«الكهرباء»:32عنفة توليد خارج الخدمة و2 مليار ليرة للاستمرار في نقل الفيول لعمل المحطات
طلب وزير الكهرباء المهندس عماد خميس تشكيل فرع للتوتر العالي في محافظتي حلب وإدلب لإعادة تأهيل وإصلاح خطوط التوتر وشبكات الكهرباء التي تغذي حلب بالكهرباء.
وأكد الوزير خميس خلال ترؤسه اجتماعاً لمديري المؤسسات التابعة لوزارة الكهرباء على متابعة الإجراءات التي تقوم بها الوزارة لتأمين التغذية الكهربائية لكافة المناطق، وإعادة تأهيل ما تقوم بتخريبه المجموعات الإرهابية المسلحة، منوهاً بمسؤولية الوزارة لإعادة الكهرباء لكافة المناطق دون الركون لأي من ضغوطات المخربين وفكرهم الظلامي.
وفي سياق متصل كشف مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء عن أن آخر الاعتداءات التي جرت على خط الغاز في منطقة جيرود منذ نحو أسبوع أدت إلى وصول عدد العنفات البخارية والغازية الخارجة عن الخدمة إلى نحو 32 عنفة من أصل 54 عنفة في جميع محطات توليد الكهرباء إضافة إلى الاعتداء على معظم خطوط التوتر العالي التي تقوم بنقل الطاقة الكهربائية من هذه المحطات إلى المنشآت والمدن.
وأشار المصدر إلى أن المستفيد الوحيد من تخريب البنى التحتية في سورية وضرب الاقتصاد السوري بكل مكوناته هم أعداء سورية وأعداء الشعب السوري الذين عمدوا إلى توظيف كل إمكاناتهم لاستمرار هذه الحرب القذرة على سورية سواء من خلال إرسالهم الإرهابيين وإمدادهم بالسلاح والمال وسرقة المعالم الحضارية والتاريخية والمنشآت الصناعية وتهريبها إلى تركيا وغيرها، أو من خلال استغلال بعض ذوي النفوس الضعيفة في الداخل السوري لتكون الأداة في تنفيذ مخططاتهم القذرة.
ولفت المصدر إلى أن الاعتداءات المتكررة للمجموعات الإرهابية المسلحة على خط الغاز في جيرود أدى إلى زيادة ساعات التقنين بسبب الاعتماد في توليد الكهرباء من العنفات العاملة على الفيول أويل والذي انخفضت وارداته إلى محطات التوليد بشكل ملحوظ بعد التخريب الذي طال السكك الحديدية التي كانت تنقل الوقود واستهداف الصهاريج التي عملت وزارة الكهرباء على استخدامها لنقل وتعويض هذا النقص بالوقود، مبيناً أن هذا الإجراء رتب دفع مبالغ إضافية وزيادة أجور لأصحاب الصهاريج تجاوزت الـ2 مليار ليرة سنوياً من أجل استمرار عمل محطات التوليد.
وأكد المصدر أن وزارة الكهرباء لم تدخر جهداً خلال فترة الأزمة للإبقاء على استمرارية التيار الكهربائي لكافة المواطنين وعلى مساحة الجغرافية السورية من خلال استنفار عمالها وعلى مدار الساعة لإصلاح كافة الأعطال الناتجة عن تخريب المجموعات الإرهابية المسلحة كإصلاح خطوط التوتر العالي ومحطات التحويل وتركيب محولات التوزيع التي تمت سرقتها وتأمين الخطوط البديلة في أي منطقة كانت وتحت أي ظرف، وقدمت عدداً كبيراً من الشهداء، وتم خطف عدد آخر من عمالها أثناء قيامهم بواجبهم بإصلاح الأعطال في أماكن التخريب.
موضحاً أن ذلك لم يمنع هذه الورشات من العمل «بل على العكس أصبح لدى الوزارة ورشات مؤهلة ومدربة ونوعية في إصلاح الأعطال بالتصدي للأعمال التخريبية وإعادة التيار الكهربائي لجميع المواطنين».
كما قامت الوزارة بإبرام عقود مع عدد من الدول الصديقة لتوريد كافة مكونات الشبكة الكهربائية من معدات لازمة لإصلاح الشبكة الكهربائية وإعادتها كما كانت بالسابق.
وبيّن المصدر أن جهود وزارة الكهرباء كلها لا تكفي إذا لم تتكامل مع دور المواطن «الذي بات دوره أساسياً ويفوق دور الوزارة، حيث إن مواطننا السوري يتفهم مدى التضحيات التي يقدمها عمال الكهرباء ومدى الأضرار التي لحقت بالمنظومة الكهربائية نتيجة الاعتداءات الهمجية، وبالتالي يتفهم أنه لا يوجد عامل في قطاع الكهرباء يتمنى أن تقطع الكهرباء عن أي منطقة أو حي في سورية، وهنا يجب أن يكون دور المواطن في الحفاظ على مكونات الشبكة الكهربائية من التخريب وخاصة في مناطق وجود المجموعات الإرهابية، بالإضافة إلى ابتعاد المواطن عن ظاهرة الاستجرار غير المشروع لما لهذه الظاهرة من آثار سلبية على تجهيزات الشبكة وانخفاض وثوقية الشبكة الكهربائية وزيادة ساعات التقنين».
وأضاف: لا بد من التنويه إلى ترشيد استهلاك الكهرباء واستهلاك الحاجة الفعلية فقط دون هدر أو تبذير لأن ذلك من شأنه أن يقلل ساعات التقنين إلى أدنى مستوى على الرغم من كل الظروف الحالية.
وبات معلوماً اليوم أن الحرب الهمجية طالت كل السوريين دون تمييز لأهداف باتت معروفة للجميع ولمصلحة جهات أيضاً باتت معروفة، إلا أن وعي المواطن السوري وتكاتفه مع الدولة ودعم القوات المسلحة بالانتصارات التي تحققها في ضرب الإرهاب كفيل بإنهاء الحرب الهمجية على سورية وإعادة إعمار سورية وإعادتها أقوى من السابق.
وختم بالقول: إن الاستهداف الممنهج لخطوط التوتر العالي الواصلة إلى المنشآت والمدن يحدث بشكل مدروس وممنهج، ففي حلب تم استهداف كافة الخطوط المغذية للمدينة 27 خطاً بعد أن تم ايقاف محطة حلب لتوليد الطاقة وهي أكبر محطة في سورية وتنتج أكثر من 1000 ميغا واط،
وهنا يكمن دور كل مواطن تجاه هذا الواقع الذي لم يعد مقبولاً أن يقف مكتوف اليدين ومتفرجاً ودوره هو الأهم لأنه الشريك الأساسي مع كافة الجهات العامة في الدولة السورية بشكل عام وقطاع الكهرباء بشكل خاص، والذي يتجلى بالحفاظ على مكونات الشبكة الكهربائية وخاصة في المناطق التي تعاني من تواجد المجموعات الإرهابية المسلحة وتحرمهم من كل الخدمات التي تقدمها الدولة لهم بالإضافة إلى استهلاك حاجتهم من الكهرباء دون هدر أو تبذير والابتعاد عن الاستجرار غير المشروع، واليوم تكاتف المواطنين والمجتمع الأهلي مع المعنيين في وزارات الدولة والعمال في مواقع عملهم كفيل بإفشال الحرب الظلامية على سورية وإعادة البنى التحتية وقطاع الكهرباء إلى ما كانت عليه سابقاً.
حسان هاشم
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد