قمع مظاهرة في أزمير وأردوغان يلتجئ للاختباء في سوبر ماركت هربا من محتجي سوما الغاضبين
تعرض رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا رجب طيب أردوغان لاحتجاج سكان منطقة سوما التابعة لمدينة مانيسا التي شهدت أمس الأول انفجارا بمنجم للفحم أسفر عن سقوط مئات القتلى حيث اضطر أردوغان للجوء إلى سوبر ماركت في المنطقة هربا من المواطنين الغاضبين.
و قالت صحيفة راديكال إن "المواطنين رددوا هتافات تطالب الحكومة وأردوغان بالاستقالة بعد ركوبه في سيارته" لافتتة إلى اعتداء قوات الأمن الخاصة على المواطنين بينما قام حراس أردوغان بضرب الصحفيين الذين كانوا يغطون الحدث.
وأفادت الصحيفة أن "المواطنين الغاضبين هاجموا وزير الداخلية افكان ألاء فتدخل اردوغان محاولا تهدئة الوضع ولكنه زاد من غضب المحتجين واضطر حراسه لإدخاله إلى سوبر ماركت في المنطقة هربا من المتظاهرين".
وبينت الصحيفة أن الكلمة التي ألقاها أردوغان أثارت غضب المواطنين.
وكان أبرز ما أثار حفيظة المواطنين أن أردوغان قلل من أهمية المأساة واعتبر في كلمته "أنه من الطبيعي أن تحدث هذه الأحداث في مناجم الفحم وأنها أحداث عادية".
من جهة أخرى قالت صحيفة ملييت إن "حراس أردوغان اضطروا لفك لوحة السيارة الرسمية التي تقل أردوغان وإخفائها بعد تعرضه لاحتجاج المواطنين".
إلى ذلك قالت صحيفة يورت إن "رئيس الوزراء أردوغان صفع طفلا عبر عن ردة فعله ضده أثناء احتجاج المواطنين عليه خلال زيارته لمنطقة سوما".
وأكدت الصحيفة قيام الشرطة بضرب عدد من المواطنين المحتجين وتوقيفهم في منطقة سوما.
وأشارت الصحيفة إلى مهاجمة المواطنين لمبنى فرع حزب العدالة والتنمية في منطقة سوما ورشقه بالحجارة وتكسير زجاجه فيما اعتصم مجموعة من المواطنين أمام بلدية سوما.
وذكرت الصحيفة أن "نائب مدير المكتب الخاص لأردوغان ركل أحد المواطنين المحتجين ثم ركب سيارته و تابع طريقه برفقة أردوغان".
إلى ذلك أقر مستشار رئاسة الوزراء يوسف يركل في تصريح لتلفزيون بي بي سي التركية بأنه "ركل مواطنا تركيا أثناء قيامه بالاحتجاج في وجه أردوغان" مشيرا إلى أنه سيدلي بتصريح حول الموضوع فيما بعد.
من جهتها حملت صحيفة جمهوريت حكومة حزب العدالة والتنمية مسوءولية الحادث مؤكدة وجود 787 عاملا داخل المنجم أثناء وقوع الانفجار.
وأكد نواب حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية الذين زاروا منطقة سوما ان كارثة سوما كانت متوقعة لافتين إلى أن أهالي منطقة سوما يعيشون حالة صدمة وانهيار عصبي إثر فقدانهم لأقاربهم وأبنائهم.
وقال النائب عن حزب الشعب الجمهوري اوزكور أوزل إن "عملية الخصخصة هي السبب الرئيسي للكارثة التي شهدتها منطقة سوما" لافتا إلى تأجير مناجم الفحم إلى الشركات الخاصة التي توجهت إلى خفض التكلفة بهدف تحقيق الربح و كسب المزيد من المال حيث تنازلت هذه الشركات عن أمن العمل والعمال ولجأت إلى خفض نفقات أمن العمل.
ولفت أوزل إلى العجز الذي تواجهه الحكومة في أعمال إنقاذ العمال المحتجزين وإدارة الأزمة مؤكدا أن وزير الطاقة تانر يلدز سيطر على عملية تدفق المعلومات و منع الإداريين المحليين من إعلام الرأي العام حول ما يجري حيث لا يتمكن المواطنون من الحصول على معلومات صحيحة.
إلى ذلك أصيب عشرات الأتراك بحالات اختناق وإصابات جسدية جراء الاعتداء عليهم من قبل الشرطة التركية التي حاولت تفريق مظاهرة نظمها عشرات آلاف المواطنين الأتراك في مدينة أزمير غرب البلاد احتجاجا على سياسة حكومة رجب طيب أردوغان.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الشرطة التركية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا في أزمير احتجاجا على إهمال الحكومة عقب حادث المنجم الذي راح ضحيته 282 قتيلا.
وأضافت الوكالة "أن كاني بيكو رئيس اتحاد النقابات الثورية لتركيا أحد أكبر النقابات العمالية في البلاد نقل إلى المستشفى بسبب أعمال العنف التي ارتكبتها الشرطة".
وأعلنت اليوم أربع نقابات تركية يوم إضراب عام في أنحاء البلاد كافة حدادا على عمال المنجم الذين قتلوا في الكارثة التي وقعت في منجم الفحم في سوما الواقعة على بعد مئة كلم شمال شرق أزمير.
ونددت المعارضة وبعض النقابات بإهمال أردوغان ولا مبالاته بشؤون العمال عموما.
يذكر أن حوادث المناجم والتعدين في تركيا شائعة نظرا لسوء أوضاع وإجراءات السلامة وقد شهدت البلاد عام 1992 حادثا مماثلا حيث أدى انفجار غاز إلى مقتل 263 عاملا في إقليم زونجولداك على البحر الأسود كما خلف انفجار غاز في الإقليم ذاته 30 قتيلا من عمال المناجم عام 2010.
في سياق متصل أثارت صورة ظهر فيها أحد مستشاري رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وهو يركل محتجا على علاقة باحد ضحايا حادث المنجم في مدينة سوما التركية الذي أدى إلى مقتل 282 شخصا حتى الآن غضبا وانتقادات واسعة وسط تزايد الاحتجاجات والأصوات المطالبة باستقالة حكومة حزب العدالة والتنمية.
وذكرت صحيفة حرييت التركية أن الصورة التي التقطت في مدينة سوما غرب تركيا أمس أظهرت مستشار أردوغان يوسف يركيل وهو يوجه ركلة حاقدة لمحتج مثبت على الأرض من قبل اثنين من قوات الأمن التركية.
ووفقا لشهود العيان الذين كانوا متواجدين في مكان الحادث فإن قوات الأمن كانت بصدد استجواب المحتج بعد أن قام بركل سيارة أحد المسؤولين المشاركين في وفد أردوغان الذي زار مدينة سوما وواجه احتجاجات غاضبة من قبل السكان المحليين لكن المستشار يوسف الذي كان من المفترض أن يجلس على أحد مقاعد السيارة ركض باتجاه المحتج وركله.
وفي دليل على أنه فعلا من ظهر في الصورة أعلن يوسف أنه "سيصدر بيانا بشأن الحادث في القريب العاجل".
وأثارت هذه الصورة غضبا شعبيا واسعا في تركيا وأدى انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مظاهرة ثانية الليلة الماضية وسط تفاقم حالة الغليان بعد حادثة المنجم وخروج احتجاجات عدة أمس مناهضة لحكومة أردوغان.
من جهة أخرى دعا اتحاد نقابات الوظائف العامة في تركيا إلى إضراب اليوم احتجاجا على إهمال سلامة العمال فيما أشارت الأوساط السياسية والشعبية والتركية إلى أن سياسات أردوغان المتعلقة بالخصخصة للحصول على الأموال والأرباح تسببت بوقوع مثل هذه الكوارث حيث تتقاعس الشركات الاستثمارية عن مراعاة معايير حماية عمال المناجم.
وكالات
إضافة تعليق جديد