واشنطن تساهم بمئات الملايين في عملية تدمير «الكيميائي» ودعوة لـ«هدنة» سورية
مع اطلاق دعوة عربية - اسلامية لاعلان هدنة لمناسبة عيد الاضحى، وتصاعد الاشتباكات في اكثر من منطقة في سوريا، وسقوط قذائف المعارضة على مدينة جرمانا المختلطة في ريف دمشق حيث سقط اكثر من 30 ضحية بين قتيل وجريح، كان لافتا دخول الولايات المتحدة من اجل تسريع نزع الاسلحة الكيميائية السورية.
وبينما تبين ان المفتشين الدوليين من لاهاي، قاموا حتى الآن بزيارة ثلاثة مواقع سورية للاسلحة الكيميائية، اقترحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي الاستعانة بوحدة تدمير متنقلة، أميركية الصنع، لتدمير المخزونات الكيميائية السورية.
موسكو، المهتمة أيضا بضمان نجاح تسويتها الكيميائية مع واشنطن، وتقدم مسار إزالة الترسانة الكيميائية السورية، أعلنت، أمس، تقديم أسماء 13 خبيرا روسيا للمشاركة في العملية، لكنها حذرت في المقابل من أن عملية التدمير قد لا تجري بشكل سلس لوجود عدد من مخازن الأسلحة في مناطق العملـيــات القتـاليــة. ودعت إلى عدم إغفال موضوع مؤتمر «جنيف 2»، معتبرة أن فشله سيؤدي إلى عواقب مدمرة في المنطقة.
وفي الوقت الذي اشتعلت فيه المعارك في حمص وحلب، عادت قذائف الهاون لتضرب جرمانا في ريف دمشق. ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله «استشهد 11 مواطنا وأصيب 23 بسقوط 3 قذائف هاون، أطلقها إرهابيون، عند مدخل مدينة جرمانا».
ودعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، في بيان مشترك، القوات السورية والمسلحين إلى وقف إطلاق النار خلال عطلة عيد الأضحى «حقناً لدماء السوريين وللتخفيف من معاناتهم القاسية».
واعتبر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمال الدين إحسان أوغلي أن «إعلان الالتزام من قبل جميع الأطراف السورية المتحاربة بمثل هذه الهدنة يوفر الفرصة لإطلاق بادرة أمل لجميع أبناء الشعب السوري بتحقيق الوقف الشامل لأعمال القتال والعنف، والاستفادة من الجهود، والزخم الدولي المتاح حالياً لترتيب انعقاد مؤتمر جنيف 2 في اقرب الآجال، والبدء بوضع مسار الأزمة السورية على طريق التسوية السلمية».
ووجهت الجزائر نداء مشابها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عمار بلاني إن «الجزائر توجه نداء عاجلا إلى جميع الأطرف المتنازعة في سوريا لحثها على قبول تنفيذ الاقتراح المشترك للجامعة العربية والتعاون الإسلامي بشأن هدنة عيد الأضحى».
وواصل المفتشون المكلفون الإشراف على عملية تدمير الأسلحة الكيميائية السورية عملهم، وذلك بعد انضمام 12 خبيرا إضافيا إلى البعثة.
ورجح المتحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مايكل لوهان، من لاهاي، أن يقوم الخبراء «بزيارات لمواقع جديدة» بعد أن «انهوا أمس (الأول) الزيارة الثالثة لموقع» لم يحدد ما إذا كان لإنتاج السلاح الكيميائي أو تخزينه، موضحا أن المواقع الثلاثة تقع في مناطق تسيطر عليها القوات السورية. وأشار إلى أن 12 خبيرا جديدا انضموا إلى البعثة المشتركة من المنظمة والأمم المتحدة الموجودة في سوريا للإشراف على عملية تفكيك الترسانة الكيميائية «ما يرفع عدد أفراد البعثة الإجمالي إلى 27».
وقال مسؤولون أميركيون، لوكالة «رويترز» أمس، إن البنتاغون اقترح على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الاستعانة بوحدة تدمير متنقلة أميركية الصنع لتدمير المخزونات الكيميائية السورية.
وقال مسؤولان إن وزارة الدفاع الأميركية قدمت معلومات عن الوحدة الثلاثاء الماضي إلى مسؤولين في المنظمة، والمقرر أن تحدد نوع التقنية التي ستستخدم في خطة تدمير الأسلحة الكيميائية. وينبغي على سوريا والمنظمة أن تتخذا قرارا بخصوص نوع التقنية المقرر استخدامها بحلول 15 تشرين الثاني. وسيتوقف نوع التقنية إلى حد كبير على كيفية تخزين الأسلحة الكيميائية. ويمكن للوحدة الأميركية المتنقلة تدمير المواد الكيميائية السائبة، لكن لا يمكنها تدمير الذخائر المحملة بمواد كيميائية.
وقال خبير الأسلحة الكيميائية ديتر روتباتشر، الذي كان يدرب المفتشين في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، «هذا عمل ضخم مشوب بالسياسة إلى حد كبير وتعمل من أجله عدة حكومات. هذه الوحدات ستعمل في سوريا لفترة طويلة».
وقال مصدر انه جرى الاتصال بعدد من الدول بالفعل للإسهام بفنيين من أجل إجراء تجارب على الوحدة الأميركية التي استكملت مرحلة تجريبية في آب الماضي، بعد عملية تطوير استغرقت عاما ونصف عام. ولم يكشف المسؤولون عن تفاصيل مالية ولكن تقديرات روتباتشر تشير إلى أن الوحدة ستكلف على الأرجح «مئات الملايين من الدولارات».
وأكد مسؤول في البنتاغون ان مسؤولا رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية اطلع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على الوحدة الأميركية التي جرى تطويرها في مركز «ايدجوود» الكيميائي البيولوجي التابع للجيش الأميركي. ويقول المركز على موقعه الإلكتروني إنه من الممكن تشغيل الوحدة في غضون 10 أيام من وصولها إلى الموقع. وقال شخص مطلع على الوحدة «في ضوء الوضع القائم على الأرض في سوريا، هذا هو أفضل الخيارات التي يمكن تطبيقها».
ويدير طاقم مؤلف من 15 فردا الوحدة الأميركية. ويقول المركز إن الوحدة يمكنها تدمير ما يصل إلى 25 طنا متريا من المواد الكيميائية يوميا في حال تشغيلها على مدار الساعة.
وقال مصدر في المنظمة، حضر النقاشات، ان «رد الفعل الأولي للمسؤولين في المنظمة مشجع. يبدو الأمر مثاليا، لكننا لا نعرف كيف ستعمل على الأرض، ويجب أن نعرف رد فعل سوريا والدول الأخرى التي تملك مثل هذه التكنولوجيا».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش، في بيان، إن «روسيا قدمت كشفا بأسماء 13 خبيرا روسياً إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي كلفت بتشكيل فرق خبراء نزع السلاح الكيميائي للعمل في سوريا». وأضاف «لا تتوقع روسيا، التي تشارك في عملية إزالة الترسانة الكيميائية السورية، أن تجري هذه العملية على ما يرام، لا سيما ان بعض المنشآت التي تحتوي على أسلحة كيميائية قد تقع في منطقة القتال، وفضلا عن ذلك فإن الوضع في سوريا عامة صعب».
وأعلن لوكاشيفيتش أن «موسكو تأمل في أن يجري تنفيذ البرنامج لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية بالتزامن مع تكثيف الجهود الدولية على الاتجاه السياسي - الديبلوماسي، وتحديدا لعقد مؤتمر جنيف 2 منتصف تشرين الثاني المقبل». وأضاف أن «إحباط المؤتمر سيأتي بعواقب مدمرة لا رجعة عنها، ليس في سوريا بل في المنطقة برمتها».
وتابع «نعرف أن الحكومة السورية حددت أعضاء وفدها المخول بالتفاوض مع المعارضة، أما في ما يخص المعارضة فلا يزال الغموض يكتنف تشكيل وفدها، لأن بعض البلدان تحاول تشكيل هذا الوفد من أعضاء الائتلاف الوطني وحده»، مضيفا «لا يمكن أن تمثل هذه التشكيلة كل أطياف المعارضة السورية الداخلية والخارجية»، معتبرا أن «هذا التوجه يمثل العقبة الرئيسية على طريق عقد المؤتمر».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد