هيام حموي نجمة العصر الذهبي للإذاعات

07-07-2016

هيام حموي نجمة العصر الذهبي للإذاعات

في المسرح العريق لمعرض دمشق الدولي التقيت الصديقة العريقة هيام حموي برفقة رجل أنيق الحضور عرفتني عليه بالقول أنه الأستاذ سامر يوسف صاحب مشروع محطة إذاعية خاصة ستبدأ إرسالها قريباً..وسأعمل فيها..
وعقبت صادقاً إنه رهان رابح لمحطة إذاعية جديدة في زحمة الزمن التلفزيوني..
كان ذلك قبل تسع سنوات وبضع أشهر، وكانت قد ربطتني بهيام حموي نجمة العصر الذهبي للإذاعات -على حد وصف الموقع الرصين والثري "اكتشف سورية"– صداقة عميقة منذ التقينا لأول مرة قبل ذلك بأكثر من عشر سنوات في مهرجان الأغنية السورية في حلب، كانت يومذاك تعمل في إذاعة الشرق بباريس، وتملأ المهرجان بإخلاصها لعملها وحضورها المفعم بالحيوية و المرح وصوتها الساحر، غير أن (نجمة العصر الذهبي للإذاعات) كانت حاضرة بعمق في ذاكرتي قبل لقائي الشخصي بها،وحتى قبل عملها في إذاعة "مونتي كارلو" يوم ساهمت مع حكمت وهبي وجورج قرداحي وبضع نجوم إذاعيين عرب في جعل الإذاعة تحتل في السبعينات موقعاً استثنائياً لدى المستمعين العرب..
مع بدء إذاعة شام FM إرسالها قبل تسع سنوات تماماً من هذا اليوم، صارت رفيقة صباحاتي كواحد من أبناء الأجيال التي اعتادت أن تبدأ صباحاتها مع صوت فيروز. كانت هيام بحكم عمرها تنتمي إلى هذه الأجيال، وبحكم ذائقتها الرفيعة تعشق التجربة الرحبانية، وبحكم ثقافتها الواسعة الطيف تدرك أهمية وخصوصية هذه التجربة، وبحكم خبرتها وموهبتها الإعلامية تعرف رحابة الجمهور العاشق لكل ما قدمته تجربةٌ هي الأثرى عربياً من العملاق عاصي، إلى العبقري زياد. لقد اكتست شام FM باللون الرحباني، غناءً ومسرحاً وبرامج استثنائية ولقاءات نادرة فحققت نجاحاً جلياً، وكرست التقاليد الصباحية الفيروزية الفاخرة لإذاعة دمشق التي عملت هيام في قسمها الفرنسي منذ عام 1968، وما لبث أن حذت حذوها كل المحطات التي تأسست بعدها.
شام FM لم تقتصر على هيام حموي، لكن شخصية المحطة تطابقت مع شخصية هيام، التي نقلت للمحطة، ولإعلاميين شباب بارعين يعملون فيها، خبرتها الثرية التي اكتسبتها من عملها في إذاعة دمشق أعرق الإذاعات العربية، وأكثرها عروبة. ومن ثم من إذاعتي مونتي كارلو، و الشرق، ومن تلك الأخيرتين لم تجلب معها الخبرة الشخصية الوفيرة فحسب، وإنما أرشيفها الشخصي أيضاً، الذي هو أهم ما في أرشيف كلا المحطتين.
شام FM لم تقتصر على هيام حموي. وهيام حموي لم تقتصر على دور المذيعة صاحبة الصوت الساحر، والحضور الشخصي الأكثر سحراً. فهي إلى جانب ذلك تعد مجموعة من البرامج الناجحة، وتدير حوارات شديدة الإغراء للضيف المشارك، وللمستمع، على حد سواء.
شام FM قدمت في السنوات الماضي أصواتاً إذاعية جميلة الحضور، وما تزال، وإذ أغفل الأسماء فلكي لا أنسى أحداً منها.
والأهم من ذلك أنها قدمت تجربة إذاعية بالغة الأهمية .. والنجاح. فكانت نبض سورية بحق في السياسة والحرب والثقافة والفن وتفاصيل الحياة اليومية..وعرفت السبيل لتقديم هوية وطنية صادقة ومتوازنة..تعطي لكل حدث حقه، ولكل لحظة ما يناسبها.
على المستوى الشخصي أحرص منذ بداية الحرب على سورية على متابعة نشرات أخبارها،وتقارير المراسلين الميدانيين والحوارات السياسية التي تتضمنها، ومنذ بداية إرسال المحطة أحرص على الاستماع إلى برامج الغناء الراقي، والبرامج الثقافية، و أعمال و مسرحيات الرحابنة وسواهم من المبدعين العرب، والحوارات الثقافية الغنية والمتعددة الأوجه .وعلى مدى شهر رمضان تابعت باهتمام وتقدير البرنامج الديني اليومي الثري والعقلاني والإنساني للشيخ محمد وليد فليون، وأنوي الاستمرار في متابعة برامجه مستقبلاً..
واختم هذه التحية الصباحية ل شام FM بكلمة محبة خاصة لروح الشهيد ثائر العجلاني وبتجديد كلمات العزاء الصادقة لوالديه وعائلته ومحبيه..
ثم بتوجيه التهنئة للسيد سامر يوسف، ولكل العاملين في المحطة. وأغفل الأسماء لكي لا أنسى أحداً منها..
ومن حيث بدأت أختم فأقول أن هيام حموي نجمة العصر الذهبي للإذاعات قد أعادت، وزملاؤها في شام FM ،العصر الذهبي للإذاعة.

 

سعد القاسم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...