قرية فلسطينية تواجه قرار هدمها
حين فتحت المدارس أبوابها الشهر الماضي لم يكن هم التلاميذ في مدرسة عكابا شمالي الضفة الغربية مجرد مواجهة أعباء العام الدراسي، فهناك عبء اضافي يثقل كاهلهم وهو احتمال أن تهدم السلطات الاسرائيلية مدرستهم.
يقول الجيش الاسرائيلي ان قرية عكابا تقع في منطقة عسكرية وأن منازلها بنيت بدون تراخيص، لذلك فقد أصدرت السلطات الاسرائيلية عشرات الأوامر بهدم منازل القرية.
وسيشمل الهدم روضة الأطفال في القرية التي بنيت بتمويل بريطاني ونرويجي وأمريكي.
ويقول عثمان الغوري أحد مدرسي المدرسة ان أمر الهدم لم يكن مفاجئا بالرغم من أنه مقلق جدا، وأضاف :"جميع المباني في هذه القرية تواجه الهدم: المدرسة، روضة الأطفال، المسجد، العيادة وكل المنازل".
وضع قرية عكابا هو مثال على طبيعة الحياة التي يعيشها الفلسطينيون يوما بعد يوم، والتي سيترتب على توني بلير العمل على تحسينها بصفته المبعوث الدولي للشرق الأوسط.
في العيادة التي بنيت بتمويل بريطاني كانت نعيمة دعبك تنتحب بعد أن تسلمت أمرا بهدم منزلها، وكانت صديقاتها يحاولن مواساتها وهي تولول: "سأبقى في بيتي وليهدمونه على رأسي، أو سأتناول السم لأموت. أين سأذهب اذا هدموا بيتي ؟ أنا أرملة وليس لي أحد".
للسلطة الفلسطينية سيطرة محدودة على الأمور في الضفة الغربية، فالسلطة الحقيقة هي بيد اسرائيل.
وضع الجيش الاسرائيلي 500 حاجز تفتيش في الأراضي المحتلة لتقييد حركة الفلسطينيين.
ويستطيع الجيش الاسرائيلي ايضا ان يصدر أموامر بهدم منازل، ولكن مختار قرية عكابا سامي صادق يقول ان القرية موجودة منذ عدة أجيال.
أما الجيش الاسرائيلي فقال في بيان أرسله الى بي بي سي ان القرية أنشئت منذ عدة سنين في منطقة عسكرية.
لم يستطع المختار الحصول على رخصة لبناء مكتب له، لذلك وضع مكتبا تحت شجرة خروب وتجمع حوله القرويون يدخنون السجائر ويحتسون الشاي ويناقشون قضاياهم.
يقول صادق "مشكلتنا هي الاحتلال الاسرائيلي، ليست المشكلة في عدم الحصول على تراخيص البناء فقط، بل الخدمات أيضا معدومة كالمياه والكهرباء. بامكان اسرائيل أن تمحونا عن الخريطة بشكل فعلي".
لا تتوفر المياه في القرية، لذلك يحصل السكان على احتياجاتهم من صهريج يجول شوارع القرية، والا جفت صنابيرهم.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد