هل تحل شركات التأمين عقدة نقل الأموال للصرافات الآلية

شهدت الفترة الأخيرة خروج مجموعات بكاملها من الصرافات الآلية من الخدمة في مختلف مناطق دمشق، في ذروة سحب الرواتب والأجور، وحسب مصادر مصرفية فإن المسألة مؤقتة وغير مشيرة إلى مسالة بارزة وهي تقاطع سحوبات رواتب المتقاعدين من مدنيين وعسكريين مع سحوبات رواتب الموظفين على الرغم من أن المصارف قسمت هاتين الفترتين إلى العشرين وحتى الخامس والعشرين من كل شهر للمتقاعدين ونهاية الشهر إلى العشرين منه لأصحاب الرواتب من الموظفين، ولكن ما جرى هو أن الرواتب صرفت باكرا منذ الخامس والعشرين من الشهر الماضي ما سبب الازدحام المضاعف الذي حاولت المصارف التخلص منه من خلال تقسيم فترة سحوبات الرواتب.
ووفقا للمصادر المصرفية فإن السبب الدائم في خروج بعض الصرافات من الخدمة هو عمليات نقل الأموال من فروع المصارف إلى الصرافات الآلية، بالنظر إلى ما يترتب على نقل الأموال من مخاطر محتملة في الظروف الراهنة، ما جعل بعض شركات التامين ترفض التامين على عمليات نقل الأموال، ولاسيما أن الأموال تنقل من صناديق الفروع إلى خزنات هذه الصرافات خلال أوقات الدوام الرسمي فقط، وبالتالي ما من أموال بعد إقفال الفروع لأبوابها.
وقالت مصادر المصرف العقاري: إن خروج هذه الصرافات من الخدمة يعود إلى جملة من الأسباب أبرزها كثافة السحب من هذه الصرافات بالنظر إلى اجتماع سحوبات الموظفين مع المتقاعدين تبعا لكون كتلة ضخمة منهم تسحب رواتبها عبر صرافات المصرف العقاري مشيرة إلى أن عدد الرواتب الموطنة ليس بقليل ويصل إلى نحو 400 ألف راتب للقطاعين العام والخاص، بقيمة تتجاوز 4.5 مليارات ليرة سورية وبالتالي فإن حجم السحوبات يتجاوز حدود التغذية النقدية المسموح بها لكل صراف يومياً.
وتضيف مصادر المصرف العقاري: إن العامل الآخر الذي سبب خروج الصرافات الآلية من الخدمة، هو عدم إمكانية تغذية صرافات المصرف العقاري بشكل دائم، بالنظر إلى أن بعض شركات التامين لا تغطيها تأمينيا في أيام العطل الرسمية، تبعا للتصعيد من المجموعات الإرهابية المسلحة في العطل، ما يجعل من عملية التغطية التأمينية خاسرة بنسبة وسطية بالنسبة لشركات التامين هذه، فتكون النتيجة عدم قدرة فرق التغذية والصيانة على حمل مبالغ نقدية بعشرات الملايين من الليرات السورية لتغذية الصرافات الآلية بها.
واعتبرت المصادر أن الحل يقوم على المراكز التي أقامها المصرف مثل مركز المزة (11 صرافاً) ودمر الجديدة (11 صرافاً) والبرامكة (15 صرافاً) والصالحية (15 صرافاً) وأهمها المركز في أسفل مقر الإدارة العامة للمصرف العقاري والذي يعمل يوم السبت رغم أنه يوم عطلة ويضم ما ينوف على عشرين صرافا آليا، ويمكن المصرف من التامين على الأموال المنقولة في حال تم التوصل إلى تسوية مع شركات التامين المعنية بهذه العملية التأمينية.

مازن جلال خير بك

المصدر: الوطن