قتلته بعد أن اشترى لها منزلاً وسيارة
قد لا تختلف الجريمة الجديدة التي شهدها حي الروضة بمدينة جرمانا عن باقي الجرائم السابقة من حيث السياق العام، لكن اللافت هنا حجم الاستغلال الذي وقعت به الضحية من الناحية المادية والمالية، والمصير الدموي جداً على يد من صرف عليها عشرات الملايين بين سيولة وأملاك.
كانت العلاقة بين الضحية عبد الجبار (عراقي الجنسية) والقاتلة (فلك. ا) – تولد دمشق / الصالحية – تقوم على مبدأ تكفل الضحية بجميع نواحي حياة فلك لدرجة تأمينها بمنزل باسمها وسيارة مقابل العلاقة العاطفية التي تجمعهم.
هذه العلاقة لم تكن سوى من طرف واحد (عبد الجبار) في الجهة المقابلة بدأت فلك تبحث عن طريقة للتخلص من عبد الجبار .. فقد تسلل الحب إلى قلبها وهناك من تريده ويريدها لكن وجود عبد الجبار في حياتها وحجم صرفه عليها كان العائق الأساسي أمام أي طريقة لإزاحته .. لذلك كان لابد من طلب المساعدة ممن تثق فلك بهم .. ولا مشكلة من استخدام الإغراء المالي لإقناع عائلتها بمساعدتها بالتخلص من عبد الجبار وأخذ ما لديه من أموال لتكون هي حرة بالمقابل وتغادر لتكمل حياتها مع من تحب.
بدأت فلك بالتخطيط للجريمة مع شقيقتها (ملك) وزوج شقيقتها المدعو خالد وزوج شقيقتها الثانية المدعو حسام .. كانت الخطة تقضي بقتل عبد الجبار بعد دخوله إلى شقته ليلاً ليأخذ جميع أموال الضحية بينما تختفي فلك مع من تحب.
في الحقيقة كانت الشقة لعبد الجبار شكلياً فقط بينما كانت بالحقيقة باسم فلك كما السيارة التي اشتراها لها .. لكن كل ذلك لم يمنع فلك من المضي بتنفيذ خطتها والتخلص منه.
يوم الجريمة
بتاريخ 15/7/2017 عاد الضحية إلى شقة فلك قرابة الساعة الثالثة ليلاً .. بحسب الخطة كان حسام مختفياُ في الشرفة ومعه مطرقة حديدية .. بينما كان خالد وفلك وأختها في الشقة بشكل طبيعي.
دخل عبد الجبار إلى الشقة وجلس على أحد المقاعد الذي ترك فارغاً ليتمكن حسام من الانقضاض عليه بالمطرقة من دون أن يراه.
جلس عبد الجبار في المكان المطلوب ليهاجمه حسام بالمطرقة التي معه ويضربه بها على رأسه ضربة قوية .. لكنها لم تكن كافية أو قاتلة كما كان مخططاً .. نهض عبد الجبار رغم الضربة وذهب مسرعاً إلى مكان في منزله ليأخذ منه مسدساً محاولاً الدفاع عن نفسه رغم الدماء الكثيرة النازفة من جرحه الكبير .. وهنا تدخل خالد لينقض أيضاً على عبد الجبار لتنشب معركة بين الثلاثة استطاع خلالها خالد تخليص عبد الجبار مسدسه .. استمر العراك العنيف لتدخل فيه فلك ومعها سكيناً كبيراً.
بدأت فلك بطعن عبد الجبار .. طعنات متعددة أدت لانكسار السكين الأول لتقوم فلك باستخدام سكين جديد وتكمل الطعنات حتى 30 طعنة أدت لمقتل عبد الجبار بعد أن ملأت الدماء جميع أرجاء شقته.
غادرت العصابة مكان الجريمة بعد سرقة مجموعة من الأموال موزعة بين عملات أجنبية وسورية .. لكن الدماء التي ملأت أرجاء الشقة ووصولها حتى باب الشقة الرئيسية وانتباه بعض الجيران لهذه الدماء أدى للاتصال بالشرطة (مركز ناحية جرمانا) لتبدأ قوى الأمن الداخلي تحقيقاتها فوراً لكشف ملابسات الجريمة.
بدأت التحقيقات الكثيفة والمتسارعة تكشف عن تفاصيل حياة عبد الجبار وشكل وطبيعة وجود فلك فيها، ليتم بدء عملية واسعة للبحث عنها وإلقاء القبض عليها بشكل سري ومن ثم إلقاء القبض على جميع شركاءها بالجريمة.
اعترف المجرمون بالتخطيط لقتل عبد الجبار بتحريض من فلك وبسبب علاقتها الغرامية بالمغدور، كما تم استرداد معظم المسروقات من المجرمين وكان مجموعها 900 ألف ليرة سورية مع مبلغ 1550 دولار أمريكي، وقد بقي جزء من العملة الأجنبية مع شخص متواري عن الأنظار حتى اللحظة (استلم المبلغ من فلك) ويتم ملاحقته لإلقاء القبض عليه.
انضمت هذه الجريمة الوحشية إلى قائمة الجرائم والحوادث التي تم كشفها بجهود قوى الأمن الداخلي في جرمانا بعد مضي أقل من 4 ساعات على ارتكابها .. وهو إنجاز جديد يثبت أن يد القانون هي العليا، وأن العين ستبقى ساهرة على أمن المواطن وأمانه.
المصدر: خلدون قاسم – شبكة أخبار جرمانا
إضافة تعليق جديد