مسيحيو سوريا يهاجرون .. وروسيا وجهة لـ 50 ألف منهم
لفت رئيس أساقفة حلب للأرمن الكاثوليك المطران بطرس مراياتي الى أن "إشاعة انتشرت بين الناس في الآونة الأخيرة عن أن سبع عشرة دولة قد فتحت أبوابها أمام اللاجئين السوريين، مما شكّل دافعا قويا لكثير من المواطنين والمسيحيين أيضا لترك البلاد".
وأشار في تصريحات لوكالة أنباء "فيدس" الفاتيكانية إلى أن "الأمر لا يتعلق في الوقت الراهن بنزوح جماعي، بل بظاهرة تشمل عددا متزايدا من الأسر".
وأكد السقف السوري أن "الأغنياء المسيحيين رحلوا بالفعل، في حين ما يزال الوضع بالنسبة للآخرين خطيرا، فضلا عن الكلفة العالية لأي محاولة لترك البلاد، حيث يلزم الكثير من المال، لكن أولئك الذين وصلوا إلى لبنان يتقدمون بطلبات لجوء للأمم المتحدة، واثقين أن طلباتهم ستلبى على وجه السرعة".
ووفقا للمطران مراياتي، فإن "الوضع السوري يزداد تعقيدا باستمرار، فعلى سبيل المثال، إلى جانب المسيحيين الذين يتركون حلب، هناك من يعود إليها بعد أن كان قد التجأ إلى منطقة اللاذقية الساحلية، كونه لم يعد لديه المال لدفع الإيجار، وربما لإرسال أبنائه إلى المدارس التي اعيد فتحها".
وقال "حتى فكرة وجود جبهة موحدة من الميليشيات المعارضة تقاتل ضد النظام، أصبحت تبدو بالية الآن، لأن صفوف المسلحين تضم الكثير من الفصائل التي تحارب بعضها البعض".
واضاف الأسقف الكاثوليكي أن "السكان لم يروا حتى الآن سوى الحد الأدنى من المساعدات الملموسة، فتكلفة الغذاء تزداد باستمرار، إلى جانب إنقطاع الكهرباء والمياه عن العديد من الأحياء، فنحن نمضي معظم الوقت في توزيع المواد الغذائية والضروريات الأساسية على الأسر التي تطلب المزيد منها باستمرارا دائما".
وإختتم بالقول "وكل هذا يجري في ظل مواصلة القصف والانفجارات في المناطق النائية والضواحي، والذي استمر دون انقطاع طوال نهار أمس أيضا، اليوم الأول من عيد الأضحى".
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان "حوالي 50 الف سوري مسيحي طلبوا الجنسية الروسية كحماية من العنف الذي يرتكبه مقاتلو المعارضة في سوريا".
وكتب هؤلاء المسيحيون السوريون، من سكان منطقة القلمون على بعد 90 كلم شمال دمشق، في رسالة سلمت للوزارة عبر "قنوات دبلوماسية" بحسب البيان ان "هدف الارهابيين المدعومين من الغرب هو الغاء وجودنا هنا بافظع الوسائل بما في ذلك القتل الوحشي للمدنيين".
واكدوا في الرسالة ان "روسيا تواصل اتباع سياسة حازمة لحماية سوريا وشعبها ووحدة اراضيها ويعرف مسيحيو الشرق ذلك منذ قرون : لا احد يحمي مصالحهم اكثر من روسيا".
واضافوا "بما ان القانون السوري يسمح بالجنسية المزدوجة قررنا ان نطلب الجنسية الروسية، فروسيا ستحمينا اذا كنا مهددين بالتصفية الجسدية من قبل الارهابيين".
وشدد المسيحيون على "أنهم جميعا لا يريدون ترك منازلهم ولا يريدون مساعدات مالية، بل يطلبون حمايتهم من مؤامرة الغرب وكراهية المتطرفين".
وتعرض المسيحيون في سوريا منذ بداية الأحداث لملاحقة من قبل مسلحي المعارضة (الذي يغلب عليهم الطابع الإسلامي المتشدد)، ما دفع قسم كبير منهم لمغادرة مناطقهم، التي تعرضت للسرقة والتدمير، في حين تعرض عدد منهم للخطف والاغتيال.
المصدر: الخبر
إضافة تعليق جديد