزوار ليلة امس الباردة في مقامي الامامين الحسين واخيه غير الشقيق العباس في حين افترش اخرون الارض وسط الباحة الواسعة ما بين الحرمين استذكارا للواقعة بحيث بقي الامام الحسين آنذاك ساهرا حتى مقتله.
وتقتصر هذه الطقوس على الرجال فيما تراقب النساء وهن على جوانب الشوارع هذه الشعائر باكيات لاطمات.
وانطلق عند الخامسة صباحا اكثر من 500 موكب يرتدي افرادها الملابس البيضاء حاملين باياديهم السيوف هاتفين "حيدر حيدر", اي الامام علي ابن ابي طالب, ويضربون الرؤوس فتسال الدماء ويصبح لون الرداء احمر قانيا.
وقال علي محمد (30 عاما) احد المشاركين "هذا اقل ما نعطيه لابي عبد الله تعبيرا عن تضامننا معه في هذه الواقعة التي ضحى فيها بنفسه وبعائلته من اجل انقاذ الدين والمذهب". واضاف "نحن لا نشعر بالالم ابدا انما بحالة من التضامن مع امامنا المظلوم".
وشددت قوات الامن قبضتها اليوم ووضعت في حالة من التاهب خصوصا على المنافذ رغم الزخم البشري الذي بدا يتدفق بشكل واضح.
وقال رحمن مشاوي المتحدث باسم شرطة كربلاء ان "الاجهزة الامنية تفرض سيطرتها بصورة كاملة" مؤكدا "عدم حدوث اي خرق امني فالشرطة كثفت انتشارها في مداخل المدينة والشوارع الفرعية والجوار كما ان الحواجز الثابتة زادت اليوم وتيرة التفتيش".
وينتظر جميع الزوار اداء اخر شعائر الزيارة قبيل منتصف النهار والمعروفة بـ "ركضة طويريج".
ويتجمع الالاف من الزوار للركض مسافة كيلومترات عدة يدخلون خلالها ضريح الامام الحسين والخروج من باب ما بين الحرمين للانطلاق باتجاه مقام الامام العباس وتنتهي هناك". ويذكر المؤرخون ان الامام الحسين قال بعد مقتل رفاقه وابنائه "الا من ناصر ينصرنا" لذا فان الركض ياتي تعبيرا عن نصرته.
ويمارس الاف الشيعة اللطم والضرب بسلاسل الحديد حزنا على مقتل الامام الحسين, ثالث ائمة الشيعة الاثني عشرية الذي قضى بايدي جيوش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية في موقعة الطف عام 680 ميلادية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد