ما هي أجندة اجتماع عمان؟
الجمل: يحاول الرئيس بوش وكبار مسؤولي البيت الأبيض والإدارة الأمريكية، والدبلوماسيين الأمريكيين إيقاف تدهور الأوضاع في كل من العراق ولبنان، وبرغم الأصوات المرتفعة داخل الأوساط السياسية الأمريكية، والمطالبة بضرورة التواصل والتفاهم مع سوريا وإيران، فإن إدارة الرئيس بوش أصبحت بوضوح تحاول الحصول على مخرج من الأزمة والورطة دون اللجوء إلى سوريا وإيران.
سوف يقوم الرئيس بوش ترافقه كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية بزيارة المملكة الأردنية، وذلك للتفاهم مع العاهل الأردني الملك عبد الله، ونوري المالكي رئيس الوزراء العراقي. ويُقال: إن الدعوة قد تم توجيهها إلى بعض الزعماء السنيين العرب في المنطقة من أجل المشاركة في الاجتماعات مع بوش ووزيرة خارجيته.
كذلك تشير المعلومات إلى أن هذه الاجتماعات لن تقتصر حصراً على موضوع الملف العراقي، وإنما سوف تتم مناقشة الملف اللبناني، وسوف يطلب الرئيس بوش من أطراف الاجتماع العمل من أجل دعم حكومة السنيورة.
كذلك سوف تركز جهود بوش وكوندوليزا رايس على دفع حكومة المالكي باتجاه التقليل من أهمية الدورين السوري والإيراني في دعم استقرار العراق.
وبرغم محاولة الأمريكيين الالتفاف على تحركاتهم التي بدأوها من أجل الحصول على مساعدة سوريا وإيران في استقرار العراق، فإن كثير من المحللين والمراقبين يقولون: إن السوريين والإيرانيين لم يعرضوا تقديم مساعداتهم لا لأمريكا ولا لأي من حلفائها، بل إن الذي بادر وطلب ذلك هو أمريكا وحلفاءها.
كذلك، يقول المحللون: إن جلال طالباني هو الذي بادر بالطلب من الإيرانيين تقديم مساعدتهم في تحقيق استقرار العراق، وبشكل أكثر تحديداً تشير المعلومات إلى أن جلال الطالباني قد طلب من الإيرانيين أن يعقدوا اجتماعات مباشرة مع الأمريكيين للتباحث حول سبل وقف أعمال القتل والعنف.
تقول المحللة السياسية هيلينا كوبر في تقريرها الذي نشره موقع اسيفغات يوم 28 تشرين الثاني الجاري، بأن أجندة اجتماع عمان، تهدف إلى التوصل إلى حل استباقي يغني الإدارة الأمريكية عن اللجوء لحل المساعدة من سوريا وإيران، وهو حل استباقي يحاول الرئيس بوش وحلفاءه داخل الإدارة الامريكية الوصول إليه قبل صدور التقرير النهائي للجنة بيكر، والذي اتضح بأنه تقرير سوف يشدد على الإدارة الأمريكية ضرورة الالتزام بالتعامل والتفاهم مع سوريا.
كذلك تفيد التقارير بأن زلماي خليل زادة، السفير الأمريكي في العراق، يلعب دوراً رئيساً جاهداً إنجاح الاجتماع بما يؤدي إلى الاستغناء عن سوريا وإيران.
كذلك يعتقد العراقيون أن اجتماع عمان سوف يترتب عليه إعطاء حكومة نوري المالكي مزيداً من الصلاحيات في مجال الترتيبات السياسية والأمنية الداخلية.
تقول المعلومات والتقارير: إن أجندة اجتماع عمان قد قام بترتيبها ديك تشيني- نائب الرئيس الأمريكي خلال زيارته الأخيرة المعلنة إلى السعودية، وغير المعلنة إلى العراق.. ويقال بأنه هو الذي ركز وشدد على الرئيس بوش وكوندوليزا رايس بضرورة الاجتماع مع زعماء السنة في المنطقة والضغط عليهم لكي يضغطوا بدورهم على السنة داخل العراق.
كذلك هناك توقعات بحضور أطراف تمثل مصر والسعودية والسلطة الفلسطينية وحكومة السنيورة، وذلك من أجل إكساب اجتماع عمان طابعاً إقليمياً أكبر، يؤدي إلى تعزيز وترسيخ (تحالف المعتدلين) الذي حاولت الإدارة الأمريكية بناءه بعد حرب الصيف بين إسرائيل وحزب الله.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد