أفراح خطوبة في مراكز الإيواء.. ومشاكل الأطفال تعكر الأجواء

تسببت الأزمة التي تعيشها سورية إلى تهجير آلاف الأسر من بيوتها وفقدانهم لأماكن سكنهم الأصلية وتضررهم نتيجة ممارسات إرهاب المجموعات المسلحة والتي لم تجد أمامها سبيلاً إلا اللجوء إلى مراكز الإيواء المؤقتة التي افتتحتها الجهات المعنية في وزارة الشؤون الاجتماعية وهي عبارة عن تجمعات سكنية صغيرة مؤقتة تنشأ فيها علاقات وروابط اجتماعية قوية بين الأسر والإدارة والمتطوعين المشرفين عليها. وقد بلغ عدد الأسر المهجرة المقيمة في مراكز الإيواء في المحافظات الأربع عشرة حسب التقرير الوارد من وزارة الشؤون الاجتماعية 350.177 أسرة، أما بالنسبة إلى عدد الأفراد المهجرين الوافدين والمنتشرين في المحافظات والمقيمين خارج مراكز الإيواء في الأحياء والبلدات والقرى نحو 5.878.319 شخصاً. وتقوم وزارة الشؤون على تقديم كافة الخدمات الأساسية للمهجرين وبشكل خاص داخل المراكز وذلك بالتنسيق مع المحافظات القائمة على إدارة المراكز ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري حيث يتم تقديم المعونات الإغاثية الأساسية لهم، وكذلك الأمر خارج المراكز فإن الوزارة تعمل بالتنسيق مع شركاء في العمل الإغاثي على توفير الاحتياجات باعتبارها تتولى قيادة اللجنة العليا للإغاثة.

أما بالنسبة للخطط المستقبلية التي تنوي وزارة الشؤون تنفيذها لمساعدة المهجرين، ففي إطار خطة الاستجابة للعام 2014، تعتزم وزارة الشؤون الاجتماعية إدارة وتنفيذ عدد من برامج الحماية للفئات الأكثر تضررا بالتنسيق مع المنظمات الدولية العاملة في سورية، وتستهدف تحديدا النساء الناجيات من العنف وذوي الاحتياجات الخاصة.

وتعمل اللجنة للعليا للإغاثة بتكثيف خططها التي تؤمن المساعدات الإغاثية للمهجرين وسد النقص فيها وضبط آليات التوزيع ولاسيما مع إكمال تعبئة استمارات بطاقة الإغاثة الموحدة بنسبة 60%.

وخلال زيارتنا لأحد مراكز الإيواء لنستطلع طبيعة الحياة التي يعيشها المهجرين داخل المركز وعن علاقتهم ببعضهم وكيف تؤمن احتياجاتهم وما هي أبرز الخلافات التي تحدث بينهم وهل من معاناة يعيشونها خلال إقامتهم في المركز، التقينا عماد محجوب المدير المسؤول والمشرف عن مركز إيواء (غالية فرحات) الذي ذكر أن المركز يضم (73) أسرة أي يصل عدد الأشخاص هنا إلى (400) شخص تقريباً.

وأشار محجوب إلى أن كل متطلبات واحتياجات المقيمين في المركز مؤمنة ومتوفرة لهم من الدراسة والطبابة والأدوية والمواد الغذائية حيث تصلنا معونات غذائية من منظمات دولية ومن الهلال الأحمر ويوزع لكل شخص حصة غذائية معينة يوميا من معلبات وغيرها، أما بالنسبة للمواد الناشفة الأخرى مثل (السمنة والسكر والزيت والرز) توزع شهريا على كل عائلة. كما تصلنا تبرعات من الجمعيات الخيرية وهي عبارة عن ألبسة فقط ولكن ليس بشكل دوري.

أما عن تعامل الأهالي مع بعضهم البعض قال محجوب: إن المركز افتتح منذ سنة ونصف السنة والأهالي هنا تقريبا تأقلموا على العيش في المركز واعتادوا على بعضهم وقليلة جداً المشاكل التي تحدث بينهم وإذا حدثت مشكلة يكون في الأغلب سببها الأطفال ويكون حلها بسيطاً وسريعاً. وقد سجل في المركز حالتا خطوبة ولكن لم تكلل بالزواج بسبب صعوبة الإقامة في المركز وعدم القدرة على تأمين مسكن مستقل.

نور حمادة

المصدر: الوطن