نعسان آغا يكرم حسن حميد وكوليت خوري تعانق أمه وزوجته
أضافت مشاركة الدكتور رياض نعسان أغا ـ حضورا وبكلمة في الحفل التكريمي للأديب حسن حميد ـ شيئا مهما للتكريم الذي ناله حميد من الوزارة ومن جمعية القصة والرواية في اتحاد الكتاب العرب.
وبعثت هذه المشاركة الارتياح الكبير لدى الحضور، إذ وصل الوزير نعسان آغا بعد ساعة على بدء الاحتفال وارتجل كلمة تفيض شفافية وأدبا جما، وهذا ليس بالغريب على الأديب والمثقف نعسان آغا.
كذلك كان للعناق، الذي جرى بين الأدبية الكبيرة كوليت خوري وأم حسن حميد وزوجته، بعد انساني، عده بعض الحضور بأنه قبلة لكل أم وامرأة تنجب وتقف وراء أديب أو أديبة.
ومن اللقطات الهامة ما حمله اعتراف حسن لأمه والزوجة من فضل على مسيرته الأدبية.
أما الكلمات التي ألقيت في الحفل الذي أقيم في قاعة المحاضرات بمكتبة الأسد مساء الأربعاء 6 كانون الجاري فكانت على مستوى التكريم وتنوعت المحاور التي تناولته من سيرة ذاتية لحسن حميد (بيبلوغرافيا) قدمها الأديب عوض سعود عوض ـ مقرر جمعية القصة ـ الى قراءة في شخصيات حسن حميد الروائية حيث يغتال الواقع كما قال الناقد المعروف حنا عبود.
أعود لكلمة السيد الوزير حيث اعتبر تكريم الأديب تكريما للأدب والابداع والعطاء، ما يجعل الأدب يزدهر. وتأتي أهمية الأدب من أنه يصور المعاناة وينقلها الى الأجيال القادمة أكثر من الإعلام من حيث الدقة والتأثير.
وقد هنأ الوزير الأديب المكرم وقال: تساءلت، وحسن حميد يعيش معنا هنا في الشام، كيف تنبض قصصه بكل هذه المرارة في المخيم هناك في فلسطين؟ ربما لأن قلبه كان معلقاً هناك، فراح يكتب بلغته السمحة، وبيانهاالناصع المتكئ على فنين ـ فن البيان العربي وفن القص.
لقد علم حميد في قصصه ما كنا نجهله عن عمق حياة الناس في فلسطين ذاك الذي لاتنقله كاميرات التلفزيون وإنما احساس كاتب موهوب وأديب بارع.
وحميد جديرا أبن يكرم لأنه جسّد لنا صفحات جديدة في أدب المقاومة والنضال الفلسطيني وحفظ للأجيال القادمة صور المعاناة التي يرزح تحتها الشعب الفلسطيني.
الدكتور حسين جمعة ـ رئيس اتحاد الكتاب العرب ـ لفت الى أهمية تكريم الأدباء لأن مثل هذا التكريم ليس للأديب فحسب بل للأدب عامة وللناس الذين هم غاية الأدب ويجب تكريسه.
وقال رئيس اتحاد الكتاب العرب: إن ترشيح جمعية القصة والرواية هذا العام الكاتب حسن حميد لتكريمه هو ترشيح موفق لأن هذا الكاتب تبنّى هموم الأمة الوطنية والقومية.
واعتبر جمعة أن ما يكتبه كاتب عن شعبه هو التقاء بين النضال والأدب.. وكان التقاؤه بأبناء وطنه التقاء الفرع بالأصل وتكريس معنى النضال من خلال الأدب.
وقال جمعة: حين كان حسن حميد يعرض لنا ما يشبه السيرة الذاتية والجمعية لم يكن منه ذلك استحثاثا لبسالته وتسجيلا لفتوحاته أوتصويرا لمناقبه، بل كان ذلك منه تأكيداً لبراءة الطفولة المتعبة من الهم الوطني الذي مازال يلاحقه حتى اليوم.
وقد كانت الكلمات التي ألقيت شهادة أدباء وكتاب بزميل قدّم للأدب العربي ومازال الكثير.
يختصر عوض سعود عوض التعريف بحسن حميد: انه فلسطيني الهوى والانتماء، والمولد 1955، يكتب الرواية والقصة والمقالة الأدبية والنقد، رئيس تحرير سابق لجريدة الاسبوع الأدبي وهو الآن رئيس تحرير مجلة الموقف الأدبي.
د.خليل الموسى قال: حسن حميد لا تعرفه إذا لم تتعامل معه مباشرة.. هوفنان صالح للعمل ضمن الجماعة، إذاكانت الفرقة متوائمة في عزفها، ولكنه يميل الى التقاسيم الفردية وينسحب بلباقة إذا أدرك بأن نشازا يصدر عن هذه الجماعة.
الأديب غسان كامل ونوس، قال: لم يكتف المبدع حسن حميد بالوقوف على المشاهد وهي متزاحمة، ولا على رصد الاحداث وهي كثيرة ومفجعة، ولاعلى نقل التفاصيل وهي وافرة ومعبرة بل دخل الى خلفية الصورةوجال فيما وراء الوقائع والمواقف وأوغل في اعماق العناصر والكائنات وكاثف الاصداء ولامس المواجع وظهّر الزفرات.
وأضاف ونوس: أن نكرم حسن حميد فإننا نكرم الهمة العالية والهم الوطني والانساني والقضية الفلسطينية التي وهبها الكثير الكثير من عمره.
وفي كلمة عادل أبو شنب ـ التي لم يتمكن من القائها بسبب وعكة صحية ـ قال الروائي أبو شنب: إن حسن حميد عندي ثلاثة: واحد إنسانى والثاني وطني بامتياز، والثالث محلي دؤوب.
وروى قصة فتاة خاوت حسن حميد تعبيرا عن انسانيته.
الأديبة كوليت الخوري ارتجلت كلمة اشادت فيها بصفات الأديب حسن حميد وبينت كيف تعرفت اليه.
رشاد أبو شاور قدّم أهم اعمال حسن حميد الروائية بعد انتقاله من القصة القصيرة اليها ، وحمل الى حميد أجمل تحيات روائيين وقصاصين فلسطينيين وأردنيين وعراقيين التقاهم أبو شاور في عمان، وغياب إخوة حسن داخل وطننا فلسطين.
حسن حميد المكرم قال:
أبوان أميان دفعاني لكي أكون من القارئين.. وعشاق وعاشقات دفعوني كي أكون مرآة لهم عبر الكلام الجميل.. ومقابر وشهداء وأمهات مفجوعات بالفقد، وندابات حيارى وأيتام شقفت أرواحهم غيابات الآباء الطوال، وبلاد نداهة محجوبة بكف كبيرة سوداء وأحزان عميقة أوقدها الحنين، ومخيم طارئ في كل شيء.. انه نبت شيطاني لا اشجار له.
ومن الشهادات التي لم تتل ما كتبته غادة الأحمد في حسن حميد، فهو مثل مياه نهر يتسرب فيك، يدفعك الى قراءته بنظرة تبدد السكون فيك وتحرضك على أن تختاره ليكون خير جليس.
تكريمك تكريم لكل فرد فينا في اتحاد الكتاب العرب، وتكريم للأدب والابداع في شخصك، وتكريم لفلسطين الحبيبة في نتاجك.
رياض طبره
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد