111 مليوناً خسائر شركة الإطارات
بعد الشكاوى من المنافسة وتعثر تسويق الإطارات انتقلت الشركة العامة لصناعة الإطارات «أفاميا» بعد تسويق كامل مخازينها إلى الشكوى من المشكلات الفنية التي تعانيها الشركة .
ومشكلات صعوبة تأمين المواد الخام الأولية وهذا ما تسبب بتراجع معدل تنفيذ الخطة الإنتاجية إلى 35% ولم تعد كميات الإنتاج تتناسب مع حجم طلبات الشراء المقدمة للشركة إذ عجزت الشركة عن تأمين كل طلبات مؤسسة التجارة الخارجية من الإطارات وذلك لزوم التحميل على مستوردات التجار من الإطارات التي تستورد من الدول الأجنبية.
وكانت شركة الإطارات خلال السنوات السابقة قد أفرطت بالحديث عن مشكلة المنافسة والتسويق وأظهرتها على أنها كبرى المشكلات التي تواجه الشركة وأنها مضطرة تحت ضغط تعثر التسويق لتخفيض خططها الإنتاجية بما يتوافق مع حركة تسويق الإطارات لأن مؤسسة التجارة الخارجية لا تلتزم بتسويق منتجاتها من الإطارات وهي الموزع الحصري للشركة وقدمت الإطارات برهاناً على ذلك بأن استجرار التجارة الخارجية من الإطارات لم يتجاوز 15% من خطة المبيعات خلال العام الماضي وعلى الرغم من تخفيض الخطة الإنتاجية لشركة الإطارات إلى الحدود التي تتناسب مع الطاقة التسويقية المتاحة أمام الشركة لم تنفذ الشركة من هذه الخطة الإنتاجية المقررة إلا 35% وهي لا تعادل إلا 18% من الطاقة العقدية لشركة الإطارات مع العلم أن شركة الإطارات كانت قد تخلت عن إنتاج الإطارات السياحية لعدم قدرتها على المنافسة بهذا المجال واقتصر إنتاجها على الإطارات الشاحنة والإطارات الزراعية ومع ذلك لم تتمكن الشركة من المنافسة بهذا المجال رغم أن إنتاجها يشكل أقل من 20% من حاجة السوق المحلية من الإطارات الشاحنة والإطارات الزراعية وهي تبيع أغلب إنتاجها من الإطارات لجهات القطاع العام وبأسعار مقبولة.
وتشير تقارير شركة الإطارات إلى أن خسائر الشركة الصافية بلغت 111 مليون ليرة سورية خلال النصف الأول من العام الحالي بعد أن كانت الخسائر 217665165 ليرة سورية في العام الماضي إذ ارتفعت تكلفة وحدة المنتج النهائية بمعدل 36% 49% وذلك نتيجة زيادة الرواتب والأجور للعمال 1015 عاملاً وبسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية بحدود 11% وانخفاض نسبة تنفيذ الخطة الإنتاجية إلى 35% بالكمية بعد أن ربطت الشركة الخطة الإنتاجية بحركة التسويق وهذا أدى إلى ارتفاع حصة وحدة المنتج من التكاليف الثابتة مع العلم أن هيكل التكلفة الفعلية للنصف الأول من العام الحالي بلغ 76,41% للخامات «مكونات الإطار» و93,35% كتلة رواتب وأجور حيث تحاول شركة الإطارات إعطاء صورة سوداء عن حالة السوق المحلية وضغوط السوق على منتجاتها جراء إغراق الأسواق المحلية بالإطارات المستوردة وذلك بسبب عدم وجود مراكز مراقبة الجودة الفنية على المستوردات بالمنافذ الجمركية والسماح بالاستيراد من غير بلد المنشأ لابل إن شركة الإطارات ذهبت إلى حد اتهام الجهات المستوردة باستيراد الإطارات من المناطق الحرة وبصفقات منتهية الصلاحية وبيعها بأقل من تكلفتهاوهذا ما يجعل السوق المحلية سوقاً لتصريف الإطارات المعيبة والمخازين الراكدة ومنها ما تشترى بأسعار زهيدة بسبب مقيدات التخلص من النفايات الصلبة في البلدان المتقدمة وهذا ما يترافق بضآلة الرسوم الجمركية على حد ما ورد بتقارير شركة الإطارات.
وسبق أن أمضت شركة الإطارات مدة عشر سنوات بالمطالبة بتطوير خطوط الإنتاج وقد عقدت لجان لتطوير عشرات الاجتماعات مع الشركات الأجنبية المعنية بالتطوير وفي مرات عديدة وباجتماعات هذه اللجان مع الشركات الأجنبية كانت الشركات العارضة تسأل اللجان عن مواصفات وقياس الإطارات المطلوب إنتاجها وكانت اللجان تجيب بأنها تريد خطوط إنتاج لقياس المتانة وتحمل سرعات 120كم /سا ثم تعدل اللجان السرعة إلى 160كم/سا ثم 180كم/سا وكان ممثلو الشركات الأجنبية يجيبون بحاضر ولكنهم يعقبون على ذلك بسؤال اللجان هل تعلمون كلفة إنتاج هذه الإطارات وهل تستطيعون تسويقها لديكم وفق التكلفة العملية لإنتاجها وبقيت مداولات التطوير على هذا الشكل إلى أن توصلت شركة الإطارات إلى حقيقة أن تطوير شركة الإطارات بدون الحصول على علامة تجارية «امتياز» من إحدى شركات الإطارات العالمية العملاقة لن يحقق شيئاً للشركة والامتياز يعني أن تحدد الشركة المانحة للامتياز العامل الذي يعمل على هذه الآلة وآلية الإنتاج و.... أي تشرف على العمل بشكل كامل «أي لا نجاح لشركة وطنية صغيرة لصناعة الإطارات» بينما يروي بعض أعضاء لجنة تطوير شركة الإطارات بأن التطوير كذبة كبرى وأن إدارة شركة الإطارات تحاول تبرير عوامل الفشل التي بلغتها الشركة لأن الشركة ليست بحاجة لمنافسة خارجية وعلى سبيل المثال ففي شركة الإطارات تسعة مكابس لإطارات الجرار الزراعي وتم استيراد مكبس آخر في حين لا يعمل على خطوط الإنتاج من هذه المكابس إلا مكبس أو اثنان على أبعد تقدير أي أن التطوير لم يعتمد على بيان تحليلي لواقع الآلات والتخطيط لمستقبل عمل هذه الآلات أي أن القرارات هي قرارات ارتجالية...
المهندس حسين المحمد مدير عام شركة الإطارات قال: لقد واجهت شركة الإطارات صعوبات كثيرة بالتسويق في السنوات الأخيرة الماضية بسبب المنافسة وقد طالبت شركة الإطارات بحماية إنتاجها من الاستيراد كما تفعل الكثير من الدول ولكن لم يستجب لهذا الطلب ولذلك لم يكن أمام الشركة إلا أن لجأت إلى تخفيض الخطة الإنتاجية إلى الحدود التي تتناسب مع إمكانية تسويق الإنتاج ولكن في العام الحالي تمكنت الشركة من تسويق كل مخازينها من الإطارات في الوقت الذي كثرت فيه طلبات الشراء لإطارات أفاميا وكانت أغلبية الطلبات لشراء إطارات شاحنة من قياس 1200/24 وقياس 1200/20 بحيث زاد حجم هذه الطلبات عن الطاقة الإنتاجية للشركة لأن أغلب الجهات التي تستخدم إطارات أفاميا باستثناء الجيش لا تبرمج طلباتها للإطارات على مدار العام وأوضح الحسين أن شركة الإطارات تعاني من صعوبات فنية بسبب عدم تطوير الشركة والمعاناة الأهم هي بصعوبة تأمين مستلزمات الإنتاج من المواد الأولية بسبب قلة العارضين للمواد الأولية التي يتجاوز عددها الـ100 مادة لأن الشركات الأوروبية واليابانية والأميركية والتركية لا تشارك بتقديم عروض وقد لجأت شركة الإطارات في بعض الحالات إلى استعارة بعض المواد من الشركات بالدول المجاورة كما إن الشركات التي تشارك بالعروض وأغلبها صينية وهندية تشترط أن لا يتم الشراء بأسلوب المناقصة بل بالدفع سلفاً بتحويل القيمة.
علي شاهر أحمد
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد