معان: إعلان مكرر للذبح والشهود صامتون
ثائر العجلاني: لم يكن المشهد غريباً على فراس، فذاكرته اختزنت ماهو أقسى يوم ذبحت والدته وشقيقاته الثلاث العام الفائت.
يقول «فراس»: اعتدنا ان تسيل دماؤنا بعد التكبيرات التي يطلقها التكفيريون أعداء الله، وما حدث لنا في معان يعتبر الهجوم الثاني وسط صمت من يرفعون راية العدالة وحقوق الانسان.
يأخذ نفساً عميقاً، ثم يتابع «المجزرة الأولى كانت عندما هاجمنا التكفيريون بتاريخ ٢٤-١٢-٢٠١٢ حيث استغلوا عرساً اقيم في الحارة الشرقية ليدخلوا ويتمركزوا بعده سراً في بعض البيوت، ويشنوا بعد ثلاثة أيام هجوماً ادى لذبح العشرات من المدنيين وسط صمت وتهميش لنتائج هذه الحادثة المروعة.
فقد فراس والدته و أربعة من اخوته وابن عمه في المجزره الاولى، حيث قضوا ذبحاً ولم يستطع استلام الجثث لدفنها الا بعد أسبوع ما ادى لتحللها وتشويهها.
يصف فراس يوم المجزره الأولى بغضب وكأنها تحصل مجدداً أمامه «اختبأت أمي واخوتي في الطابق السفلي من الدار، دخل المسلحون الى البيت، قطعوا يدي ابن عمي وذبحوا والدتي واخوتي .. دماءهم سالت في كل مكان وروت ارض الدار» ..
يتحول الغضب الى حزن عميق، يحني رأسه محاولاً إخفاء الدمعة واستعادة رباطة جأشه، يمسح عينيه ويرفع رأسه الى الأعلى كمن يحاول تذكر تفاصيل هربت من مشهد في خلفية الصورة «بعد اسبوع استطعنا استلام الجثث ودفناها في بلدة «سلحب» كانت امي «ختياره» طيبة، وأقصى امنياتها أن تخبز للضيعة على التنور مطلع كل فجر.
فراس الشاب الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره، أصيب أيضاً في المجزرة الثانية التي وقعت بتاريخ ٩-٢-٢٠١٤ وهو شبه مقعد الان.
إضافة تعليق جديد