اردوغان ينسحب من اجتماع اثر تعرضه لانتقاد
انسحب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان السبت من اجتماع في انقرة بعدما انتقد احد المتكلمين فيه "التسلط المتنامي" لحكومته الاسلامية المحافظة. وبدا الغضب واضحا على اردوغان الذي كان يجلس في الصف الامامي وترك مقعده في شكل مفاجىء منددا بـ"وقاحة" نقيب المحامين متين فايز اوغلو الذي وجه سلسلة انتقادات شديدة الى اردوغان واسلوب حكمه بحسب وقائع الاجتماع الذي نقله التلفزيون مباشرة على الهواء.
وقال اردوغان مخاطبا نقيب المحامين بصوت عال قبل ان يغادر القاعة مع مساعديه "انت وقح وغير مهذب. هذا خطاب سياسي بالكامل مليء بالاكاذيب".
وعقد هذا الاجتماع احياء لذكرى تاسيس مجلس الدولة وكان حاضرا فيه الرئيس التركي عبدالله غول الذي لم يخف صدمته بما حصل.
في المقابل، حافظ فايز اوغلو، المحامي الشاب المعروف بانتقاده اللاذع لحزب العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم، على هدوئه مكتفيا بالقول انه القى "خطابا بناء ودستوريا" لا ينطوي على "اي اهانة" وذلك على وقع تصفيق قسم من الحاضرين.
ويحكم اردوغان تركيا منذ العام 2002 وهو متهم ب"التسلط" والسعي الى "اسلمة المجتمع التركي" فيما يتطلع الى تولي منصب الرئاسة واعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في اب/اغسطس المقبل.
إلى ذلك عبر عدد من الشخصيات السياسية التركية عن دعمهم لرئيس اتحاد نقابات المحامين الأتراك متين فيزي أوغلو الذي تعرض لتهجم واعتداء كلامي من رجب طيب أردوغان رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية.
بدوره استهزأ لطفي ترككان النائب عن حزب الحركة القومية أيضا بتطاول أردوغان الكلامي على رئيس اتحاد نقابات المحامين متسائلا "هل قال أردوغان لوزرائه الذين قدموا استقالاتهم نتيجة تورطهم بالفساد والرشوة إنكم اسأتم الأدب" مشيرا إلى أن تصرفات أردوغان تدلل على أنه يعاني حالة انهيار عصبي وحالة نفسية سيئة وهذا ما شاهدناه اليوم.
وأضاف النائب التركي إن "أردوغان ينزعج عندما نقول له إنه ديكتاتور وبعد هذا الموقف ماذا يريد منا أن نسميه".
كما انتقدت صبحات اككيراز النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض تصرفات أردوغان الذي وصفته بالديكتاتور "فيظهر على شاشة التلفزيون برفقة الصحفيين المنحازين ويقول إن أولئك لا يلتزمون بأوامري و يتجاوزن حدودهم".
وأكد مسلم ساري النائب عن حزب الشعب الجمهوري أن "أردوغان الذي لا يتحمل الانتقادات لا يستطيع أن يصبح رئيس جمهورية يحتضن الجميع".
من جهة أخرى لفت فيزي أوغلو في الكلمة التي أغضبت أردوغان إلى انتهاكات حرية الإعلام بعهد أردوغان مذكرا بالمظاهرة الاحتجاجية التي نظمها الصحفيون الأتراك في يوم حرية الإعلام الذي يصادف 3 أيار وللتنديد بالرقابة المفروضة على الإعلام وأغلقوا أفواههم بقطعة قماش وطالبوا بالإفراج عن زملائهم المعتقلين.
وحذر من أن انتشار القناعة بعدم عدالة القضاء واعتقاد المواطنين بأنهم لن يستطيعوا الحصول على حقوقهم عبر المحاكم وخوفهم من العقاب حتى لو كانوا بريئين يقضي على أساس الدولة والعدالة.
وانتقد فيزي أوغلو الحظر المفروض على الإعلام الاجتماعي عبر الإجراءات الإدارية والقانونية غير الدستورية مؤكدا أنه يشكل انتهاكا لاتفاقية حقوق الإنسان الأوروبية والقانون الذي ينظم النشر على الانترنت ومكافحة جرائم الانترنت منوها بصوابية القرار الذي أصدرته المحكمة الدستورية بشأن إلغاء قرار حجب مواقع التواصل الاجتماعي.
ولفت فيزي أوغلو إلى العنف المفرط الذي استخدمته قوات الشرطة ضد المتظاهرين في عيد العمال في الأول من أيار الجاري وأكد أن حظر الاحتفال في ميدان تقسيم يتنافى مع القوانين وأدى إلى تهيئة الجو المناسب للمجموعات الاستفزازية التي تريد خلق المواجهة بين الشعب والشرطة الأمر الذي تسبب بوقوع أحداث مؤسفة.
وأعرب رئيس اتحادات المحامين الأتراك عن الأسف لاستخدام الشرطة للعنف المفرط دون أن تفرق بين من أراد استخدام حق التظاهر السلمي ومن لجأ إلى العنف.
وذكر فيزي أوغلو بالشباب الذين فقدوا حياتهم خلال احتجاجات متنزه كيزي إثر عنف الشرطة ومقتل 34 مواطنا في اولودره جنوب شرق تركيا إثر قصف الطائرات التركية وضحايا تفجيرات الريحانية ومجازر ماراش وتشوروم وسيواس والممارسات غير القانونية والمقاضاة غير العادلة.
وقال فيزي أوغلو إن "الجمهورية التركية دولة قانون اجتماعية والدولة الاجتماعية مكلفة بتلبية احتياجات المأوى لمواطنيها" مشيرا إلى الزلزال الذي وقع في مدينة "وان" والذي أدى إلى هدم منازل المواطنين دون التفريق بين مستأجر وصاحب الملك ومقتل عدد كبير من المواطنين وأن مساكن الزلزال خصصت لأصحاب الملك أولا ولبعض المستأجرين حسب القرعة وبين أن الجمهورية التركية قادرة على حل مشاكل المواطنين المغدورين.
ومن المعروف عن فيزي أوغلو وهو المحامي الشاب بانتقاده اللاذع لحزب العدالة والتنمية الحاكم حيث حافظ على هدوئه مكتفيا بالقول أنه ألقى خطابا بناء ودستوريا ولا ينطوي على أي إهانة وسط تصفيق قسم من الحضور.
كما ينتقد فيزي أوغلو سياسات أردوغان الداخلية والخارجية التي أودت بالسياسة التركية في المنطقة من سياسة صفر مشاكل إلى سياسة افتعال المشاكل مع كل جيرانها ولا سيما بعد أن حول الأراضي التركية إلى مرتع للإرهابيين الذين يعتدون على سورية.
وكالات
إضافة تعليق جديد