«الرجال لا يولدون بـل يُصنعون»
هكذا قال أجدادنا. وها هو العلم الحديث يثبت مجددا صحّة هذه المقولة القديمة. وإلى من يشتكي، أو تشتكي تحديداً، من ندرة الرجال «الرجال» في أيامنا الراهنة، يقول العلماء ان الرجولة بمثابة «زهرة حساسة» تحتاج إلى عناية، وهي في الوقت ذاته أمر يحتاج إلى جهود جبارة للوصول إليها، عبر عدد غير قليل من السنوات والعقود لتسجيل الإنجازات والمواقف، وعدد أكبر للمحافظة على تلك الإنجازات، وعلى «الرجولة» بالتالي.
في الموروث الثقافي التقليدي، تتحدّد صورة الرجل بعضلاته المفتولة وشنبه «المعكوف» وقدرته العالية على التحمل، فيما انقلبت صورة الرجل، اليوم، رأساً على عقب، وبات مفهوم الرجولة يتحدّد وفقا لوضع الرجل المهني وموقعه وقدرته على حماية أسرته. ومن هنا، فإن خسارته وظيفته، على سبيل المثال، تجعل «رجولته» في مهبّ الخطر.
ما وصل إليه المجتمع اليوم من تأطير لمفهوم الرجولة يفسّر لماذا بات الرجال حساسين إزاء «رجولتهم» أكثر من حساسية النساء تجاه «أنوثتهن»، حيث إن هذه الصفة تصبح هشّة أمام عوامل عدة وتتصدّع بشكل أسرع من «أنوثة» النساء، التي بمجرّد امتلاكهن لها لا يعود من السهل أن تُخلع عنهن.
وفي دراسة أجراها علماء، مؤخرا، طلبوا من عدد كبير من المشاركين من الجنسين تعبئة استمارة تتضمن تسجيل 25 عنصرا تحت عنوان «الرجل الحقيقي هو...» و»الأنثى الحقيقيّة هي ...»، وقد لوحظ أن أغلب المشاركين اختاروا لتعريف الرجل الحقيقي صفات، في حين اختاروا للمرأة أفعالا، مع العلم بأن غالبيّة الصفات التي أسبغت على الرجل كانت صفات عابرة قد يخسرها في أي وقت.
(عن «التايم»)
إضافة تعليق جديد