هذا أنا... يا أخي!
هذا أنا... ابن أمك وأبيك... فلمن هذه البندقية لتوجهها الى رأسي؟ والسكين؟ هل ستحز بها عنقي؟! وافترض انني جندي... وليكن... ألم أخلع بزّتي العسكرية؟ ألا ترى خوفي؟ ألا يشبعك أسري لتبقيني حيّا قليلاً، لساعات أخرى، أو لأيام؟ ألا يرضيك إلّا أن ترى دمي مسفوكاً يا ابن أمي وأبي؟!
ألا يستقيم دينك إلا بموتي؟ وراية محمد هذه التي ترفعها، كيف تتباهى بها وأنت تنتحل إرادة السماء لتسطو على روحي؟ ألا أستحق موتاً لائقاً؟ موت لا يبدأ باقتيادي ورفاقي كنعاج في شاحنة لترمي بأجسادنا في خندق!
أتظن نصرك يكتمل بالعدم؟ مثلك أنا يا ابن أمي وأبي، جثة مؤجّلة كانت تنتظر وليمة واحدة لكل الوطن المذبوح قبلي... مثلك أنا شاهدت بلدي يحترق، ورأيت عيون القاتل مرارا، وبكيت مثل الكل على أولادنا، وودعت زوجتي ربما مثلك، لأعود قبل صيام أولادي. ولدوا هم بين حربين لم نعهدهما لا أنا ولا أنت. أختي في العاشرة من عمرها، كوت لي قميصي الرياضي... هذا أنا، «كاكا»، وصديقي المقيد بجانبي يرتدي «اوزيل»، والاخر يرتدي قميص «ميسي». كيف تعجّل بإعدامنا تحت راية لا إله إلا الله وتمنعنا عن وداع أحبّتنا؟ ليتك أبقيت على أرواحنا، لا باسم دينك... باسم أي شريعة تشاء، حقوق الإنسان أو الحيوان لا فرق... لو أبقيتنا قليلا لأجل متعنا الصغيرة التافهة... او «المونديال»، تسليتنا الأخيرة قبل أن تمزق أجسادنا برصاص انتصارك، اوعبثك. لعلي كنت سأجني فرصة لحياة أخرى، أو وداع أخير. ما أقساك يا ابن أمي وأبي، ليتك دققت بالخوف في وجوهنا، قبلها.
خليل حرب
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد