موسم الكمون مفاجأة الصادرات
دائما كان التعويل على القطن أو التبغ أو الزيتون كمحاصيل زراعية استراتيجية توفر القطع الأجنبي في حين بدا مؤخرا أن الكمون دخل كمنافس لهذه المحاصيل، فحسب المركز الوطني للسياسات الزراعية وخلال فترة قصيرة من 1999 حتى الان تضاعفت نسبة صادرات الكمون ووصلت إلى 7ر 10٪ من إجمالي قيمة الصادرات الزراعية وتم تصديره لأكثر من 50 دولة ووصلت قيمة الصادرات خلال الفترة 2001- 2004 مايعادل /1390/ مليون ليرة سورية وشكلت مصر سوقاً لصادرات سورية من الكمون وتعتبر بعض الدول الأوروبية خاصة ألمانيا أهم المستوردين للكمون السوري وارتفعت الصادرات الى المغرب من 835 طناً عام 1995 إلى 1541 طناً عام 2004. وتدل المؤشرات على وجود إمكانيات ممتازة لتطوير إنتاج وتصدير الكمون وجعله محصولا مدراً للدخل ومصدراً للقطع الأجنبي ويمكن أن تتعزز الصادرات السورية من هذا المحصول من خلال تطوير الصناعات المحلية بحيث تنتج وفق متطلبات الأسواق الدولية، وتوجد في سورية امكانيات كبيرة للتوسع في زراعته باعتباره يتحمل الحرارة وتنجح زراعته في الأراضي البعلية ولايحتاج لكميات كبيرة من المياه. من هنا نتساءل، لماذا حتى الآن كثير من المزارعين وفي أنحاء القطر لم يسمعوا بنجاح زراعة الكمون والعوائد التي يمكن جنيها من زراعته ؟ حيث بياع الكمون في الأسواق مابين 118-130 ليرة.
تطبق سورية السياسات المطبقة على حاصلاتها الزراعية على محصول الكمون بحيث تشجع على زيادة الإنتاج وتنمية الصادرات وحماية المنتجات المحلية من خلال فرض رسوم عالية على الاستيراد وبالنظر إلى التعديلات التي شملت سياسات التخطيط فإنها أعطت مزيداً من الحرية في الخطة الزراعية لتطوير زراعة الكمون في حال تحقيقه لعوائد اقتصادية أفضل ويمكن أن تزداد المساحة المزروعة بهذا المحصول إذا لاحظوا أن مردوده أفضل من محاصيل أخرى. وهنا يأتي دور جهاز الإرشاد الزراعي المنتشر على مستوى القطر لتوعية المزارعين لزراعة هذا المحصول، علما أن الحكومة تشجع التوسع في زراعة الكمون في مناطق جديدة غير تقليدية خاصة في المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية وتعمل على زيادة الإنتاج وتحسين الإنتاجية إلا أن هناك تحديات تواجه زيادة الإنتاج وتصدير الكمون تتمثل في الطرق التقليدية في الإنتاج وضعف الية التسويق وغياب أنظمة التصنيع لمنتجات الكمون بالمواصفات المطلوبة عالمياً.
فهل تعمل الزراعة على تطوير زراعة وتحسين تصنيع هذا المنتج المطلوب عالمياً لتنافس الدول المنتجة له والعمل على تخفيض تكاليف الإنتاج من خلال توسيع البحث في مجال مكننة حصاد هذا المحصول علماً أنه من المحاصيل المربحة مقارنة بغيره إلا أن عملية تسويقه مازالت تقليدية تتم عبر عدد من الوسطاء وهذا يؤثر على أسعاره التي تتذبذب من سنة لأخرى...
قاسم الشريف
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد