مصريون يطلبون إقالة شيخ الأزهر لجلوسه ثانية مع بيريز
يواجه شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي مطالبات برلمانية بعزله من منصبه بعدما ظهر ثانية إلى جانب رئيس الكيان الإسرائيلي شيمون بيريز خلال مؤتمر حوار الأديان الذي انعقد في كازاخستان بداية الشهر الجاري.
وطالب سبعة نواب على الأقل بعزل طنطاوي من رئاسة الأزهر بعد مساءلته في البرلمان، مشيرين إلى أن هذا الحادثة تأتي بعد أقل من عام من المصافحة الشهيرة بينه وبين بيريز في مؤتمر حوار الأديان بنيويورك في نوفمبر الماضي.
وتقدم النواب بطلبات استجواب عاجلة لرئيس الوزراء المصري أحمد نظيف، بصفته وزير شئون الأزهر، كما طالبوا بمساءلة الشيخ طنطاوي ووزير الأوقاف الذي حضر الجلسة إلى جانب الرئيس الإسرائيلي على منصة واحدة، وهو ما اعتبره النواب تلميح إلى تطبيع محتمل بين دولة الاحتلال وأعرق مؤسسة دينية في العالم الإسلامي.
ومن المستبعد أن توافق الرئاسة المصرية على عزل طنطاوي الذي يحظى بدعم كبير من جانب الرئيس المصري حسني مبارك.
وأظهرت صور نشرتها صحيفتان مصريتان الأحد الشيخ سيد طنطاوي ووزير الأوقاف محمود حمدي زقزوق يجلسان على منصة واحدة إلى جانب بيريز، لكن الكاميرات لم تلتقط هذه المرة أي مصافحة بين طنطاوي وبيريز، كما لم ترد أنباء عن حديث مباشر دار بينهما.
والإثنين امتد الجدل إلى خارج البرلمان، ونظر الشارع المصري باستهجان للموقف الجديد الذي سجله طنطاوي، وتساءل بعضهم، لماذا لم ينسحب على الأقل مثلما فعل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر دافوس الذي انعقد بسويسرا في شباط فبراير الماضي، غداة المحرقة الإسرائيلية في غزة.
وانتقد النواب بشدة ماحدث "ودماء أهالي غزة لم تجف بعد مذبحة غزة، وأن يجلس شيخ الأزهر بجوار سفاح ملطخة يده بدماء العرب والمسلمين".
واعتبر النائب في البرلمان مصطفي بكري ما جرى بأنه "فضيحة بكل معني الكلمة"، وانتقد بشدة جلوس "رمز المؤسسة الدينية الرسمية المصرية التي من المفترض أن تكون حصنًا منيعًا ومنارة للمسلمين، مع السفاح بيريز قاتل الأطفال في قانا 1999 وجزار فلسطين".
وقال بكري في تصريحات صحفية نشرت الإثنين إن "شيخ الأزهر بعد المصافحة الفضيحة السابقة عندما صافح بيريز على هامش مؤتمر حوار الأديان في الأمم المتحدة عاد ليجلس معه على المنصة كأنه يعلن للعالم أن الأزهر يعترف بالكيان الصهيوني، مع أنه يعلم أن هذا مؤتمر لحوار الأديان لا للخطب السياسة أو التطبيع"، مشيرًا إلى أن حضور بيريز المؤتمر "كان يجب أن يقابل بانسحاب شيخ الأزهر ومقاطعته، إلا أن شيخ الأزهر قدم نموذجًا صدم المسلمين".
وكان طنطاوي قد صافح بيريز عندما التقاه في مؤتمر حوار الأديان في نيويورك نوفمبر الماضي. ورد طنطاوي على منتقديه بأنه لم يكن يعلم شخصية بيريز، كما قال عبارات اعتبرت مسيئة للقضية الفلسطينية، وهو ما أثار غضبا شعبيا واسعا.
وقال طنطاوي ردا على الانتقادات الكثيرة التي استهدفته، إنه لا يعرف الرئيس الإسرائيلي ولا يعرف شكله.
ويعتبر بيريز البالغ من العمر 88 عاما، من أكثر زعماء إسرائيل شهرة، ويعتبر من مؤسسي الكيان عام 1948 وشارك في جميع المذابح التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين والعرب.
ويؤكد مراقبون أن طريقة المصافحة التي جمعت بيريز وطنطاوي تدل على أنهما يعرفان بعضهما جيدا، وليس كما دافع شيخ الأزهر عن نفسه.
وكانت تقارير صحفية قد أشارت إلى الشيخ طنطاوي استخف بالانتقادات التي شنها عليه الخريف الماضي التيار المناهض للتطبيع واعتبرها "انتقادات سخيفة وأتفه من أن يرد عليها".
أحمد الشريف
المصدر: العرب أون لاين
إضافة تعليق جديد