لقاء شبابي عربي إسرائيلي على هامش مؤتمر حائزي نوبل
انتهزت الشابة الفلسطينية نسرين شاهين أول فرصة أتيحت لها للرد على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمام المشاركين في مؤتمر حائزي جائزة نوبل في الأردن عن معاناة "الإسرائيليين من احتلالهم لفلسطين".
وقالت شاهين "استفزني كثيرا كلام إيهود أولمرت عن آلام الإسرائيليين جراء ما يتعرضون له من إرهاب من جانب الشعب الفلسطيني"، وزادت "انتهزت فرصة وجود جلسة لنا لنتحدث خلالها مباشرة بعد حديث أولمرت لأقول للمشاركين بأن ما تحدث عنه أولمرت من إرهاب وتطرف حسب وصفه، ما هو إلا مقاومة طبيعية للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وممارسة الحصار والقتل اليومي بحقنا".
حديثها هذا جاء في حلقة نقاش تحدث خلالها شبان الدول المذكورة مع إسرائيليين عن آمالهم بمستقبل جديد لمنطقة تعصف بالحروب.
ونسرين شاهين طالبة في جامعة القدس تشارك ضمن مجموعة من الشبان من الأردن وفلسطين ومصر والكويت والسعودية والمغرب ولبنان إلى جانب شبان من إسرائيل لرسم "ملامح شرق أوسط جديد ينتهي للتعايش والسلام".
وفي هذا الإطار يقول الشاب الأردني غيث القرشي إن الفرصة كانت ذهبية لشباب عرب أن يلتقوا هذه النخبة من المبدعين الحاصلين على جوائز نوبل ونقل صورة الرغبة في التعايش والسلام.
القرشي أقر بأن هذه الرؤية أقرب إلى الحلم، لكنه أكد أنها "الحل ليعيش الجميع بسلام"، وزاد "ركزت في مداخلتي على أهمية التعليم في بناء الأجيال المؤمنة بالسلام من خلال النهضة المعرفية التي ستطرد الإحباط الموجود في نفوس شباب المنطقة".
ولفت إلى أن الإحباط مصدره أن عملية السلام في المنطقة لم تأت إلى الآن بمخرجات تنتهي للمقدمات التي بدأت من أجلها وهي إنهاء الاحتلال الاسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية.
لكن هذه الرؤية لا تبدو موحدة لجميع الشبان العرب، فبينما تحدث الفلسطينييون والأردنيون عن إمكانية التعايش والحوار مع الإسرائيليين، رفض مشاركون من السعودية والكويت ولبنان تقبل مجرد فكرة "مصافحة" الشبان الإسرائيليين.
إحدى المشاركات من دولة عربية -فضلت عدم ذكر اسمها- قالت إنها حضرت إلى البتراء لنقاش أبرز المبدعين في عالم اليوم "وليس لمناقشة فرص تعايش تبدو مستحيلة مع الإسرائيليين"، وزادت "فرص التعايش تبحث بعدما تعترف إسرائيل بأن هناك شعبا فلسطينيا له الحق في أرضه".
داليا اللبدي وهي طالبة ماجستير وناشطة في منظمة "صوتنا فلسطين" رأت أن الفلسطينيين الذين قبلوا بالعيش في دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وافقوا على ذلك لأنهم سئموا حياة القهر اليومي ويرغبون في وضع حد لمعاناة مرعبة يعيشونها يوميا.
وقالت اللبدي "لا يجوز السماح للإسرائيلي أن يتحدث عن معاناته من إرهابنا بينما لا تجد 130 ألف عائلة فلسطينية اليوم أي دخل يومي جراء الحصار الإسرائيلي والدولي ضدنا".
وأضافت أن عددا من المشاركين العرب تفاجؤوا من الوجود الإسرائيلي وبالتالي رفضوا فكرة التطبيع معهم، وطالبت بأن لا يتاح للمسؤولين الإسرائيليين الحديث في مثل هذه المؤتمرات دون عرض وجهة النظر الفلسطينية على الأقل.
لكن أغلبية الشبان الموجودين قدروا بشدة إتاحة الفرصة لهم لحضور هذا المؤتمر وعرض رؤيتهم أمام كبار المبدعين في العالم، وهنا يلفت غيث القرشي إلى أن الشبان العرب تحدثوا بحرية كل حسب قناعاته دون فرض أو وصاية من أحد، ما أظهر التنوع الإيجابي كما يقول.
محمد النجار
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد