200 عام على ميلاد جوزيبي فيردي
لا يزال بيت الموسيقي الإيطالي الشهير وصاحب «أوبرا عايدة» جوزيبي فيردي في قرية رونكول الإيطالية يشكل مزاراً لمحبيه، كما أصبحت المواقع التي درس فيها أو جلس فيها مقصداً لهم. وصادف يوم أمس في العاشر من تشرين الأول الذكرى الـ200 لميلاد الموسيقي الشهير، وكرمته مجموعة من مشاهير الأوبرا في روسيا بالمشاركة في حفل موسيقي في العاصمة موسكو تضمنت مختارات من كنوزه.
وفيردي هو ابن أسرة فقيرة في قرية رونكول، اكتشف أستاذه في المدرسة موهبته الموسيقية، وتمكن الفتى من دراسة الموسيقى بفضل مساعدة تاجر ثري في القرية يدعى انتونيو باريزي. وأصبح بيت التاجر، الذي يقع في الساحة الرئيسية للقرية «ساحة جوزيبي فيردي»، هو الآخر مقصداً لمحبي فيردي، فبين جدرانه قدم أول عروضه الموسيقية، وفيه كان يدرّس ابنة التاجر مارغريتا، التي أحبها، وتزوجها.
وعاش فيردي حياةً هادئة كمدرس موسيقي، إلا أن الحياة قدمت له الأحزان والأتراح، التي صدحت من صدره بمؤلفات موسيقية سحرت العالم أجمع، فبعد زواجه من مارغريتا انجبا طفلين، إلا أنهما توفيا في مرحلة الرضاعة، ومن ثم فارقت مارغريتا الحياة، لإصابتها بالتهاب في الدماغ.
ووجد فيردي المهرب الوحيد من مآسيه بتأليف الموسيقى، لينهي كتابة «اوبرا نابوكو» في عام 1842، والتي كانت منعطفاً في حياته، فمعها بدأت سمعته كمؤلف موسيقي، ثم كتب «ريغوليتو»، و«الصلوات المسائية الصقلية»، وصولاً إلى درة أعماله «أوبرا عايدة» في العام 1871، ثم «عطيل» في العام 1887.
وكان بإمكان فيردي، بعد الشهرة العظيمة التي حققها، ان ينتقل للإقامة في ميلانو، عاصمة الفنون الموسيقية والغنائية، ولكنه فضل أن يبقى في منطقته، وكانت له بصمات سياسية ايضاً، فهو كان أحد الفاعلين في إعادة توحيد ايطاليا، وكان مناصراً لقضايا الفقراء والمضطهدين.
ويشعر السكان المحليون في قرية رونكول الايطالية، بأن فيردي لا يزال حياً وسطهم، فقال الرسام جان باولو لوريني «فيردي بالنسبة لنا ليس عبقريا موسيقيا فحسب، انه قبل كل شيء واحد منا، وهو عاش بيننا وما زال».
وأضاف «عندما نمر أمام دارته ننظر عسى أن يكون قد استيقظ، وعندما نكون في الساحة نتوجه الى تمثاله بالكـــلام، وعندمــا نتناقش في ما بيننا نتساءل عما يمكن أن يكون رأيه في هذه المســألة أو تلك».
وقال قائد الأوركسترا الايطالي جادر بنياميني (27 عاماً) «فيردي يمثل هويتنا الموسيقية في العالم». وأضاف «لقد ضاع صوت فيردي المتمرد مع هذه الطبقة السياسية، التي تحكم ايطاليا حاليا»، ثم ختم «نحن نحتاج الى فيردي آخر اليوم».
(عن «أنباء موسكو»)
إضافة تعليق جديد