قوات الجيش ترابض في السحل والجراجير والمسلحون يتحصنون في مغاورالقلمون وتمديد هدنة حمص 3 أيام
حالة من الترقب وحبس الأنفاس تعيشها جبال القلمون مع انطلاق المرحلة الثانية من المعارك بين الجيش السوري والمسلحين، الذين يؤكدون أن جبهة يبرود لن تكون كغيرها، فخيارات المواجهة تختلف عن كل المناطق السابقة ما يعني أن المعركة لن تكون سهلة في آخر معاقل المقاتلين في المناطق الجبلية حول العاصمة.
وأشار «المركز الإعلامي في القلمون» المعارض الى غارات جوية على مزارع ريما المحيطة بيبرود التي تعرضت بدورها لقصف مدفعي وصاروخي استهدف احدها مقراً لـ«جبهة النصرة» بحسب قناة «الميادين» وسط إغلاق لكافة منافذ البلدة باستثناء ما يتصل بالأراضي اللبنانية.
وبثت قناة «المنار» صورا مباشرة من بلدة جراجير القريبة من يبرود، تظهر انتشار عناصر القوات السورية في البلدة ما يؤكد اقتراب التقدم البري، وهو ما اعتبره الناشطون انتصاراً إعلاميا على اعتبار أن البلدة خالية تماماً من السكان والمقاتلين، كما تحدثوا عن نزوح كثيف للأهالي باتجاه عرسال اللبنانية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وحدات من الجيش تقدمت باتجاه بلدة السحل، وعلى الطريق إلى المشرفة، فيما استهدفت تجمعات للمسلحين في جرود مدينة قارة، بينما بقي الطريق الدولي بين دمشق وحمص، والذي يمر بمختلف بلدات ومدن القلمون سالكاً من دون أي معوقات.
وتشير مصادر ميدانية إلى ان معركة يبرود هذه المرة لا تشبه أي مواجهة سابقة في مناطق القلمون، فخلافاً لدير عطية وقارة والنبك لا تطل يبرود مباشرة على الطريق الدولي، وهي محمية بين الجبال وضمن كهوف ومغارات صخرية ضخمة، ما يعرقل العمل العسكري بشكل كبير، يضاف إلى ذلك حجم التحصينات التي عمل المسلحون على إنشائها في البلدة، وتخزين كميات كبيرة من الأسلحة بما فيها مضادات الطيران.
ورغم سيطرة القوات السورية على مساحات واسعة من المنطقة وتحكمها بتلال تشرف على مواقع المسلحين، إلا ان بلدات، مثل رنكوس ومعلولا، لا تزال تحت سيطرة المعارضة، وقد تؤدي دوراً كبيراً في الدعم والمؤازرة، فيما يبدو واضحاً قرار قيادات المسلحين، بما في ذلك «جبهة النصرة» و«الكتيبة الخضراء» بعدم تركها تسقط بيد القوات السورية.
وتتوقع مصادر في المعارضة أن تطول المعركة لفترة أكثر من المتوقع، بسبب صعوبة المنطقة جغرافياً، وبسبب التكتيكات التي قد تتبعها الفصائل المسلحة للحيلولة دون سقوطها، كترك القوات السورية تتقدم إلى داخل يبرود ومن ثم القتال في الشوارع، وبذلك يتم تحييد سلاح الطيران، أو تلغيم الطرق ومداخل البلدة والاستعمال الكثيف لـانتحاريين والسيارات المفخخة، كما حصل في المواجهة السابقة قبل أشهر.
إأما في حمص، فقد أعلن عن تمديد الهدنة ثلاثة أيام إضافية لاستكمال خروج المدنيين من الأحياء المحاصرة. وقال محافظ حمص طلال البرازي «تم تمديد وقف إطلاق النار لثلاثة أيام اعتبارا من اليوم (أمس) لإفساح المجال أمام خروج باقي المدنيين»، موضحا انه تم إجلاء 1400 شخص من المدينة القديمة المحاصرة منذ الجمعة الماضي.
وأضاف البرازي أن الرجال الذين يتم استجوابهم بعد إجلائهم سيفرج عنهم، موضحا أن السلطات السورية اعتقلت 390 رجلا في سن حمل السلاح لدى خروجهم من الأحياء المحاصرة في حمص وأفرج عن 111 منهم حتى الآن.
طارق العبد
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد