في الأضحى.. قريتان يمنيتان تتبادلان الزيارة
تحتفظ قريتا الحقب وخاب، التابعتان لمديرية دمت في محافظة الضالع في جنوبي اليمن، بعادة موروثة منذ عشرات السنين في أيام عيد الأضحى، وتتمثل في زيارة أهالي كل قرية للأخرى لمدة يوم كامل.
ويقوم أهالي إحدى القريتين من الرجال والأطفال بزيارة القرية الأخرى في ثاني أيام العيد، وقضاء اليوم كاملاً فيها، يمارسون خلاله فعاليات مشتركة تتضمن ندوات سياسية ومحاكم شعبية، فيما يرد أهل القرية الثانية الزيارة في اليوم التالي، ليشاركوا في الأنشطة ذاتها.
وبحسب نصر المسعدي، وهو صحافي متابع لتلك الفعاليات، فإن هذه العادات قديمة توارثتها أجيال متتالية في القريتين، ولا تزال الأجيال الجديدة تصر على مواصلتها. ويضيف أن «هذه العادة تعزز العلاقات بين أبناء القريتين، فضلاً عن أنها أصبحت ظاهرة ثقافية واجتماعية على مستوى المديرية يشارك فيها كثيرون من خارج القريتين». وتبدأ مراسم الزيارة بدخول الضيوف منتظمين في صفوف، وهم يرددون أهازيج شعبية، تتناول مستجدات الأوضاع على مستوى المديرية واليمن عامة، ويجتمع أهالي القرية المضيفة لاستقبالهم في أحد مداخل القرية على شكل نصف دائرة.
وبعد وصول الضيوف إلى مكان محدد سلفاً، يبدأون في المصافحة، وتلقى كلمات الترحيب، ثم توزع العصائر والمياه والمشروبات الغازية. وبعد ذلك «يتناول أهالي القريتين وجبة غداء جماعية في مكان واحد»، وفقاً للناشط محمد الأشرف. ويتابع «وبعدها يباشر الجميع المشاركة في مقيل شعبي في ما يعرف بمقايل القات (جلسة موسعة يتم فيها تناول القات)».
وبحسب الأشرف، فإنهم يستمرون في ذلك من الظهيرة حتى المساء، وتتخلل ذلك فقرات ترفيهية، أبرزها إنشاء محكمة شعبية تتألف من شخصيات معروفة ومؤهلة لإدارة جلسات المحكمة، وتستعين بمجموعة من الشباب لتنفيذ أحكامها، وتتوزع الاتهامات التي تبت فيها المحكمة بصورة عاجلة بين قضايا سياسية وأخرى اجتماعية، والجميع معرض للمساءلة من دون استثناء. ويقول فوزي الحقب، وهو المسؤول الثقافي في جمعية «المسار الثقافية»، إن هذه العادات تشهد في الفترة الأخيرة تحديثات تستهدف رفع الوعي لدى المجتمع، حيث أصبحت اللقاءات تتضمن ندوات وجلسات حوارية تتناول أهم القضايا الشائكة، ويشارك فيها سياسيون وأكاديميون ونشطاء من مختلف محافظات اليمن.
السفير نقلاً (عن «الأناضول»)
إضافة تعليق جديد