مطاردة بين سائقين تنتهي باللكمات وإصابة سيدة بنوبة خوف
انتهت مطاردة بين سائقي مكروباصين أمس بتوجيه اللكمات والشتائم وتحميل مسؤولية ما جرى للطرف الآخر في حين وصل الأمر لمشاركة بعض الركاب من المكروباصين في المشاجرة ولم يوقفهما إلا تدخل المارة من سائقين وركاب وعاملين في الشركات والمحلات الموزعة على الطريق لحل النزاع إضافة لنوبة الخوف التي أصابت إحدى السيدات في المكروباص.
على طريق الغوطة الشرقية صباح أمس لم يرق لأحد السائقين أن ينتظر المكروباص الآخر ليتجاوز سيارة أمامه فما كان منه إلا أن انطلق في محاولة لتجاوز تلك السيارة التي كانت تتجاوز سيارة أخرى على طريق واحد باتجاهين ولا يكاد يتسع في بعض مناطقه لسيارتين فما كان من السائق الأول إلا توجيه الزمور له لمنعه من التجاوز منعاً للخطر فما كان من السائق الثاني إلا إطلاق بوقه الهوائي ولتبدأ بعد ذلك لعبة القط والفأر بين السائقين وخاصة ما يسمى بالعامية «الكسر» على الطريق الممتد من مفرق قرية بالا ولينتهي قريباً من مفرق المليحة وخلال تلك المسافة كان الركاب يتمسكون بالمقاعد ويصرخون على السائق بالتوقف عن ذلك في حين تدفعهم الحركات الشرسة من السائقين إلى الاندفاع داخل المكروباص من طرف إلى طرف في دون قدرة على الثبات ليكونوا قريبين جداً من الوقوع في حادث قاتل والذي كاد يودي بالمكروباصين للتسبب بحوادث مميتة.
المطاردة لم تنته إلا بعد أن كانت إحدى الشاحنات تقطع الطريق عرضاً للدخول إلى إحدى الشركات على الطريق ما دفع بالسائقين للتوقف والنزول من المكروباصين وبدء تبادل اللكمات والشتائم في حين بدأ ركاب المكروباصين تسجيل أرقام المكروباصين لتقديم شكوى بحقهما على ما ارتكباه من قيادة رعناء وتعريض حياتهم للخطر حتى إن أحد ركاب المكروباص صرخ على السائق أنه سيشتكي عليه إذا لم يقم بتقديم شكوى على السائق الآخر.
وأما السيدة فقد أصابتها نوبة من الاختناق والبكاء رافقها احمرار شديد في الوجه ومحاولات فاشلة للإقياء ما دفع الركاب إلى مساعدتها ومحاولة تهدئة روعها في حين ركب كل من الطرفين المكروباص خاصته متوعدا الآخر بحل الخلاف في مركز الانطلاق.
عرف قانون السير التجاوز بأنه تخطي مركبة لأخرى باتجاه واحد أو تخطي مركبة لمستعملي الطرق ويعاقب قانون السير من يقوم بتجاوز مركبة وهي في حالة تجاوز مركبة أخرى بغرامة مقدارها 7000ل. س إضافة إلى إزالة المخالفة (التي تقتضي طبيعتها ذلك) وحسم ست نقاط ووفق قانون السير فإن مرتكب مخالفة- القيادة الرعناء مما يخل بالطمأنينة وبسلامة مستعملي الطريق كالإقلاع المفاجئ والتشحيط والدوران المتكرر يعاقب بالحبس من عشرة أيام وحتى الشهر وبغرامة مقدارها 15000ل.س وبحجز المركبة حتى إزالة المخالفة وحسم ثماني نقاط كما ينص قانون السير على أنه يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر وحتى السنة وبغرامة من 50000 وحتى 100000ل.س وبوقف العمل بإجازة السوق لمدة سنتين تبدأ بعد تاريخ تنفيذ الحكم المبرم، إذا تسبب سائق المركبة أثناء قيادتها بوفاة إنسان أو إحداث عاهة دائمة نتيجة ارتكابه إحدى مخالفات السير المنصوص عليها في هذا القانون.
وفي الوقت الذي يسأل فيه مرتادو الطريق عن غياب شرطة المرور عن الطريق وأهمية وجود عدد كاف من الدوريات على طول الطريق لمنع أي تجاوزات يقوم بها السائقون والتي يتمثل أصغرها في عدم وضع حزام الأمان والتجاوز الخطير والسرعة الجنونية واستغلال الركاب فإنها ليست المرة الأولى ولن تكون المرة الأخيرة التي تحصل فيها مثل هذه الحادثة وإن كانت عواقبها خفيفة هذه المرة لكن لا أحد يمكن أن يتكهن بنتيجة حادثة أخرى مشابهة وكم عدد المواطنين الأبرياء الذين يمكن أن يفقدوا حياتهم جراء تلك الممارسات أو ما يمكن أن يخبئه القدر لمن يقع في براثن تلك الممارسات الطائشة وخاصة في ظل غياب شرطة المرور عن الطريق الخطير وخاصة بعد مفرق المليحة حيث لا يخفى على أحد الازدحام المستمر على ذلك الطريق نتيجة كثرة السيارات التي تستخدمه على مدار الساعة في حين لا تنتشر دوريات شرطة المرور في الأيام العادية باستثناء أيام العطل وليجد السائقون في الطريق المكان المناسب لعرض مهاراتهم في تجاوز قانون السير.
فادي مطلق
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد