معتقلة عراقية تروي تجربتها في سجون الاحتلال
يروي كثير من العراقيين الهاربين من جحيم الموت في بلادهم المزيد من التفاصيل حول معاناتهم، خاصة إذا ارتطبت تلك المعاناة بسجون الاحتلال الأميركي.
تروي (ج) تفاصيل عاشتها شخصيا في سجون الأميركيين بالعراق وتحدثت عنها مرارا، لكن دون أن تجد من يهتم بها كما تقول.
(ج) المقيمة في إحدى ضواحي دمشق مع ابنتها منال وابنها عبد الله وزوجته، اعتقلت بتهمة "تموين وإمداد المقاومة" مدة سبعة أشهر في نهاية عام 2003 كانت كافية لتغيير مسار حياتها وتحولها إلى ناشطة أسهمت في تشكيل "رابطة المعتقلات العراقيات".
لا تمل (ج) من الحديث عن معاناتها في معتقل المطار الذي أمضت فيه أسابيع تعرضت خلاله لكل صور التعذيب الجسدي والنفسي عبر الرش بالماء المثلج وقلع الشعر من جذوره والتعرض للأصوات العالية منتصف الليل، وصولا إلى الضرب الذي أدى إلى كسور في أضلاعها ومشط قدمها لا تزال آثاره بادية حتى اللحظة.
بين معتقل المطار وأبو غريب كانت هناك محطة في سجن "التسفيرات" في الصحة، وتقول "كان العدد قليلا.. 26 امرأة".
وتضيف "حجزنا في مكان تحت بناء تعبث فيه الفئران وتخرج منه روائح الرطوبة والعفونة".
في هذه المدة القصيرة لا تنس (ج) امرأة شابة اغتصبها الجنود 17 مرة في ليلة واحدة!! وتقول إن السجينات لم يعرفن شيئا عنها، فقد كانت سرا كبيرا: من أين جاؤوا بها؟ وإلى أين أخذت؟ أو حتى ما هي تهمتها؟ وتضيف "كل ما أعرفه أنها كانت امرأة صامتة طوال الوقت ولا تتحدث إلا فيما ندر".
الوضع في سجن أبو غريب حيث نقلت (ج) وابنتها لم يكن أحسن حالا. تقول "أمضينا فيه ستة أشهر لم نر بعضنا خلالها، وتعرضت وابنتي كما علمت حين خروجنا لكل صور التعذيب".
وتروي كيف خدع المحقق ابنتها في إحدى الزنزانات المجاورة بتهديده قتل الأم إن لم تعترف البنت، وبالفعل أطلقوا النار في زنزانة مجاورة لإيهامها بذلك.
وتضيف "كانت لحظات رهيبة عاشتها ابنتي لأيام وهي تعتقد أنني قتلت، إلى أن جرها جندي بحجة أنه يضربها ليريها أمها للحظات سريعة من نافذة باب الزنزانة وينهي ذلك الكابوس".
أكثر ما كان يرهب الأم كما تقول هو الخوف من اعتداء الحراس على ابنتها، وتضيف "عشت لحظات رهيبة من القلق لم يفارقني إلى يوم إطلاق سراحنا جراء تداعيات الفضائح المشهورة التي طالت المساجين في أبو غريب".
التفاصيل التي ترويها (ج) جزء قليل من جبل كبير تحمله المعتقلات العراقيات كما تؤكد رئيسة هيئة إرادة المرأة العراقية هناء إبراهيم، وتلفت إلى أن المعتقلات يهدَّدن ساعة خروجهن من التفوه بأي كلمة في الخارج بالتعرض لهن ولأهلهن، الأمر الذي يجعل الكتلة الكبيرة منهن صامتات.
وقالت "إن الهيئة تحركت حسب إمكاناتها عبر مظاهرات أمام دور المساجد والكنائس ووزارة حقوق الإنسان من أجل إطلاق سراح النساء المعتقلات. كما تم عرض سيرة لمعاناة 13 امرأة عراقية تهمتهن أنهن بعثيات وتعرضن للتعذيب والإذلال.
(ج) وعشرات النساء في رابطة المعتقلات العراقيات بدأن مشوارا جديدا وصعبا لفضح تلك الممارسات ولفت انتباه العالم إلى المعاناة التي تعرضن لها وكثير غيرهن ممن لا يزلن صامتات حتى اللحظة ومعظمهن يعشن داخل العراق ويخشين الانتقام.
محمد الخضر
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد