هل ينتصر رامبو على أبي بكر البغدادي؟
في الجزء الأوّل من سلسلة أفلام «رامبو» الذي صدر العام 1982، ظهر البطلُ ناقماً على النظام الذي صنعه، والجيش الذي حوّله إلى وحش. لكنّه في الجزء الثاني العام 1985، تصالح مع سلطته، وتعاون معها لإنقاذ أسرى أميركيين في فيتنام. منذ ذلك الحين، تحوّل رامبو إلى مثال الجندي الأميركي الذي لا يُقهر. في الجزء الثالث العام 1988، انقلبت الأدوار من جديد، وتحالف البطل مع الجهاديين الأفغان ضدّ السوفيات، وقاتل بجانب من شكّلوا الخلية الأولى لتنظيم «القاعدة». كان ذلك الموقف حينها ملائماً للسياسة الأميركية التي رأت «الجهاديين» ثواراً بمواجهة عدوّه الروسي اللدود لينتصر عليه في نهاية الفيلم الذي صوّرت أحداثه بين تايلاند و «إسرائيل».
الآن وبعد 27 عاماً على التحالف الوثيق بين «الجندي الأميركي» و «الجهادي الأفغاني»، وبعد سبع سنوات على الجزء الرابع من السلسلة حول الأزمة في بورما، يعود جون رامبو لخوض حرب جديدة، تدور أحداثها هذه المرة في سوريا والعراق. هذه المرّة، يقرّر الجندي ذو العضلات المفتولة، والذي قهر في أجزاء السلسلة الأربعة السابقة جيوشاً كاملة، خوض الحرب هذه المرة ضدّ «داعش».
بطل السلسلة الممثل الأميركي سيلفستر ستالون (69 عاماً)، أكّد لصحف أميركية وبريطانيّة عدّة أبرزها «واشنطن بوست»، أنّه أوفد فريقاً لاستطلاع معاقل «داعش» في سوريا والعراق، استعداداً لإنجاز الجزء الخامس، من دون أن يكشف تفاصيل إضافيّة عن قصة الفيلم أو تفاصيله. ونقلت صحيفة «ذا ديلي ميل» البريطانية عن الممثّل تأكيده أن «رامبو سيحارب تنظيم داعش الإرهابي»، مشيرة إلى أن هذا الجزء سيكون الجزء الأخير في سلسلة أفلام «رامبو».
وعلى الرغم من عدم إفصاح ستالون عن تفاصيل «رامبو 5»، إلا أن قراءة سريعة في الأفلام الأربعة الماضية وطريقة معالجة المواضيع التي يطرحها يمكن أن تعطي صورة كافية حول طبيعة العمل. فمن دون شكّ، سيتمكن رامبو من قهر «الإرهاب المتمثل بداعش»، ليخرج بعد معارك طاحنة بطلاً قومياً، كما حصل طوال مسيرته النضاليّة التي بدأت في فيتنام، وانتهت في بورما، استمراراً لتلميع صورة الجندي الأميركي الجبّار، مناصر الإنسانيّة.
أعلن صاحب سلسلة «روكي» بأجزائها الستة أنه سيكتب سيناريو الجزء الخامس بعنوان «الدماء الأخيرة»، إلى جانب توليّه الإخراج والبطولة؛ لكنّه لم يحدِّد موعداً للبدء بتصويره أو موعد طرحه في صالات السينما. ذلك ما علقت عليه صحيفة «ذا ديلي ميرور» البريطانية بالقول إنّ «ستالون لا يبدو مستعجلاً، لديه الوقت الكافي». بالتأكيد يملك ستالون الوقت الكافي طالما أن الحرب مستمرّة والدماء ما زالت تنزف، كما أنّه من المبكر استثمار تلك الدماء سينمائياً، في وقت لم يحرز فيه التحالف الدولي ضدّ «داعش» أي انتصار يذكر على التنظيم.
في الأجزاء الأربعة الماضية، «أبدع» ستالون في إبراز قوّة الجندي الأميركي الخارقة، كما نجح في ترسيخ فكرته كمنقذ، محقِّقاً أرباحاً خيالية (حقّق الجزء الرابع من السلسلة إيرادات بنحو 120 مليون دولار، بحسب موقع Imbd). تلك عوامل يبدو أن نجم الأكشن الأعلى أجراً يعول عليها، فكم سيجني من انقلابه على «القاعدة». وهل سيستعيد لقبه من «رامبو العراق» (أبو عزرائيل) القيادي في قوات الحشد الشعبي العراقية الذي ذاع صيته خلال العامين الماضيين؟ أسئلة كثيرة يجيب عليها الفيلم عند إنجازه، فهل سيقهر رامبو أبا بكر الغدادي؟
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد