عروض التفاوض لا تنهي الشلل الأميركي والبنتاغون يدعو موظفيه لاستئناف العمل
ما زال الشلل مستمراً في دوائر الدولة الفدرالية الأميركية وسط اختبار قوة بين الرئيس باراك أوباما والجمهوريين بشأن الميزانية، لكن ذلك لم يمنع البنتاغون من إعلان استدعاء معظم موظفيه المدنيين المقدر عددهم بـ400 ألف شخص لوقف إجازتهم غير المدفوعة واستئناف العمل.
وحذّرت وزيرة التجارة الأميركية بيني بريتزكر أمس، من أن شلل الخدمات الفدرالية الذي دخل أمس، يومه السادس، «يؤثر على قطاع الأعمال».
وصادق مجلس النواب بإجماع أعضائه الـ407 على إجراء يسمح للموظفين الفدراليين الـ900 ألف الذين وضعوا في إجازة غير مدفوعة، بتقاضي رواتبهم بمفعول رجعي عن كل أيام العمل الضائعة عندما ينتهي الإغلاق.
وقبل ذلك، طلب الرئيس الأميركي من خصومه الجمهوريين وقف «هذه المهزلة» وإقرار الموازنة لإنهاء شلل شبه تام في الإدارة. وحمل أوباما بشدة على الجمهوريين في كلمته الأسبوعية عبر الإذاعة والتلفزيون أمس الأول، وتوجه إليهم قائلاً «إذهبوا وصوتوا. أوقفوا هذه المهزلة. إنهوا الشلل فوراً».
واتهم أوباما ما سماه «الجناح اليميني في الحزب الجمهوري»، بإعاقة التصويت على الميزانية في مجلس النواب، الذي قال إن «غالبية أعضائه من الحزبين، مستعدون للتصويت».
وكرر تأكيده أنه لن يخضع إلى الابتزاز، و«لن يدفع فدية في مقابل إعادة تسيير العمل في الإدارة»، مضيفاً «لن أدفع حتماً أي فدية في مقابل زيادة سقف المديونية».
وتابع أوباما «مهما كان الشلل في الميزانية خطيراً، فإن الشلل الاقتصادي الناجم عن التخلف عن السداد سيكون أسوأ بكثير».
وفي زيادة للضغط على الجمهوريين، وجّه وزير الخارجية الأميركي جون كيري تحذيراً من خطر إضعاف الولايات المتحدة في حال طال أمد أزمة الميزانية.
وقال كيري، في مؤتمر صحافي قبل افتتاح أعمال «قمة مجموعة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ» (أبيك) في جزيرة بالي الأندونيسية أمس الأول، «إذا ما طال أمد ذلك، أو تكرر، يمكن للسكان أن يبدأوا بالتشكيك في إرادة الولايات المتحدة في الاستمرار بالوفاء في التزاماتها وبقدرتها على القيام بذلك. لكن ذلك ليس ما هو حاصل ولا أعتقد أنه سيكون كذلك».
إلا أن الجمهوريين نفوا بشدة أن يكونوا السبب وراء هذه الأزمة، حيث قال رئيس مجلس النواب الأميركي جون بوينر، خلال مؤتمر صحافي، إن «الأميركيين لا يريدون شلل دولتهم الفدرالية، وأنا أيضاً. كل ما نطلبه هو الجلوس وإجراء نقاش وإعادة فتح الدولة الفدرالية وإنصاف الأميركيين في أوباماكير».
وردّ أوباما، للصحافيين، «سأكون سعيداً بالتفاوض مع الجمهوريين والسيد بوينر، لكن ليس تحت التهديد»، وذلك أثناء نزهة غير معتادة برفقة نائب الرئيس جو بايدن خارج البيت الأبيض لشراء سندويشات من محل مجاور.
وأعلن البنتاغون في بيان لوزير الدفاع تشاك هايغل أمس الأول، عودة «معظم» الموظفين المدنيين في وزارة الدفاع الذين وضعوا في إجازة غير مدفوعة إلى العمل.
وقال هايغل «اليوم أعلن أنه سيتم الطلب من معظم موظفي وزارة الدفاع المدنيين الذين تم منحهم إجازة طارئة خلال الإغلاق الحكومي، العودة إلى العمل بدءاً من الأسبوع المقبل».
وأوضح هايغل أن المحامين خلصوا إلى أن القانون يعفي من الإغلاق الحكومي الموظفين «الذين تساهم مسؤولياتهم في معنويات ورفاه وقدرات واستعداد عناصر الجيش»، مضيفاً «أتوقع أن نتمكن من خفض إجازات المدنيين في إطار هذه العملية ولكن ليس الانهاء التام».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد