بين مطرقة الجيش وسندان «داعش» مسلحو «الحر» في حلب بلا لحى

حلق مسلحو معظم المجموعات التي تدعي انتماءها لميليشيا «الجيش الحر» لحاهم على الناعم خشية تمييزهم عن سكان الأحياء التي يسيطرون عليها شرق وجنوب مدينة حلب إبان سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والمعروف بـ«داعش» على بعض تلك الأحياء وورود معلومات تفيد بأن الجيش العربي السوري بصدد تنفيذ عملية عسكرية واسعة يطبق من خلالها على المدينة من جهة الشرق.
وأفاد سكان أحياء باب النيرب والميسر والقاطرجي والصاخور التي يبسط «الحر» سيطرته عليها بأن تغلغل «داعش» في أحيائهم في الآونة الأخيرة زاد من مخاوف المسلحين من اقتحامها والسيطرة عليها نهائياً أسوة بأحياء الهلك والحيدرية والإنذارات ومساكن هنانو والمرجة والصالحين «ما دفع بهؤلاء إلى حلق لحاهم التي أرخوها كدليل على انتمائهم للجيش الحر وخصوصاً التيارات السلفية المتشددة التي تتزعمه مثل النصرة وأحرار الشام وغيرها»، وفق قول أحد سكان باب النيرب.
وأكدت سيدة من سكان حي ميسر لـ«الوطن» أن شبان الحي من المسلحين ذوي اللحى الطويلة «سارعوا إلى التخلي عن لحاهم بمجرد دخول عناصر من داعش لتقصي حال المنطقة وجمع معلومات عن مسلحيها الذين أخفى معظمهم السلاح معلنين وقوفهم على الحياد بين دولة العراق والشام والكتائب المتهمة بالتجاوزات من الجيش الحر».
وإلى حي طريق الباب المتاخم لطريق مطار حلب الدولي أقصى شرق المدينة، تفيد المعلومات بأن مسلحيه اندمجوا في صفوف السكان المدنيين بتخليهم عن الملامح التي تشير إلى انتمائهم لتشكيلات «الحر» لاسيما اللحى الطويلة بعد أن أكدت مصادرهم بأن الجيش العربي السوري يستعد لعملية واسعة لدخول الحي الذي يشكل أول الأحياء الشرقية من جهة مطار حلب الدولي بعد أن فرض سيطرته الكاملة على مدينة السفيرة أهم معقل لـ«جبهة النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة ومعظم ريفها المتصل بالمطار.
وكانت «موجة حلق لحى» مشابهة انتابت مسلحي «الحر» قبل نحو خمسة أشهر مع بدء الجيش العربي السوري لعملية عسكرية في الريف الشمالي «حيث ظهر المسلحون فيه وقتئذ بألبسة عصرية من الجينز والطقم الرسمي خوفاً من تمييزهم عن بقية السكان المحليين متجاهلين أن لدى الجيش معلومات استخباراتية عن حال كل واحد منهم...»، بحسب قول أحد سكان حريتان.

المصدر: الوطن