في العام 2040: ثلثا البشر في المدن فهل تتخيل الازدحام؟

التخلي عن ملكية سيارة، أو استخدام دليل عن نقاط زحمة السير، سيكون ضروريا لتنظيم يومك في السنوات المقبلة. ولكي لا يصبح العيش في المدن الكبرى مرهقا نتيجة الازدحام، سيترتب على السلطات المختصة في المدن، اتخاذ التدابير المناسبة.
وستضم مدن العالم في 2040 ثلثي سكان العالم، أي إن عددهم سيرتفع من 3.5 إلى 5.6 مليارات نسمة، حيث قــالت المســتشارة الاستراتيجية بارزة في «منــتدى المستقبل» إيفـــانا غازيبارا «يبــدو أن المستقبل سيكون أكثر مدنياً».
وبات ضرورياً إعادة هندسة البنى التحتية في المدن، وابتكار خطط لتأهيل المنشآت وطرق المواصلات فيها. هي مشاريع يتعين البدء بالتخطيط لها منذ الآن، عـــبر ابتكار وسائل تساعد على الوصول إلى السلع والخدمات بشكل أســهل، في المدن التي تكبر باستمرار.
وقالت غازيبارا «إذا أكملنا في مشاريعنا كالعادة، لن نتمكن من حل أزمة ازدحام السير، مع تنامي أعداد مالكي السيارات بشكل كبير... عندها، ستصبح المدن أسوأ مناطق للسكن إن لم تتخذ حلول جذرية»، خاصة بشأن المواصلات، حيث يمكن تأهيل وسائل النقل المختلفة ودمجها في الحياة اليومية، كالسير، واستخدام الدراجة الهوائية، أو النقل العام، أو حتى السيارات الخاصة، على أن تكون مزوّدة بأجهزة حديثة، تصلها بالسيارات الأخرى ومراكز خاصة تطلعها عن نقاط الازدحام.
وأضافت غازيبارا «الحل لدينا، لكن التحدي يكمن في استخدامه بالشكل الصحيح». وهذا لا ينفي أهمية تشجيع المواطنين على تغيير سلوكهم لإبقاء هذه المدن مكانا صالحا للعيش.
كما أن للتنظيم المدني دوره أيضا، حيث يجب أن تحتوي الأحياء السكنية على الأمور الأساسية التي يمكن الوصول إليها مشيا أو على الدراجة.
فانكوفر هي مثال على المدن التي بدأت بالبحث عن الحلول، حيث قام المنظمون المدنيون بتوسيع تقاطعات المشاة، وبناء ممرات للدراجات... ولمحت غازيبرا إلى مشروع يعمل على تطويره معهد مساتشوستس للتكنولوجيا، لتأجير السيارات ليوم واحد داخل العــواصم، على ان تخزن هذه المركبات الطاقة في المساء.
وشدد المسؤول في منظمة «أصدقاء الأرض» ريتشارد داير على أهمية هذه المشاريع و»دورها في جعل المدن أكثر استدامة، فمعالجة مشكلة تغير المناخ يجب أن تكون في صميم بناء مستقبل أفضل».

المصدر: السفير عن «الغارديان»