تغير موازين القوى يُسرع قطار التسوية نحو دمشق

21-10-2013

تغير موازين القوى يُسرع قطار التسوية نحو دمشق

الجمل / باسل محمد يونس: لم يعد محور الاهتمام لدى الدول الغربية ينصب على تغيير جوهري للنظام السوري و انما على استعادة التعاون الأمني مع دمشق من أجل مواجهة خطر عودة الارهابيين السلفيين الى بلادهم الأصلية.
الأميريكي و الروسي اتفقا على تجريد  سوريا من  ترسانتها  الكيميائية و بذلك نزع فتيل الحرب, باتصال الرئيس الأميريكي بنظيره الإيراني انشرحت الكثير من الصدور و انزعج البعض , منبع الانفراج  هو إمكانية أن يعمل  هذا التقارب بين القوى الكبرى على حلحلة مشاكل المنطقة و تعقيداتها . الجميع بات يتحدث عن ضرورة انعقاد مؤتمر جنيف 2 باستثناء مجلس الإسطبلات الاخواني "مجلس اسطنبول" الذي بات يغرد خارج السرب .
 في هذه الأثناء كان الحاضر الابرز في  الميدان، بقوة، هو  التقدم المتسارع  للجيش السوري "الوطني" على أكثر من محور بالإضافة الى المعلومات التي تتحدث عن عملية عسكرية وشيكة للجيش في المنطقه الممتدة بين الزبداني و القلمون على حدود لبنان .
في موازاة كل هذه التطورات يبرز جنيف اليوم كمحطة هامة ليس للأزمة السورية فقط بل للمحادثات التي تجريها ايران مع الدول الست بشأن برنامجها النووي و المعلومات تتحدث عن اقتراح ايراني سيزيل مخاوف الغرب من هذا البرنامج . 
  بتحديد انعقاد مؤتمر جنيف 2 في 23 و 24 تشرين الثاني المقبل، تدخل الأزمة السورية في مرحلة جديدة. وبغض النظر عما سيحققه هذا المؤتمر، فإنّ مجرد تحديد موعده  يؤكد وجود قرار دولي بإنطلاق المسار السياسي للحل.
النظام السوري سيذهب الى جنيف وفي يده جملة أوراق منها :  1- بداية التقارب الاميركي - الإيراني 2- الخلافات التي تعصف بأركان المعارضة السورية , وذهاب الائتلاف السوري الى جنيف مفتقراً الى الاعتراف   به على  الارض . 3-  انجازات الجيش السوري في الميدان خصوصاً في ريف دمشق.
كل هذه الأمور يمكن أن نضعها في صورة واحدة عنوانها تغير في موازين القوى و اعادة تموضع للأطراف الاقليمية و الدولية بناءً لهذه الموازين الجديدة . نحن في حالة استراتيجيه بمعنى أن التراجع الأمريكي في المنطقة هو تراجع أمريكي في العالم أيضاً، تراجع أمريكي في قلب أميريكا أي انعكاس للوضع العسكري و الاقتصادي و لقدرة الولايات المتحدة في أن تكون القطب الواحد , هذه التراجعات ليست مسألة تكتيكية لان هناك تراجع شامل لقدرة الولايات المتحدة في العالم ينعكس في منطقتنا.
و على الصعيد التركي  تقوم انقرة بمناورة استراتيجية نحو التوافق مع شكل التحولات القادمة أي استراتيجية خروج من الأزمة السورية  من أجل البقاء في تركيبة المنطقة، فالاستراتيجية التركية الجديدة ضرورة حتمية تفرضها التحولات الأخيرة, دولياً و اقليمياً. لذلك فهي  اليوم مجبرة على اعادة التموضع السريع و اللحاق بقطار التسوية في المنطقة المتجه نحو دمشق.
إذاً بات تغيير المركب، الذي بدأ يغرق،  أمراً ضرورياً لا بل حيوياً. أنقرة قررت ركوب قطار التسوية في المنطقة القائم على أساس تبني استراتيجية مكافحة الارهاب و التي ستحول تركيا الى شريك اساسي لمعظم دول المنطقة في حربها على الفصائل الارهابية أي تنظيم القاعدة .
وهذا ما يفسر حل عقدة “مخطوفي أعزاز″ بعد أكثر من عام و نصف على اختطافهم و قصف عناصر القاعدة في الأراضي السورية "المسيطر عليها  من قبل داعش" بالمدفعية التركية .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...