جماعة إرهابية جديدة تظهر في مالي

20-08-2015

جماعة إرهابية جديدة تظهر في مالي

كان الإمام الحاج سيكو با أحد القلائل في قرية باركيرو الذين تجاسروا وأبدوا اعتراضهم على ظهور متشددين إسلاميين وسط مالي، فراح يندد في خطبه بمن يرفع السلاح من الشباب باسم الدين.
ويوم الخميس الماضي، وعقب تناوله طعام العشاء، سقط سيكو با قتيلاً بالرصاص على عتبة باب بيته.
ويظن أهل القرية أن الجريمة ارتكبتها "جبهة تحرير ماسينا"، وهي جماعة جديدة اعتُبرت مسؤولة عن موجة من الهجمات، نقلت الصراع الإسلامي الدائر في مالي منذ ثلاث سنوات، من الشمال الصحراوي النائي إلى الجنوب حيث الكثافة السكانية العالية.
وبث ظهور الجماعة الجديدة، التي تجند أعضاءها من بين أقلية الفولاني العرقية المهمشة في وسط مالي، الرعب في قلوب السكان، ودفع بعض المسؤولين للهرب وقوَّض جهود بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لتحقيق الإستقرار في الدولة الواقعة غرب أفريقيا.
ويخشى الخبراء الأمنيون إضفاء طابع إقليمي على العنف، من خلال ظهور جماعة "جهادية" بين الأقلية الفولانية، التي ينتشر أفرادها البالغ عددهم 20 مليوناً عبر غرب أفريقيا ووسطها.
وقال الخبير في شؤون الصراع أوريلين توبي، الذي كان يعمل من قبل في العاصمة المالية باماكو: "الخطر أن تتطور الصلات بين الفولانيين في مختلف أنحاء المنطقة، وأن يصبح الصراع هو الصراع الإقليمي الرئيسي التالي."
وخلال احتلال الإسلاميين لشمال مالي، كانت موبتي آخر معقل للنفوذ الحكومي قبل الصحراء حيث لا وجود للقانون، غير أن هذه الصورة انكسرت عندما هاجم مسلحون فندقاً في سيفاري القريبة، هذا الشهر، وقتلوا 12 شخصاً من بينهم خمسة أفراد يعملون بعقود لحساب الأمم المتحدة.
ويتهم الجيش "جبهة تحرير ماسينا" بشن الهجوم وهجومين آخرين وسط مالي وجنوبها، ما يعرقل محاولات الحكومة وقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لإعادة السلام.
وقالت مديرة غرب أفريقيا لدى منظمة "هيومن رايتس ووتش" كورين دوفكا: "يبدو أن استراتيجية الموالين لكوفا (الداعية الإسلامي المتشدد أمادو كوفا) هي تفريغ المنطقة من القيادات الإدارية والمسؤولين الحكوميين، وغيرهم ممن يتعاونون مع الجيش لتأكيد نفوذهم وربما كذلك لتجنيد أعضاء جدد بسهولة."
وأشارت دوفكا إلى أن الإسلاميين يستخدمون في سبيل تحقيق ذلك أساليب الترهيب والإغتيال.
ووثقت دوفكا خمس حالات لإعدام أشخاص اتهموا بالتعاون مع الجيش هذا العام، فيما أوضح أحد سكان المنطقة أن عدداً من القيادات في قرى أخرى فر إلى العاصمة باماكو خشية الانتقام منها.
واستطاع قادة الجبهة استغلال المظالم المحلية بين الفولانيين، الذين يمثلون الأغلبية على المستوى المحلي، في تعزيز صفوف مقاتليهم.
ومن المعتقد أن الجبهة يربطها تحالف وثيق بجماعة "أنصار الدين" المالية الإسلامية، التي شارك زعيمها إياد أغ غالي مع كوفا خلال عملية احتلال الشمال.
وتوجد ضمن "أنصار الدين" مجموعة من المقاتلين تسمى "كتيبة ماسينا"، في إشارة إلى "امبراطورية ماسينا الفولانية" في القرن التاسع عشر، وقد أعلنت مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وأهداف تابعة للجيش المالي في باماكو والمناطق الحدودية قرب ساحل العاج وموريتانيا.
وقال وزير الدفاع المالي السابق سوميلو بوباي مايجا إن الجيش يبذل جهوداً كبيرة لاحتواء الإنتشار السريع للمتشددين، مشيراً إلى أن الحكومة بحاجة لتحسين عملية جمع المعلومات في المنطقة والرقابة على المساجد.
وقال مدير حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة جيلوم نجيفا، إن 50 شخصاً على الأقل اعتقلوا بتهمة وجود صلات تربطهم بالجبهة، منذ كانون الأول الماضي.
وأضاف أن هذا أدى إلى شكاوى من منظمة فولانية أن أبناء الطائفة مستهدفون عشوائيا.
وقال أحد كبار أعضاء "ائتلاف تنسيقية حركات أزواد" الذي يقوده "الطوارق" العباس أغ انتالا، وهو أيضا زعيم سابق لـ"أنصار الدين" إن ثمة ما يدعو للخوف من التشدد في ما بين الفولانيين.
وتابع "نحن نرى أن الفولانيين مهمشون للغاية في مالي حتى من قادتهم. وهم يشكلون حركة تمرد."
وتشتت مسلحو الجماعات الإسلامية إثر تدخل عسكري بقيادة فرنسية في أوائل العام 2013، حيث اعتبرت باريس أن تجمعهم يؤدي إلى انطلاق هجمات إرهابية على أوروبا.
واتجه بعض المسلحين منذ ذلك الحين إلى وسط مالي لإعادة تجميع صفوفهم وتجنيد أعضاء جدد، واستغلوا المنطقة كقاعدة لتوجيه ضربات لمناطق في الجنوب كانت تعتبر آمنة في ما مضى.


 (رويترز)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...