«البنتاغون» يعارض عزل «داعش» افتراضياً
أكد مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن القومي الأميركي طوماس اتكين، أمس، أن البنتاغون يعارض قطع الانترنت عن مدينتي الرقة في شمال سوريا والموصل في شمال العراق، حيث يعمد تنظيم «داعش» لاستغلال الشبكة في التخطيط لعملياته.
وعلَّل اتكين موقف البنتاغون، خلال مداخلة أمام الكونغرس الاميركي، بالقول: «من المهم طبعاً منع تنظيم داعش من الوصول إلى الانترنت، لكن يجب أن نحترم أيضاً حقوق وامتيازات المواطنين في الوصول إلى الانترنت.. إنه توازن دقيق حتى في الرقة والموصل»، المعقلَين الابرز لتنظيم «داعش» في سوريا والعراق.
وأدلى أتكين ومسؤولان عسكريان آخران بشهاداتهم أمام لجنة تابعة للكونغرس، حول التقدم الذي تحرزه مجموعة «سايبركوم» (وحدة قيادة الفضاء الإلكتروني) المؤلفة من جنود متخصصين بالحرب المعلوماتية وشبكات الانترنت.
وأوضح أن البنتاغون مستعد لجعل «سايبركوم» قيادة عملانية مستقلة قادرة على القيام بعملياتها الخاصة لحساب الحكومة، في إشارة الى مدى الأهمية التي يوليها السياسيون الاميركيون لدور شبكات الانترنت واعتبارها ساحة معركة بحد ذاتها.
وتحافظ الولايات المتحدة على سرية قدرات هذه المجموعة التي تشكلت في العام 2010، إلا أن مسؤولين في البنتاغون أوضحوا أن الأمر يتعلق بفرض «عزلة افتراضية» على «داعش» من خلال قطع أو رصد اتصالاته على الشبكة.
وأشار القائد المساعد لمجموعة «سايبركوم» الجنرال كيفن ماكلوفلين إلى أن المجموعة أكسبت الجنود المشاركين فيها خبرة عملانية ثمينة، موضحاً أنه خلال عملهم على الأرض «اكتسبوا في بضعة اشهر خبرة وقدرات كانت ستتطلب سنوات نظرياً».
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» إن جنود المعلوماتية في البنتاغون تمكنوا من التغلغل في شبكات تنظيم «داعش» للتجسس على اتصالاته. وفي بعض الحالات، تمكنوا من تقليد أو تعديل رسائل من قادة إلى مقاتلين تم نتيجتها توجيه هؤلاء إلى أماكن يتم قصفها بعد وصولهم.
وفي إشارة إلى الأهمية الاستراتيجية التي تتضمنها الحرب الافتراضية، أكد نواب في الكونغرس أن الوقت قد حان لإيجاد قيادة قتالية خاصة بمجموعة «سايبركوم»، يكون فيها هيكلية منظمة تنتشر على طول الحدود الجغرافية للولايات المتحدة.
و«سايبركوم»، هي مجموعة عسكرية أميركية أعلن عنها رسمياً في العام 2010 بعدما مرت بالعديد من مراحل التطور بدءاً من العام 1980. وتم تأسيسها للدفاع عن الولايات المتحدة وبناها التحتية ودعم الجيش في عملياته القتالية في الخارج، وهي تقوم بتنسيق وقيادة عمليات الفضاء الإلكتروني وتنظيم الموارد الالكترونية بالتزامن مع حماية أنظمة وشبكات الجيش الأميركي.
ويوضح الأدميرال الأميركي مايك روجرز أن قرار إنشاء «سايبركوم» جاء نتيجة العديد من الأسباب، أبرزها «ازدياد الأهمية في مجال الانترنت ومهمة الفضاء الالكتروني المنصوص عليها في إدارة العمليات الدفاعية في القرن الـ21»، إضافة الى الحاجة إليها «للدفاع عن الأمة، في وجه إمكانات الدول القومية والجماعات والأفراد التي تقوم بهجمات الكترونية ضد البنية التحتية الأميركية الحساسة».
وبحسب وزارة الدفاع، تقتضي مهام المجموعة «بالتخطيط والتنسيق والدمج بين الوحدات العاملة في المجال الالكتروني، وذلك بالتزامن مع توجيه العمليات الدفاعية عبر شبكات المعلومات المحددة»، بشكل يضمن أمن الولايات المتحدة وحلفائها ويكفل لهم حرية العمل في الفضاء الإلكتروني فيما يمنعه عن الخصوم.
وتضطلع المجموعة بعمليات التشفير وفكها، وخرق أنظمة الاتصال لدى العدو ودس الرسائل أو الإشارات الخاطئة بغية تضليله. وتدير «سايبركوم» قيادة عسكرية شبه موحدة تتبع للقيادة الاستراتيجية للولايات المتحدة، وتتخذ المجموعة من قاعدة «فورت ميد» في ولاية ماريلاند مركزاً لها.
وتضم «سايبركوم» ما مجموعه 21 ألف عنصر، وهم ينقسمون بين مدنيين وعسكريين ومقاولين، يتوزعون في جميع أنحاء العالم، ويعملون معاً لتنسيق مهام الجيش الاميركي المتعلقة بالشبكة العنكبوتية.
وتتكون القيادة من عدد من الأذرع العسكرية والوحدات التي يوكل إليها تنفيذ المهام المشتركة وهي: قيادة الفضاء الالكتروني للولايات المتحدة، وشبكة جيش الولايات المتحدة، وقيادة تكنولوجيا المشاريع، وقيادة عمليات المعلومات الأولى، وقيادة الأمن والاستخبارات، واللواء 780 للاستخبارات العسكرية، واحتياط الجيش الاميركي، والحرس الوطني، ومركز التميز في الفضاء الالكتروني، ولواء الحماية من الهجمات الالكترونية.
المصدر: وكالات + السفير
إضافة تعليق جديد