واشنطن تعمّق الشرخ الفلسطيني بالمال والسلاح
في خطوة تزيد من حدة الانقسام السياسي والميداني بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس امس ان الولايات المتحدة ستستأنف المساعدات «الكاملة» و«الاتصالات العادية» بحكومة الطوارئ التي شكلها سلام فياض، فيما تعهد الرئيس جورج بوش بتقديم «المساعدة والدعم» للرئيس محمود عباس في جهوده «لاستئناف العملية السياسية» مع إسرائيل.
في غضون ذلك، استشهد فلسطيني على الاقل هو جهاد المدهون (45 عاما) واصيب 15 آخرون، برصاص الاحتلال على معبر بيت حانون (ايريز) شمالي غزة، خلال محاولتهم الانتقال الى الضفة. غير ان التلفزيون الاسرائيلي رفع عدد الضحايا الى اربعة.
وافاد شهود ان الجيش الاسرائيلي اطلق النار مرارا في اتجاه مئات الفلسطينيين الذين يريدون الفرار من غزة الى الضفة، ويتجمعون عند المعبر منذ اربعة ايام، الا ان الاحتلال يمنعهم من العبور.
من جهته، قال المتحدث باسم «لجان المقاومة الشعبية» ابو مجاهد ان اثنين من مقاتلي المنظمة اطلقا النار على جنود اسرائيليين على المعبر، فرد هؤلاء باستهداف المدنيين الفلسطينيين. غير ان المسؤول في حماس في شمالي القطاع اياد بوزوم ندد بالهجوم، موضحا ان «ثمة مدنيين على المعبر وهذا قد يسبب مشاكل».
الى ذلك، عصفت تداعيات هزيمة حركة فتح أمام حماس في غزة، بالحركة التي يترأسها عباس، وسط دعوات الى محاسبة كل قادة فتح، بينهم عباس نفسه والقيادي محمد دحلان، فيما رأت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني أن على إسرائيل ان «تنتهز الى اقصى حد» فرصة الانقسام السياسي بين الضفة الغربية وغزة، بينما اعتبر وزير البنى التحتية بنيامين بن اليعزر ان سيطرة حركة فتح على الضفة «تسهم في خلق كيان مختلف تماما فيها». ومنعت اسرائيل مرور البضائع الى القطاع (تفاصيل ص 14).
وقالت رايس ان الولايات المتحدة «ستستأنف المساعدات الكاملة للحكومة الفلسطينية والاتصالات العادية بين الحكومتين»، مضيفة انها قررت «رفع القيود المالية» التي فرضتها على الفلسطينيين بعد فوز حماس في الانتخابات العامة، موضحة ان «هذا الامر سيتيح للاميركيين والمؤسسات المالية الاميركية تطبيع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الفلسطينيين». وأشارت رايس الى انها ابلغت بنفسها هذا الخبر الى رئيس حكومة الطوارئ سلام فياض، عبر اتصال هاتفي.
وكان المتحدث باسم البيت الابيض طوني سنو قد قال ان عباس «شرح» لبوش، خلال اتصال هاتفي بينهما اجراه الرئيس الاميركي واستغرق 15 دقيقة، «الاجراءات التي اتخذها خلال الاسبوع المنصرم من تشكيل حكومة طوارئ وتسمية سلام فياض رئيسا للحكومة، مشيرا الى ان الوقت حان لاستئناف العملية السياسية وفتح القنوات السياسية». اضاف سنو ان «الرئيس (بوش) تعهد بتقديم المساعدة والدعم» لعباس، مشيرا الى انه سيناقش افكار عباس مع رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت خلال لقائهما اليوم في البيت الابيض.
وعقدت حكومة الطوارئ اول اجتماع لها في رام الله امس برئاسة فياض، كان محوره «الوضع الشاذ» في غزة بحسب وزير الاعلام في تلك الحكومة رياض المالكي الذي قال «سنعمل على تقليص هذا الوضع الشاذ وانهائه وسوف نرى الخطوات التدريجية التي سنقوم بها داخل غزة».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد