تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" يبيع فتيات العراق بــ25 دولاراً
يرتكب تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش" أكبر عملية تجارة رق واستعباد في التاريخ من خلال سبي واغتصاب المئات بل الآلاف من الايزيديات خلال الأشهر الخمسة الماضية في العراق.
وكشف تحقيق لجريدة "التايمز" البريطانية أن طفلات يبلغن من العمر 12 عاماً تم اغتصابهن مع أمهاتهن من قبل مقاتلي التنظيم، بعدما تم تمزيق عائلاتهن، وتصنيفهن إلى مجموعات (حسب العمر ودرجة التعليم، وما إذا كن قد سبق لهن الزواج أم لا، كما يتم التمييز بين الفتيات اللواتي سبق أن تم شراؤهن من قبل مقاتلين أو كنّ بحوزة أي من المقاتلين كهدية أو جائزة أم لا).
ويتم بيع الفتيات القاصرات مقابل مبالغ زهيدة جداً تصل إلى 25 دولاراً فقط، فضلاً عن أنه يتم يتم تقديم بعضهن كهدايا أو جوائز للمقاتلين ويجبرن على ممارسة الجنس.
كما كشف التحقيق وجود سوق لبيع وشراء النساء المستعبدات جنسياً، على أن السوق مفتوح للراغبين بالبيع أو الشراء، ويديره تنظيم "داعش" الذي نشر أيضاً دليلاً من أجل إسداء النصائح والتوجيهات للمقاتلين فيما يتعلق بالفتيات والنساء المستعبدات اللواتي يتم بيعهن وشراؤهن في السوق، وكيف يجب التعامل معهن، بما في ذلك كيفية معاقبتهن عندما يرتكبن خطأ ما.
وبحسب "الدليل" الذي نشره مقاتلو "داعش" في "سوق العبيد"، فإن "ممارسة الجنس ممكنة مع الفتيات غير البالغات ولكن في ظروف معينة".
والتقى مراسل الصحيفة انطوني لويد عدداً من الفتيات الهاربات من التنظيم في العراق، حيث وصفن كيف يتم اختطاف النساء وجرهن من شعورهن، كما يتم فصلهن عن عائلاتهن ودفعهن في سيارات الشحن الكبيرة من أجل إرسالهن إلى مراكز الفرز، ومن ثم يتم إهداء بعضهن لمقاتلين كجوائز، أو بيعهن، أو إحالتهن إلى السوق للبيع.
وكشفت الصحيفة أن من بين من يقومون باستعباد واغتصاب النساء الإيزيديات في شمال العراق، عدد من المقاتلين الأجانب المتحولين مؤخراً إلى الدين الإسلامي.
وقالت النائبة الإيزيدية أمينة سعيد: "لدي حالة لفتاة هربت بعدما كانت من ضمن مجموعة فتيات تم بيعهن ومن ثم تعرضن للاغتصاب على أيدي شقيقين أستراليين يقاتلان في صفوف داعش". وأضافت: "لم يكونا أستراليين من أصول عربية أو مسلمة، إنما من ذوي البشرة البيضاء الأصليين اعتنقا الإسلام مؤخراً".
وفي سياق متصل، أفاد تقرير لمنظمة العفو الدولية، اليوم، أن النساء والفتيات الايزيديات يتجهن إلى الانتحار أو يقدمن على ذلك، بسبب قيام تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش" بسبيهن.
وارتكب التنظيم انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في مناطق سيطرته، شملت أعمال قتل جماعي لخصومه وذبح وخطف. وتعرض أبناء الأقلية الايزيدية لعملية "إبادة"، بحسب الأمم المتحدة، على يد عناصر التنظيم الذي سيطر على مناطق تواجدهم في شمال العراق، شملت قتل المئات واتخاذ "سبايا".
وقالت كبيرة مستشاري الأزمات في "منظمة العفو" دوناتيلا روفيرا في التقرير إن "العديد من اللواتي وقعن ضحية عمليات استعباد جنسية، يبلغن من العمر 14 عاماً أو 15، وحتى أقل من ذلك".
وأفاد تقرير المنظمة بأن شابة اسمها جيلان وتبلغ من العمر 19 عاماً، أقدمت على الانتحار خوفاً من تعرضها للاغتصاب، بحسب شقيقها.
وأكدت إحدى الايزيديات التي خطفت على يد التنظيم المتطرف، وتمكنت لاحقاً من الهرب، حصول هذا الأمر.
وقالت: "ذات يوم، قُدمت إلينا ملابس تشبه أزياء الرقص، وطلب منا الاستحمام وارتداء هذه الملابس. جيلان أقدمت على الانتحار في الحمام".
وأوضحت أن الشابة "أقدمت على قطع معصمها وشنقت نفسها. كانت جميلة جداً. أعتقد أنها كانت تدرك أنها ستنتقل إلى مكان آخر برفقة رجل، ولهذا السبب أقدمت على قتل نفسها".
وأبلغت رهينة أخرى المنظمة أنها حاولت الانتحار مع شقيقتها هرباً من الزواج القسري.
وقالت وفا (27 عاما): "لفت كل منا عنقها بوشاح وربطناهما معاً، وقامت كل منا بالابتعاد عن الأخرى بأقوى ما يمكن، إلى أن فقدت الوعي".
أضافت: "بقيت أياماً غير قادرة على الكلام بعد ذلك".
وأوردت المنظمة روايات لضحايا أخريات، منهن رندة (16 عاماً) التي خُطفت وأفراد عائلتها، واغتصبها رجل يكبرها بضعف عمرها، مرتين.
وقالت الفتاة: "ما قاموا به بحقي وحق عائلتي مؤلم جداً".
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن غالبية الذين اتخذوا النساء والفتيات "سبايا" كانوا من مقاتلي التنظيم، إلا أن بعض المؤيدين له قاموا بذلك أيضاً.
وأوضحت روفيرا أن "الحصيلة الجسدية والنفسية لأعمال العنف الجنسية المروعة التي مرت بها تلك النسوة، كارثية".
وأضافت: "العديد منهن عذبن وعوملن كالرقيق. حتى اللواتي تمكن من الهرب، لا زلن يعانين من آثار صدمة نفسية عميقة".
السفير
إضافة تعليق جديد