عرب في عيد الكاريكاتور الفرنسي
بعد 25 عاماً، نجح مؤسّسو “المعرض العالمي للكاريكاتور والرسم الصحافي” في قرية سانت جوست لو مارتيل الفرنسية، في وضع حجر الأساس للمبنى الذي سيحتضن مستقبلاً نشاطاتهم الفنية. ومعرض سانت جوست لو مارتيل هو أحد أهم مواعيد الكاريكاتور في العالم وأقدمها. يستقبل كل سنة رسامين من مختلف أنحاء العالم ليعرضوا أعمالهم ومشاريعهم المستقبلية، تحت خيمة تشيّد في إحدى قرى منطقة Le Limousain، قرب مدينة ليموج في فرنسا.
يصل الرسامون إلى القرية، ويتّجهون لمعاينة القسم الذي ستُعرض فيه أعــــــــمالهم... ثم تبدأ عملية التعارف. ما أن يعـــــرفوا أنّك من لبنان حتى ينهالوا عليك بالأسئلة: “هل حقاً تعــــــــيشين في لبنان؟ أين كنت خلال القصف؟”. وتـــــــــتوالى الأسئلة إلى درجة تجعـــــــلك تظن أنّهم لا يتابعون نشرات الأخبار. لكن ذلك غير صحيح. هم يريدون سماعها منّا مباشرة كمن يريد شراء الخضر من زارعها من دون وسيط.
كالعادة في سانت جوست لو مارتيل، عرض “الصالون” كما يسمّى المعرض في فرنسا، أعمال رسامين كبار مثل دومييه وهيرمان بول وموريس هنري وبولبوت وسيم. أما أعمال مواسّان فعرضت في صالة المكتبة العليا، بالقرب من الخيمة. كما وزّع المنظمون كتاباً مطبوعاً لأعماله يصور فيه تاريخ الجمهورية الفرنسية من الجنرال ديغول إلى فرنسوا ميتران.
أما أعمالنا نحن العرب، فعُرض معظمها في قسم الكاريكاتور السياسي والاجتماعي العالمي، ولوحظ الاهتمام بمواضيع التطرف والإرهاب والحجاب.
وعُرضت رسوم ويلينسكي بخطوطه السهلة على طاولات في بهو الخيمة، فيما استقطبت رسومات لافيل اهتمام الجمهور طوال أيام المعرض. وكان الناس يدخلون معرضه ليخرجوا منه بابتسامة رضى.
ونأتي إلى فنان الكاريكاتور الشهير Plantu الذي عُرضت أعماله في بهو المكتبة القريبة من الخيمة. قرب أعماله تحدث جان بلانتو عن مشروعه الخاص بمحاربة الإرهاب... التنسيق مع كوفي أنان. وكانت الجائزة هذه السنة من نصيبه. هكذا، انتظر بلانتو جائزته التي تكــــــــون عادةً بقرة (المنطقة مشهورة بثروتها البقرية ونوعيّة لحومها). تدخل البقرة ــ الجائزة إلى خيمة المعرض فتــــعــــيــــــــث فيها فساداً!.
سحر برهان
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد