الإرهاب يشحن اختراعات الحلبيين إلى «غازي عنتاب» التركية
كان من الطبيعي للأيادي الإرهابية التي تعيث فساداً وتدميراً في سورية أن تمتد إلى الإبداع الوطني باعتباره ركيزة أساسية في مستقبل السوريين، كيف لا وهذه اليد غايتها استبدال الجهل والظلامية بالإبداع والاختراع.
الحرب على سورية، ومنذ أن وطأ الإرهابيون ترابها قادمين من كل حدب وصوب، جعلت من أولوياتها تدمير العلم وقتل العلماء وسرقة الاختراعات التي ابتكرها المخترعون السوريون على التوازي مع حرق كل المنشآت العلمية الوطنية.
ما حدث في مركز تأهيل ورعاية المبدعين والمخترعين الشباب في حلب، يعد أنموذجاً صارخاً لتبيان جرائم الذين مارسوا هوايتهم المفضلة التي تربوا عليها في قتل الإبداع، ففي تصريح لـ«الوطن» قال رئيس المركز منذر البوش: إن ما يقارب 25 جهازاً ثمرة عمل امتد سنوات تعرضت للسرقة من الإرهابيين، ليس للاستفادة من قيمتها العلمية، بل لتدميرها باعتبارها «قد تفيد الحكومة السورية وشعبها».
وبيّن البوش أن من بين المبتكرات التي سرقها الإرهابيون جهاز قتل دودة سونة القمح الذي تم ابتكاره لقتل كل حشرات الحبوب بما في ذلك فراشة الذرة وغيرها، ملخصاً طريقة عمله عبر غاز وسائل مهمتهما قتل الحشرة الأم ثم قتل البيض الذي تعجز عن قتله أقراص الحبوب.
وأضاف رئيس مركز رعاية المبدعين: إن الجهاز المسروق هو الأول من نوعه في العالم، إذ إن معظم دول العالم تعتمد في محاربة هذه الحشرات «ولاسيما سونة» القمح على أقراص الحبوب، مشيراً إلى أن اختراع هذا الجاهز جاء في وقت كان فيه فريق العمل محاصراً في المركز من المسلحين إلا أن فريق العمل أكمل عمله باعتباره سيأتي بالفائدة على «الوطن» بشكل عام.
وبيّن البوش أن هناك جهازاً مبتكراً آخر لتعقيم المياه سرقه المسلحون، وهو عبارة عن جهاز يحوي سائلاً يعقم الماء من البكتريا والجراثيم إضافة إلى جهاز استخراج الأوزون، مشيراً إلى أن هذا الجهاز استوردته مؤسسة مياه حلب بـ120 مليون ليرة سورية في حين كلفة اختراع هذا الجهاز محلياً لم تتجاوز 15 مليون ليرة سورية.
وقال رئيس مركز رعاية المبدعين: إن فريق المركز مستعد في حالة كمون وسيبدأ عمله في اليوم التالي لتوفير مقر جديد له بعد أن تعرض مقره الأساسي للنهب والسرقة من المسلحين الذين نقلوا محتوياته من اختراعات وتجهيزات إلى «غازي عنتاب» في تركيا، ما يدل بشكل واضح على دور الحكومة التركية في سرقة الاختراعات والإبداع السوري.
ومن بين الاختراعات التي نهبها المسلحون -حسب رئيس مركز الإبداع- جريدة إلكترونية وتتلخص فكرة هذا الاختراع بوضع لوحة إلكترونية فوق إشارة المرور وهي تتوافق مع الفترة الزمنية للضوء الأحمر في إشارة المرور، وتحتوي على دعاية إعلانية تسمح للسائق بقراءة مضامينها، وحينما تنتقل الإشارة إلى اللون الأخضر تنطفئ، معتبراً أن هذه الجريدة فريدة من نوعها في دول العالم وهي ليست موجودة في أي دولة في العالم حتى في الدول الأكثر تطوراً من الناحية التكنولوجية والصناعية.
وقال البوش: إن المخربين لم يسرقوا القيمة العلمية المختزنة في النماذج، بل سرقوا -قياساً إلى وعيهم- مجموعة من قطع الحديد التي لا يقدرون قيمتها وإنما ينظرون إليها على أنها تخدم «الحكومة السورية» فقط متناسين أن هذه الاختراعات تعود بفائدتها على الوطن كله بما فيها من فائدة كبيرة للمواطن، مشيراً إلى أنه ما دام هناك مخترعون وعقول تفكر فإن اختراع هذه الأجهزة في متناول اليد وأن المركز في حال عاد للحياة مرة أخرى قادر لاختراع وتطوير الكثير من الاختراعات بما في ذلك الاختراعات التي تعرضت للسرقة.
ودعا البوش الحكومة إلى دعم مركز تأهيل ورعاية المبدعين من خلال العمل على إعادة هذا المركز إلى الحياة ورعايته الرعاية التامة وخاصة بعدما حقق المركز السالف الذكر نجاحاً كبيراً على المستوى المحلي تجلى هذا النجاح بحصول المركز على العديد من الميداليات الذهبية والفضية إلى جانب شهادات التقدير التي حصل عليها أعضاء المركز.
محمد منار حميجو
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد